«الدواء الأمريكية» تعارض «الصحة العالمية» وترفض تصنيف «الأسبارتام» على أنه مادة مسرطنة محتملة
قالت إدارة الغذاء والدواء الأميركية إنها “لا تتفق مع استنتاج منظمة الصحة العالمية بأن الدراسات تدعم تصنيف “الأسبارتام” على أنه مادة مسرطنة محتملة للبشر” وفقا لبيان نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
وأضاف البيان أن “الأسبارتام الذي يتم توصيفه من قبل منظمة الصحة العالمية W.H.O. بأنه قد يكون مادة مسرطنة للإنسان” لا يعني ارتباطها بالفعل بالسرطان”.
وهو ما يمثل تعارض حاد بين المنظمات الدولية يضع المستهلكين في حيرة من أمرهم، حيث يثير بيان إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ضد منظمة الصحة العالمية المزيد من الجدل في أوروبا، ومن المرجح أن تؤدي تصريحات الوكالات العالمية المتنازعة إلى إثارة الارتباك بين المستهلكين.
وأدت المخاوف بشأن ارتفاع المعدلات العالمية للسمنة ومرض السكري بالإضافة إلى تغيير تفضيلات المستهلكين إلى انفجار في الأطعمة والمشروبات الخالية من السكر ومنخفضة السكر. حيث يعد الأسبارتام، أحد المحليات الستة المعتمدة من قبل المنظمين الأميركيين ويوجد في آلاف من المنتجات الخالية من السكر، والصودا الخاصة بالحمية، والشاي، ومشروبات الطاقة وحتى الزبادي، كما أنها تستخدم لتحلية العديد من المنتجات الصيدلانية.
وكانت جهتان مرتبطتان بمنظمة الصحة العالمية قد أعلنتا، اليوم الجمعة، أن محلى الأسبارتام تمثل “مادة مسرطنة محتملة”، لكنه يظل آمناً عند استهلاكه عند المستويات المتفق عليها بالفعل.
ويأتي الإعلان بناء على قراري لجنتين مختلفتين تابعتين لمنظمة الصحة العالمية، كانت إحداهما تنظر في وجود أدلة على أن المادة تشكل خطراً محتملاً، والأخرى تقيم مقدار الخطر الفعلي الذي تشكله هذه المادة على الحياة.
وحاول فرانشيسكو برانكا رئيس قسم التغذية في منظمة الصحة العالمية، خلال مؤتمر صحفي قبيل الإعلان، مساعدة المستهلكين على فهم الإعلانين اللذين قد يبدوان متضاربين، لاسيما لأولئك الذين يبحثون عن المحليات الصناعية لتجنب السكر.
وقال برانكا: “إذا كان المستهلكون بصدد اتخاذ قرار بشأن تناول الكولا بالمحليات أو تناول الكولا بالسكر، أعتقد أنه يجب وضع خيار ثالث في الاعتبار.. وهو شرب الماء بدلاً من ذلك”.
والأسبارتام هو مسحوق أبيض عديم الرائحة يستخدم كمُحلي صناعي منخفض السعرات الحرارية وهو أحلى بحوالي 200 مرة من السكر، كما أن الاسبارتام هو المحلي الصناعي الأكثر استخداماً في العالم.
ويدخل الاسبارتام في صناعة العديد من الأطعمة والمشروبات مثل دايت كولا والحلويات وعلكة المضغ والأدوية بما في ذلك قطرات السعال والأطعمة التي تهدف إلى المساعدة في إنقاص الوزن.
وتمت الموافقة على استخدام الأسبارتام في عام 1974 من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية مع حد تناول يومي مقبول يبلغ 50 ملليجرام لكل كيلو جرام من وزن الجسم.
وفي عام 1981 خضع الأسبارتام لتقييم جديد من قبل خبراء الأمم المتحدة، فخفض حد التناول اليومي إلى 40 ملليجرام لكل كيلو جرام.