سوق الدواء
كل ما تريد معرفته عن سوق الدواء

الدكتور شريف كمال يكتب.. نظام «الأوكرز» مفهوم الأهداف والنتائج الرئيسية

«أين أريد أن أذهب؟» و«كيف أضبط نفسي لمعرفة ما إذا كنت سأصل إلى هناك؟»

تقوم العديد من الشركات، بما في ذلك جوجل، ولينكد إن، وأوبر، بتطبيق مفهوم الأهداف والنتائج الرئيسية على أعمالها. عندما كانت شركة جوجل شركة ناشئة، تم وضع نظام الأوكرز «OKRs»، مفهوم الأهداف والنتائج الرئيسية في اطار زمني  ربع سنوية و بعد ذلك أضافت الشركة لاحقًا أهدافًا سنوية بحيث كان كل موظف، من المهندسين إلى الرئيس التنفيذي، يعمل في وقت واحد على أهداف التوقعات القصيرة والطويلة الأجل.

يعتقد البعض أن نظام الأهداف والنتائج الرئيسية هي ببساطة نسخة أكثر مرونة من عملية بيتر دركار للإدارة بالأهداف، والتي تتطلب أن تكون الأهداف ذكية (محددة وقابلة للقياس وقابلة للتحقيق وواقعية ومحددة زمنياً).

قام آندي جروف، الرئيس التنفيذي السابق لشركة إنتل، بوضع تصور لفكرة الأهداف والنتائج الرئيسية لمساعدة موظفيه على تنظيم جهود عملهم والتركيز على بنود عمل محددة من شأنها أن تساعد في تحسين أداء الأعمال.

وأوضح جروف هذا المفهوم كوسيلة للإجابة على سؤالين، «أين أريد أن أذهب؟» و«كيف أضبط نفسي لمعرفة ما إذا كنت سأصل إلى هناك؟».

أحد الأغراض المهمة لتنفيذ الأهداف والنتائج الرئيسية هو التأكد من أن جميع الموظفين على دراية بالأهداف التنظيمية وأن الجميع يعملون معًا لتحقيقها. فعندما يستخدم مكان العمل الأهداف والنتائج الرئيسية، يتم تشجيع الموظفين على تحديد أهداف عالية جدًا ويجب عليهم توثيق التقدم نحو إكمال النتائج الرئيسية بنجاح باستخدام البيانات الداعمة.

نظام الأوكرز – مفهوم الأهداف والنتائج الرئيسية هو إطار لإدارة الأداء مصمم لتشجيع الشركات والمؤسسات على تحديد الأهداف والنتائج التنظيمية الواسعة وإبلاغها ومراقبتها. من المفترض أن يكون الإطار شفافًا وأن يتماشى مع أهداف العمل والفريق والأفراد بطريقة هرمية وقابلة للقياس.

يتم تقسيم برنامج الأهداف والنتائج الرئيسية إلى عنصرين، الأهداف والنتائج الرئيسية ويتم تحديد ما متوسطه 3-5 أهداف مع 3-5 عناصر عمل إضافية ذات صلة وقابلة للقياس أو مؤشرات الأداء الرئيسية.

يحدد الهدف ما يريد الموظف تحقيقه وتوضح النتائج الرئيسية كيفية قيام الموظف بتحقيق الهدف خلال إطار زمني محدد حيث يجب أن يكون كل هدف شامل قابلاً للتحقيق ولكنه يمثل تحديًا، ويُشار إليه أحيانًا باسم “الإنجاز الكبير”، للحفاظ على تحفيز فرق العمل و عادةً ما تتم مراجعة الأهداف وإعادة تقييمها على أساس دوري محدد.

ومن مميزات هذا النظام انه يمكن إدارة الأداء و قياس وتتبع تقدم الموظفين نحو أهدافهم في الوقت الفعلي ومن أحد الجوانب الرئيسية لهذا النظام  هو أنه يسمح لجميع الموظفين برؤية أهداف أي شخص آخر في المؤسسة.

ومن فوائد نظام الأهداف والنتائج الرئيسية انه بمجرد تنفيذها بنجاح، يمكن أن توفر الأتي:

  1. انخفاض الحاجة إلى الموارد الإضافية والوقت والصيانة، لأن تعزيز فهم الموظفين للأهداف الاستراتيجية يمكن أن يقلل من الحاجة إلى إجراءات ومشاريع غير ضرورية التي قد تتطلب موارد إضافية.
  2. شفافية الأولويات والتوقعات والأهداف للموظفين ويعد ذلك عنصر أساسي في بيئة العمل الفعّالة، حيث تساهم في تعزيز التواصل وتعزيز الإنجاز والمسؤولية. كما ان الشفافية حول الأولويات تسهم في تحسين توجيه الجهود والتركيز على المهام الهامة، مما يقلل من استهلاك الوقت في الأنشطة غير الفعّال
  3. زيادة التركيز التنظيمي والشخصي والتحفيز والإنتاجية فعندما يشترك أعضاء الفريق في تحقيق أهداف مشتركة ونتائج رئيسية، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تحسين روح الفريق وتعزيز التعاون، كما يؤدي ذلك الي اكتساب الموظفين لمهارات إدارة الذات وتنظيم الوقت عندما يكونون على دراية بأهدافهم ويتبعون نتائجهم بانتظام.
  4. تحديد دور الافراد بوضوح ضمن الأهداف طويلة المدى للمؤسسة، و هنا يجب أن يدرك كل فرد مساهمته في النجاح الجماعي للمؤسسة و يساهم الوضوح في الأدوار الفردية في بناء بيئة عمل مستدام و يعزز الالتزام والمشاركة الفعّالة

ومن الجدير بالذكر ان الحصول علي هذه الفوائد يعتمد على فعالية تنفيذ نظام الأهداف والنتائج الرئيسية وكيف يتم تكامله مع ثقافة العمل وعمليات الإدارة في المؤسسة.

