قال باحثون إن نتائج تجربة سريرية من المرحلة الأولى لدراسة أول لقاح فموي جديد لشلل الأطفال خلال 50 عامًا أظهرت نتائج واعدة، حيث تم تصميم اللقاح ليكون غير قادر على تطوير القدرة على التسبب في المرض لدى البشر.
تدعم الدراسة مؤسسة Bill and Melinda Gates وتقودها عالمة الفيروسات في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو د. راؤول أندينو والدكتور أندرو ماكادام من المعهد الوطني البريطاني للمعايير والسيطرة البيولوجية (NIBSC)..
ففي دراسة أجريت عام 2017 ، اكتشف أندينو وزملاؤه أنه في كل تفشي شلل الأطفال مشتق من اللقاح الذي درسوه، واستخدم الفيروس نفس الخطوات التطورية الثلاث للتحول من لقاح غير ضار إلى خطر إقليمي.
وفي دراستهم الجديدة، أعاد أندينو وماكادام وزملاؤه تصميم اللقاح للتأكد من أنه غير قادر على اتباع هذا المسار المكون من ثلاث خطوات لإعادة تطويره.
وعلى وجه التحديد، استقروا في منطقة من الجينوم الفيروسي المطلوب لها لإعادة تطوير القدرة على إصابة البشر والتأكد من أن الفيروس لا يستطيع التخلص من هذا التعديل حتى من خلال تبادل المواد الوراثية مع الفيروسات ذات الصلة.
وقال الدكتور راؤول أندينو من المعهد الوطني البريطاني للمعايير والسيطرة البيولوجية، أن هذا هو أول جهد لتصميم فيروس حي موهن بشكل عقلاني بناءً على الفهم التفصيلي لبيولوجيته، على عكس النهج القياسي المتمثل في تمرير الفيروس بشكل أعمى في الخلايا الحيوانية للقضاء على الضراوة البشرية من خلال آليات غير مفهومة جيدًا.
وتقدم الدراسة الجديدة نتائج تجربة سريرية مزدوجة فالمرحلة الأولى أجريت في 15 متطوعًا بالغًا في جامعة أنتويرب ببلجيكا، وجميعهم تم تطعيمهم سابقًا بلقاح خامل يتكون من جزيئات فيروس تمزيقه لضمان عدم تعرضهم للمرض بواسطة اللقاح الحي.
وجدت التجربة أن لقاح المصمم الجديد لشلل الأطفال كان أكثر استقرارًا وفعالية من لقاح «سابين» البالغ من العمر 50 عامًا الذي تم اشتقاقه منه.
وأدى اللقاح الجديد إلى قيام المشاركين بتوليد العديد من الأجسام المضادة ضد فيروس شلل الأطفال، وعلى الرغم من التخلص من الجزيئات الفيروسية في البراز، إلا أن هذه الجسيمات كانت غير قادرة على نقل العدوى أو تسبب الشلل في الفئران.
في المقابل، وجدت الدراسات السابقة أنه عندما تتعرض الفئران لعينات فيروسية تسقط من قبل الأشخاص الذين تم تطعيمهم بلقاح«سابين» الفموي لشلل الأطفال ، فإن 90 بالمائة يصابون بالشلل.
وقال أندينو إن تجربة المرحلة الثانية جارية حاليًا وتبشر بالخير، وتخطط منظمة الصحة العالمية لتجربة المرحلة الثالثة ، على أمل الإسراع في تطوير اللقاح كإجراء طارئ لاحتواء شلل الأطفال.