سوق الدواء
كل ما تريد معرفته عن سوق الدواء

د. شريف راشد: مصر تمتلك جميع مقوِّمات النمو رغم التحديات.. ونُسْهِم فى تعميق التصنيع المحلى للحدِّ من فاتورة الاستيراد

الدكتور شريف راشد الرئيس التنفيذي لشركة «ماجيك فارما» الشريك الرئيسي لشركة «فيتابيوتكس» فى مصر:   

تحريك أسعار الأدوية والمكمِّلات الغذائية المسجَّلة بهيئة الدواء يضمن استمرار المصانع فى تلبية احتياجات السوق المحلية

«فيتابيوتكس» تواصل التربُّع على قمة سوق المكمِّلات الغذائية فى مصر.. ونستهدف 700 مليون جنيه مبيعات خلال العام الجارى

«صحة المرأة» تحصل على حيِّز كبير من اهتماماتنا.. ونقدم لها حلولاً غير تقليدية للحصول على صحة أفضل خلال فترات الحمل

12 % حصتنا من سوق المكمِّلات الغذائية فى مصر.. و54 مليون علبة دواء وفَّرتها الشركة للسوق المصرية

تجربة نجاح تلك التى حققتها شركة «فيتابيوتكس» فى مصر خلال السنوات الماضية، ليس فقط لتوفيرها ما يزيد على 54 مليون عبوة دواء بقطاع المكمِّلات الغذائية، مما جعلها تتربَّع على قمة سوق المكمِّلات الغذائية المصرية، لكن أيضاً من خلال العمل على تعميق التصنيع المحلى بجودة عالمية، من خلال مصنعها الذى يُعدُّ الوحيد لشركة عالمية فى مجال المكمِّلات الغذائية بمصر، وهو ما يسهم فى الحد من الفاتورة الاستيرادية للبلاد.

الدكتور شريف راشد الرئيس التنفيذي لشركة «ماجيك فارما» الشريك الرئيسي لشركة «فيتابيوتكس» فى مصر، أكد امتلاك سوق الدواء المصرية كل مقومات النمو رغم التحديات التى تواجهها من جرَّاء تحرير سعر الصرف، والتى تتطلب سياسة سعرية مرنة تدعم استمرار المصانع والشركات المنتجة فى تلبية احتياجات السوق، مشيراً إلى أن شركته تستهدف حجم مبيعات خلال 2023 بنحو 700 مليون جنيه، وهو ما يضمن تواجدها بين أكثر 40 شركة أعلى مبيعاً فى سوق الدواء المصرية.

الدكتور شريف راشد الرئيس  التنفيذي لشركة «ماجيك فارما» الشريك الرئيسي لشركة «فيتابيوتكس» فى مصر

* كيف توصِّف سوق الدواء المصرية خلال الفترة الحالية فى ظل الاضطرابات السياسية والاقتصادية عالمياً، وانعكاس ذلك عليها، إضافة إلى تحرير سعر صرف الجنيه المصرى؟

– المشكلات العالمية بداية من أزمة وباء كورونا عام 2020، التى امتدَّت آثارها لعام 2021 وتأثيرها السلبى عالمياً على سلاسل الإمداد والتموين، وكذلك ارتفاع الأسعار كان له تأثير سلبى على سوق الدواء المصرية، ثم جاءت الحرب الروسية الأوكرانية التى أثرت بشكل سلبى قوى على الاقتصاد المصرى عامة وسوق الدواء بشكل خاص؛ نظراً لتأثر قطاع السياحة وارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية والأساسية، خاصة القمح، وتمثل روسيا وأوكرانيا مورداً رئيساً لاقتصاد مصر والدخل القومى (السياحة الروسية الأوكرانية تمثل 1/3 من الدخل القومى للسياحة).

كل هذا أدى إلى ارتفاع تكلفة المواد الخام وكل متعلقات الاستيراد والتصنيع المحلى، وكما نعلم فإن القرارات المالية والنقدية المتعلقة بانعكاسات هذه المشكلات كان لها أثر سلبى كبير على القدرة الاستيرادية والتصنيعية للعديد من الشركات فى مصر.

* ما الإجراءات التى يجب اتخاذها للحدِّ من الانعكاسات السلبية لتحرير سعر الصرف على سوق الدواء المصرية، خاصة أن سعر الدواء «جبرى»؟

– تتلخَّص الإجراءات الواجب اتخاذها الآن فى عدة محاور؛ منها ما يجب اتخاذه فوراً، وهو النظر فى تحريك تسعير الأدوية والمكمِّلات الغذائية المسجلة بهيئة الدواء المصرية، مما يضمن استمرار المصانع المنتجة أو المستوردة فى تلبية احتياجات السوق المحلية، كذلك الضرب بيد من حديد على كل من يحاول استغلال الأزمة والتربُّح من خلال أسعار مبالغ فيها أو تهريب الأدوية أو الغش التجارى.