وفي هذا الإطار يجب على الإدارة العليا داخل أي مؤسسه توضيح الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة علي أن تشمل هذه الأهداف الرؤية الطويلة المدى والمسار الذي تسعى المؤسسة لتحقيقه وتوضيح المسؤوليات والواجبات المحددة لكل فرد داخل المؤسسة بصوره متكاملة حيث يساعد ذلك في فهم الدور الفردي وكيفية تسهيل تحقيق الأهداف في اطار عملي جماعي و مؤسسي.

ودعنا نستعرض بعض أمثلة على نظام الأهداف والنتائج الرئيسية في المجال الصحي:

الهدف: تحسين جودة الخدمات الصحية:

نتائج رئيسية: زيادة نسبة رضا المرضى بنسبة 20٪ خلال العام القادم و ذلك من خلال تحسين تقديم الخدمات بناءً على ملاحظات المرضى بانشاء نظام لجمع تقييمات المرضى، سواء كان ذلك عبر استبيانات أو منصات إلكترونية و فهم تحديات وفرص التحسين من خلال تحليل ردود المرضى  و يتم ذلك عن طريق توظيف فرق لتحليل البيانات وتحديد الأنماط والمجالات التي يمكن تحسينها و منها يتم تطوير هدف رئيسي جديد و هو  تطوير مهارات الكوادر الطبية بناءً على احتياجات المرض عن طريق إجراء برامج تدريبية مستهدفة لتعزيز التواصل والرعاية

الهدف: تعزيز سلامة المرضى:

نتائج رئيسية: تقليل نسبة الحوادث الطبية الغير مرغوب فيها بنسبة 15٪ عن طريق تحسين نظام إدارة الأخطاء الطبية.

الهدف: تحسين إدارة الأمراض المزمنة:

نتائج رئيسية: زيادة نسبة التحكم في الأمراض المزمنة (مثل السكري) بنسبة 10٪ من خلال تعزيز برامج التثقيف حول إدارة الأمراض.

الهدف: تعزيز الوقاية والتوعية:

نتائج رئيسية: زيادة نسبة الفحوصات الوقائية بنسبة 15٪ عن طريق تطوير حملات توعية حول الوقاية من الأمراض المنتشرة.

الهدف: تحسين كفاءة العمليات الصحية:

نتائج رئيسية: تحليل وتحسين عمليات العيادات والمستشفيات زيادة نسبة الاستخدام الفعّال للموارد الطبية.

وفي هذا الاطار اذا تم التركيز علي احدي عمليات الصيدلية فيمكن تحسين إدارة المخزون و تقديم خدمات صيدلية فعّاله و تحسين عمليات توريد الأدوية وتوزيعها ذلك عن طريق تنفيذ عده خطوات تبدأ باستخدام نظم حديثة يمكن أن يساعد في تحديد احتياجات التوريد بشكل دقيق وتقليل الفاقد مع إجراء تحديثات دورية للمخزون للتأكد من توفر الأدوية المطلوبة والتخلص من المواد الفاسدة او المنتهية الصلاحية واستخدام نظم طلبيات إلكترونية يقلل من الأخطاء ويسرع عملية التوريد

وتوفير وسائل فعالة للتواصل مع الموردين لضمان توفر الأدوية في الوقت المناسب و تحليل مسارات التوزيع لتحديد الطرق الأكثر كفاءة وتوفير الزمن والتكاليف و استخدام تقنيات تتبع الشحن لمراقبة حركة الأدوية من المستودع إلى نقاط الخدمة و استخدام نظم إدارة المستندات الرقمية لتسهيل عمليات التوزيع والتتبع مع تكامل نظم تخطيط موارد المؤسسة لتحسين تنسيق جميع عمليات الإمداد والتوزيع.

الصحية وتقديم الخدمات بشكل أكثر كفاءة وجودة.

الهدف: تعزيز التواصل بين الفرق الطبية:

نتائج رئيسية:تعزيز استخدام نظم المعلومات الطبية لتبادل المعلومات بين الفرق بتقديم دورات تدريبية حول التواصل الفعّال في الرعاية الصحية.

الهدف: تحسين استجابة الطوارئ:

نتائج رئيسية: تخطيط وتطوير نظام لاستجابة سريعة في حالات الطوارئ الطبية من خلاال تدريب الفرق الطبية على إدارة الحالات الطارئة بشكل فعّال.

الهدف: زيادة الوعي بالصحة العامة:

نتائج رئيسية: إطلاق حملات إعلامية حول قضايا الصحة العامة و قياس زيادة في الوعي بين المجتمع المحلي.

تلك الأمثلة تعكس كيف يمكن لنظام الأهداف والنتائج الرئيسية في مجال الرعاية الصحية تحسين الخدمات وتعزيز جودة الرعاية الصحية. وكيفية مساهمته في تحسين الفعالية والكفاءة في تقديم الرعاية الصحية وتحقيق الأهداف المؤسسية.

والجدير بالذكر ان المؤسسات الصحية يجب ان تبدأ باستخدام نظام الاوكرز – مفهوم الأهداف والنتائج الرئيسية و ترسيخ هده الثقافة مما سوف يؤدي بالتأكيد الي الوصول الي الاستدامة التشغيلية و المالية مع الوصول الي درجات عالية من رضا المنتفعين و العاملين بقطاع الصحة.

الدكتور شريف كمال

مستشار رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية للشؤون الصيدلية وإدارة الدواء

اترك تعليق