سوق الدواء
كل ما تريد معرفته عن سوق الدواء

الرسوم الجمركية وملف الأجور يسيطران على اجتماع الجمعية العمومية لـ«أسترازينيكا» الجمعة المقبلة

اعتادت شركة أسترازينيكا مواجهة احتجاجات على الأجور في اجتماعاتها العمومية السنوية، نظرًا لمنصب رئيسها التنفيذي، باسكال سوريو، كأعلى الرؤساء التنفيذيين أجرًا في مؤشر فوتسي 100 خلال معظم السنوات الخمس الماضية.

لكن الأجور ليست القضية الوحيدة التي تُلقي بظلالها على اجتماعها الافتراضي هذا العام يوم الجمعة القادم وفقا لصحيفة الجارديان.

وتواجه أكبر شركة بريطانية مُدرجة، والتي تُقدر قيمتها بنحو 170 مليار جنيه إسترليني، تحقيقات في الصين بشأن عمليات استيراد واختراق بيانات، في حين واجهت الشركة جدلًا واسعًا عندما تخلت عن توسعة مُخطط لها بقيمة 450 مليون جنيه إسترليني لمنشأة اللقاحات التابعة لها بالقرب من ليفربول، في أواخر يناير، بعد فشلها في التوصل إلى حزمة دعم حكومية مع حكومة المملكة المتحدة.

يضاف إلى هذه المشاكل احتمال – لم يتحقق حتى الآن – قيام دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على صناعة الأدوية في إطار هجومه المُستمر على ممارسات التجارة العالمية.

سيتمكن رئيس مجلس إدارة الشركة، ميشيل ديماريه، على الأقل من استذكار عامٍ ناجحٍ ماليًا. فقد عززت المبيعات القوية لعلاجات أسترازينيكا للسرطان والرئة والمناعة أرباح عام 2024 بنسبة 38% لتصل إلى 8.7 مليار دولار، مع ارتفاع الإيرادات بنسبة 21% لتصل إلى 54.1 مليار دولار.

وتتوقع المجموعة بثقة قفزة في الإيرادات إلى 80 مليار دولار بحلول عام 2030، حيث تراهن على إطلاق 20 دواءً جديدًا.

وقد خيمت على هذا الأداء المالي المتميز الاضطرابات في الصين، حيث تُعد «أسترازينيكا» واحدة من أكبر شركات الأدوية متعددة الجنسيات. فقد ارتفعت أسهمها بنسبة 9% فقط خلال الاثني عشر شهرًا الماضية، بينما ارتفعت بنحو 60% في السنوات الخمس الماضية.

تُعدّ الصين ثاني أكبر سوق للشركة بعد الولايات المتحدة، وقد انتشر خبر في سبتمبر الماضي يفيد بأن العديد من المديرين التنفيذيين السابقين والحاليين يخضعون للتحقيق بشأن مزاعم استيراد أدوية غير مرخصة لعلاج السرطان وانتهاكات بيانات المرضى.

واستقال ليون وانج، رئيس أعمال «أسترازينيكا» في الصين، والذي قاد نموها السريع هناك في السنوات الأخيرة، من منصبه في أواخر أكتوبر بعد احتجازه من قبل السلطات.

صرحت «أسترازينيكا» في أوائل فبراير أنها قد تُغرّم بما يصل إلى 4.5 مليون دولار إذا ثبتت مسؤوليتها عن ضرائب استيراد مشتبه بها غير مدفوعة بقيمة 900 ألف دولار تتعلق بعقاري السرطان “إمفينزي” و”إمجودو”.

كما يجري تحقيق منفصل في مزاعم احتيال موظفي أسترازينيكا في الصين على التأمين الطبي، والذي بدأ عام 2021.

ثم، قبل أكثر من أسبوع بقليل، كشفت المجموعة عن استثمار بقيمة 2.5 مليار دولار لإنشاء مركزها الدولي السادس للبحث والتطوير الاستراتيجي، والمقرر أن يكون في بكين، في إشارة إلى أنها قد تتجنب عقوبات صارمة في الصين. وسيكون موقع بكين هو الثاني في البلاد، بعد منشأتها الحالية في شنغهاي.

سيشعر المستثمرون بالارتياح إذا تمكنت «أسترازينيكا» من تجاوز مشاكلها في الصين، لكن الرسوم الجمركية تُشكل مصدر قلق آخر.

وحتى الآن، نجت شركات الأدوية من الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة المرهقة، ولكن في حال إدراجها، فقد ترتفع تكلفة الأدوية حول العالم. يعتمد هذا القطاع على سلاسل توريد طويلة ومعقدة تشمل العديد من الدول.

تمتلك كل من «أسترازينيكا»، وشركة الأدوية البريطانية الكبرى الأخرى، «جلاكسو سميثكلاين»، بعض مصانعها في الولايات المتحدة، سوقها الرئيسي، مما يعني قدرتها على التخفيف من وطأة أي رسوم جمركية إلى حد ما.

وفي خريف العام الماضي، أعلنت شركة أسترازينيكا عن استثمارها 3.5 مليار دولار إضافية في البحث والتصنيع في الولايات المتحدة.

لكن قرارها بعدم التوسع في ليفربول يُمثل ضربة موجعة للبلاد، حيث وصف توم كيث روتش، رئيس أسترازينيكا في المملكة المتحدة، بريطانيا مؤخرًا بأنها “حالة استثنائية، وهي الآن واحدة من أصعب الأماكن في العالم” لتوفير أدوية جديدة للمرضى.

ونجح باسكال سوريو، الذي انضم إليها قادمًا من شركة روش عام 2012، في إعادة بناء محفظة أدوية أسترازينيكا بنجاح منذ تصديه لعرض استحواذ عدائي من منافستها الأمريكية فايزر عام 2014.

وقد كافأته الشركة برواتب أعلى باستمرار، مما دفع ما يقرب من 40٪ من المساهمين إلى التصويت ضد، أو الامتناع عن التصويت، على الحد الأقصى لراتبه البالغ 18.7 مليون جنيه إسترليني العام الماضي.

وحصل باسكال سوريو، على 14.7 مليون جنيه إسترليني في النهاية، ولكن قد يرتفع راتبه هذا العام إلى 25 مليون جنيه إسترليني، رهنًا بتحقيق الأهداف وارتفاع سعر السهم.

تؤكد«أسترازينيكا» أن هذا ضروري لجذب الكفاءات والاحتفاظ بها، وأن سياسة الأجور الجديدة تُحسّن ببساطة رواتب سوريو لتتماشى مع رواتب المديرين التنفيذيين لشركات الأدوية العالمية.

اترك تعليق