أما على المدى المتوسط والبعيد فيجب بذل كل الجهود من الإدارات المعنية فى الدولة لتعميق التصنيع المحلى، وهنا أعنى التصنيع المحلى من الألف إلى الياء، وإعطاء كل التسهيلات لمن يرغب جدياً فى تعميق التصنيع المحلى، وتقديم كل أوجه الدعم من خلال الأجهزة المعنية لزيادة حجم الصادرات المصرية إلى دول العالم، خصوصاً إفريقيا والدول العربية، وفى رأيى يجب على الجميع الآن العمل معاً وبخطة واضحة لخلق فرص فى السوق الدوائية تتناسب مع حجم السوق المصرية، بما تملكه من خبرات وقدرات تؤهلها لتكون فى وضعية أفضل كثيراً مما هى عليه الآن، وليكن لنا فى التجربة الهندية خير مثال؛ حيث تمكنت الهند من خلق صناعة دوائية عميقة فى أقل من 20 عاماً.

* كيف يتعامل القطاع المصرفى ووزارة المالية مع قطاع الدواء وأنتم جزء منه فى ملف استيراد المواد الخام الدوائية خاصة فيما يتعلق بالاعتمادية المستندية والإفراجات الجمركية؟

– القطاع المصرفى منوط به تنفيذ السياسة النقدية التى يحددها البنك المركزى المصرى، مما يتناسب مع الوضع المالى والاقتصادى والالتزامات الدولية الناتجة عن سداد الديون، وكغيره من القطاعات تأثر سلباً بتداعيات أزمة الحرب الروسية الأوكرانية، مما أثر على القدرة على التعامل مع الزيادة فى الأسعار العالمية، خصوصاً فى مجال الطاقة والمواد الغذائية، كالقمح، مما نتج عنه ارتفاع تكلفة الاستيراد، وتراكم الاعتمادات المستندية فى القطاع المصرفى، أضف إلى ذلك التباطؤ فى إجراءات الجمارك والتخليص مما أدى إلى نشوب أزمة فى كل ما يتعلق بالاستيراد من المواد الخام وخطوط الإنتاج وقطع الغيار، وصولاً إلى المنتج التام، مما يؤثر سلباً على قدرة كثير من الشركات الصغيرة والمتوسطة على الاستمرار بالشكل المناسب بالأسواق المصرية، مما قد ينتج عنه نقص العديد من الأدوية والمكمِّلات الغذائية لدى الموزعين والصيدليات.

 * وهل ترى أن مصر تمتلك العوامل التى تمكنها من زيادة حجم صادراتها ومن ثم تقليل الفاتورة الاستيرادية؟

– مصر تمتلك العديد من العوامل التى تمكنها من تحقيق فرص تصديرية كبيرة، لعل أهمها انخفاض الأسعار بعد تحرير سعر الصرف الجنيه المصرى مقارنة بالأسعار العالمية، مما يعطى المنتج المصرى ميزة لكثير من الدول والأسواق التى يعانى اقتصادها وترغب فى الحصول على منتجات بجودة عالية وبأسعار منخفضة، أضف إلى هذا الخبرة التراكمية فى سوق الدواء المصرية، إضافة إلى الوضع الجيوسياسى لمصر وأهميته لكثير من البلدان العالمية، كل هذا يُمثل فرصاً يجب على الدولة ومؤسساتها مساعدة القطاع الخاص فى اقتناصها.

أما بالنظر للتحديات فنحن نعلم التحديات التى نواجهها، وكل ما نحتاجه هو الإرادة لعبور تلك التحديات والإدارة السليمة للأزمات.

* كيف تُقيِّم أداء شركة «فيتابيوتكس» فى السوق المصرية خلال الأعوام الثمانية الماضية؟

– شركة فيتابيوتكس وماجيك فارما فى خلال الأعوام الثمانية الماضية كانت على قمة الشركات الأعلى نمواً فى السوق المصرى؛ حيث بلغ حجم مبيعات الشركة أكثر من مليار ونصف المليار جنيه مصرى من خلال إنتاج ما يزيد على 54 مليون علبة وتداولها فى السوق المصرية من مختلف المنتجات، خصوصاً «فيروجلوبين» و«أوستيوكير».

وفى عام 2021 و2022، وبالرغم من المشكلات المتعلقة بوباء كورونا والأزمة العالمية، طرحت الشركة 8 مستحضرات جديدة فى السوق المصرية بخبرات إنجليزية وأيد مصرية وبترخيص شركة «فيتابيوتكس» الإنجليزية، هذه المستحضرات أشهرها «برفكتل» الذى تمكن فى خلال عام واحد أن يصبح فيتامين الشعر رقم واحد فى مصر، مما يعكس ثقة المنظومة الصحية والمستهلك بمنتجات «فيتابيوتكس» وقدرة شركة ماجيك فارما على خلق فرص تسويقية متميزة.

