سوق الدواء
كل ما تريد معرفته عن سوق الدواء

الدكتور شريف كمال يكتب.. مستقبل الدواء والصيدلة.. خارطة طريق

تُعد المشكلات المتعلقة بالأدوية في أنظمة الرعاية الصحية من المشكلات التي يمكن أن تعرض سلامة المرضى للخطر، وتؤدي إلى نتائج سلبية، وتساهم في زيادة تكاليف الرعاية الصحية، وهو مايدفعنا الى استخدام مبادئ الرعاية الصحية القائمة على القيمة والحوكمة والمحاسبة لتنفيذ الإصلاح في الرعاية الصحية والصيدلانية، وكذلك تفعيل نهج وتشغيل برنامج إدارة الأدوية المزمنة.

إن تطبيق برامج الرعاية الصحية الرشيد القائم على القيمة سيجعل من الصيدلي مسئولا عن مخرجات علاج المريض وليس فقط إدارة وصرف الدواء، كما أن إمتلاك سجلاً صحيًا إلكترونيًا لكل مريض من خلال تنفيذ رقمنه وأتمتة الخدمات الصحية، سيسهل من عمله ويمنحه قدرة أكبر على إدارة عمله باحترافية.

فطبقا للحسابات القومية للصحة، تنفق مصر نحو 1.7% من الناتج المحلي الإجمالي على الأدوية، وهو مايتطلب إنشاء نظامًا مُغلقًا لإدارة هذه الأدوية، ينشئ هذا النظام خطط علاجية استنادًا إلى الاختيار العقلاني للأدوية وإرشاداتها وبروتوكولاتها متبوعة بترجمة هذه الإرشادات والبروتوكولات القائمة على الأدلة إلى الممارسة العملية من خلال بناء قدرة فريق الرعاية الصحية.

ويُعد برنامج الاستخدام الرشيد نقطة انطلاق لتغيير سلوك الوصفات الطبية ليعتمد على أفضل الممارسات ويتبعه التحقق من ملاءمة الدواء عَبر الصيادلة الذين سيقومون بمراجعة كل طلب من الأطباء للتأكد من الامتثال للبروتوكول الموحد ومن ثم التحقق من درجة ملاءمة الدواء.

وفي هذه المنظومة سيتفق الصيادلة مع الأطباء على خطة الرعاية والهدف العلاجي لكل دواء، وسيقوم الصيدلي بعد ذلك باختيار الدواء وتسميته وفقًا لأفضل ممارسات التوزيع والتخطيط لاستخدام أنظمة التوزيع الآلي وإعادة التعبئة والصرف بطريقه الجرعة الواحدة، ثم يقوم الصيادلة بتقديم المشورة للمرضى وتوعيتهم مما يضمن استخدام الأدوية بشكل جيد.

وهنا يجب التأكيد على أن الرعاية الصيدلانية تركز في الأساس على المريض وتحترم قيمه وتفضيلاته وثقافته وتعمل من خلال حملات التوعية لتعزيز الصحة والوقاية من الأمراض وعلاجها.

وفي مرحلة ما بعد صرف الأدوية المحددة للمريض وتقديم التوعية اللازمة له، سيقوم الصيادلة بمتابعة خطة الرعاية للتأكد من أن المريض / التمريض ينفذ خطة الرعاية المناسبة وأن الأهداف العلاجية قد تم تحقيقها، بالإضافة إلى ذلك، سيقوم الصيادلة بمراقبة سلامة ومأمونية الدواء من خلال مراقبة الأدوية العلاجية.

وسيقوم الصيدلي بطريقه استباقية باستخدام علم الصيدلة الجيني لتفعيل العلاج الشخصي، حيث يقوم الصيدلي بتحديد العلاج وفقا لاحتياجات المريض ووظائف الأعضاء، وسيقوم الصيدلي بتجهيز الأدوية بالشكل الذي يساعد المريض على تناول أدويته بطريقه جيدة وفعالة وآمنة، حيث يمكن للصيدلي تحويل الشكل الصيدلي الي شكل أخر مقبولا للمريض «كتحويل الأقراص الي أشربة».

كما يمكن للصيدلي أيضًا تحضير الأدوية الوريدية من خلال غرف تحضير علاج مركزية لضمان تعقيم وسلامة الدواء الوريدي ويتضمن أيضا الإدارة السليمة من خلال تدريب طاقم التمريض والإشراف عليه.

ومن خلال معالجة وضبط الآليات المتعلقة بالأدوية عَبر نهج تعاوني، يمكن لأنظمة الرعاية الصحية تعزيز سلامة المرضى وتحسين النتائج الصحية وتحسين استخدام الأدوية، حيث يعد الرصد المستمر للاستراتيجيات وتكييفها أمرًا بالغ الأهمية لضمان فعالية التدخلات مع مرور الوقت.

الدكتور شريف كمال

مستشار رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية للشؤون الصيدلية وإدارة الدواء

 

اترك تعليق