* احتفلتم مؤخراً بمرور 50 عاماً على تواجد «فيتابيوتكس» فى مصر.. ما دلائل ذلك؟

– شركة «فيتابيوتكس» وهى تحتفل بمرور 50 عاماً على تواجدها فى أكثر من 100 سوق حول العالم تبرهن على ثقتها بالسوق المصرية وقوتها منذ إنشائها مصنعها الكائن فى برج العرب عام 2008؛ كونها الشركة العالمية الوحيدة التى تتواجد من خلال مصنع على أعلى المستويات فى السوق المحلية بمصر، وهذا يعكس الرؤية الإيجابية للسوق المصرية، وهو ما مكنها من الاستحواذ على 30% من سوق الفيتامينات المتعددة فى مصر من خلال تقديم منتجات عالية الجودة للمريض المصرى، خصوصاً فيما يتعلق بصحة المرأة التى تمثل نصف الحاضر وكل المستقبل.

* تمتلكون استراتيجية تستهدفون من خلالها التوسُّع داخل السوق المصرية خلال السنوات المقبلة مما يُمكِّن لـ«فيتابيوتكس».. ما أبرز ملامح تلك الاستراتيجية؟

– تتوافق رؤية فيتابيوتكس وماجيك فارما خلال السنوات المقبلة تماماً مع رؤية الاستراتيجية المصرية 2030 وأهداف التنمية المستدامة بمنظمة الصحة العالمية فيما يتعلق بتنمية صحة المرأة، وبناء جيل من الشباب قادر صحياً وذهنياً على النهوض بالمجتمع والارتقاء بمكانة مصر.

ومن أجل تحقيق هذه الرؤية تعتمد شركة ماجيك فارما وفيتابيوتكس سياسة طرح منتجات عالمية بمواصفات قياسية وبأسعار فى متناول النسبة الأكبر من الشرائح المستهدفة من المرضى، مراعاة للوضع الاقتصادى والبعد الاجتماعى من خلال مبادرات مجتمعية وتسويقية تحفز المريض على الاستمرار فى تناول المكمِّلات الغذائية والفيتامينات تحت إشراف الطبيب المعالج.

وعلى الرغم من المعوقات والتحديات تستهدف شركة فيتابيوتكس وماجيك فارما استمرار تقديم أفضل الخدمات للمرضى من خلال التوسُّع فى إنشاء خطوط إنتاج جديدة وزيادة النشاط التسويقى والدعم للقطاع الصحى الحكومى من خلال توفير المنتجات لهيئة الشراء الموحد، إلى جانب استغلال الطاقات والخبرات فى التعامل مع السوق المصرية من أجل زيادة فرص الاستثمار فى مصر، وطرح منتجات جديدة وتعميق التصنيع المحلى بجودة عالمية مما يساعد الدولة المصرية على الحد من فاتورة الاستيراد.

* وماذا عن الدور المهم الذى تلعبه شركة ماجيك فارما وفيتابيوتكس فى طرح مبادرات التوعية الصحية خاصة المتعلقة بصحة المرأة ومستهدفاتكم فى هذا المجال؟

– تستهدف شركة ماجيك فارما وفيتابيوتكس تعميق التعاون مع القطاع الصحى الخاص، ممثلاً فى أطباء النساء والتوليد وأطباء الأمراض الجلدية والتجميل والقطاع الصيدلى وسلاسل الصيدليات؛ من أجل توفير الحلول المتكافئة للمرأة خلال أهم فترات الحياة، وهى فترة الحمل والرضاعة مما يضمن تقليل الأعباء الأسرية والاجتماعية من خلال صحة أفضل للحامل والجنين، ولنا فى مبادرة «رحلة حامل» خير مثال، وهى مبادرة ثلاثية الأركان تعتمد التوعية والتدريب للأطباء والفحص الشامل للسيدات الحوامل كأركان أساسية لها، وهو ما مكَّن شركة ماجيك فارما وفيتابيوتكس من أن تصبح شريكاً رئيساً لأطباء النساء والتوليد فى مصر فيما يتعلق بصحة المرأة، كما تعمل ماجيك فارما على دعم القطاع الصيدلى وسلاسل الصيدليات من خلال دورات تدريبية من أجل الارتقاء بالصيدلى الذى يمثل الخط الأول مع التعامل مع المرضى.

* ما حجم مبيعات «فيتابيوتكس» بنهاية 2022 والمتوقع لها بنهاية 2023؟

– تتوقع شركة ماجيك فارما الشريك الرئيس لشركة فيتابيوتكس- مصر تحقيق حجم مبيعات يتجاوز 700 مليون جنيه خلال عام 2023 من خلال استمرار الريادة لأسواق عديدة، مثل مكمِّلات الحديد والكالسيوم وفيتامينات الشعر، مما يضمن تواجد الشركة ضمن أقوى 40 شركة دواء فى مصر، واستمرار كونها الشركة رقم 1 فى مجال تصنيع وتسويق المكمِّلات الغذائية؛ حيث استحوذنا على 12% من سوق المكمِّلات الغذائية فى مصر خلال عام 2021.

 

 

اترك تعليق