«إيلي ليلي» ترصد مبالغ مليارية للتوسع في علاجات متقدمة.. وتؤمن 548 مليون دولار لمخزون عقار أورفورجليبرون
تعتزم شركة إيلي ليلي الأميركية للأدوية المراهنة على الاستثمار بمبالغ مليارية كبيرة في العلاجات المتعلقة بعدد من الأمراض، ومنها أمراض القلب، وفقدان السمع، والإدمان، والألم المزمن، والزهايمر، والتصلب الجانبي الضموري، وذلك مع تمتعها بسيولة نقدية كبيرة بسبب مبيعات أدوية إنقاص الوزن.
وقال دان سكوفرونسكي، كبير مسؤولي العلوم في الشركة، هذه هي الأفكار التي تختبئ أمام أعين الجميع.
وذكر أنها مجالات قد لا ترغب شركات الأدوية الأخرى في التعامل معها لأنها مشاكل يصعب حلها.
وأضاف سكوفرونسكي: “باعتبارنا أكبر شركة رعاية صحية في العالم حالياً، وربما أكبر شركة رعاية صحية في العالم على الإطلاق، فإننا ملزمون، قائلا “لقد منحنا المستثمرون تصويت الثقة ونحن نرى ذلك كالتزام بالاستثمار في بعض هذه المشاكل الكبيرة المختبئة أمام أعين الجميع، لمحاولة إحداث فرق في صحة مجتمعك”.
يأتي ذلك تزامناً مع التحول الكبير الذي شهدته الشركة بسبب عقار تيرزيباتيد، الذي تنتجه وتبيعه تحت اسم مونجارو لعلاج مرض السكري وزيباوند لعلاج السمنة.
فمنذ الموافقة على عقار مونجارو في العام 2022 نمت مبيعات الشركة بنسبة 60% تقريباً. كما ارتفع سعر سهم شركة إيلي ليلي بنسبة 268% في السنوات الثلاث الماضية، مما منح الشركة قيمة سوقية تبلغ 823 مليار دولار أميركي ـ لتصبح الأعلى قيمة بين شركات الرعاية الصحية.
وترغب الشركة في الوقت الحالي أن يمتد هذا النجاح إلى مجالات أخرى من الأمراض، فهي تختبر شركة بالفعل ما إذا كان عقارها كيسونلا قادراً على منع مرض الزهايمر.
ويتمثل هذا الدواء في جسم مضاد وحيد النسيلة يزيل لويحات الأميلويد من الدماغ، والتي ترتبط بمرض فقدان الذاكرة. وتمت الموافقة عليه حالياً لعلاج الأشخاص في المراحل المبكرة من مرض الزهايمر.
وتقوم الشركة بتوقيف كبار السن في الكنائس ومواقف السيارات في وول مارت وغيرها من الأماكن لإجراء فحص دم لهم ومعرفة ما إذا كانوا معرضين لخطر الإصابة بالمرض. وسوف يتلقى بعض المشاركين في التجربة دواء كيسونلا وسيتلقى آخرون دواء وهمياً.
وبمجرد تشخيص إصابة عدد كاف من المشاركين بمرض الزهايمر، ستبحث شركة إيلي ليلي وترى ما إذا كان هناك فرق بين الأشخاص الذين تلقوا دوائها والأشخاص الذين تلقوا دواء وهمياً.
وقال سكوفرونسكي: “إذا تمكنا من منع ذلك، حتى في نصف المرضى، فسيكون ذلك ثورة في طريقة تفكيرنا في تشخيص وعلاج مرض الزهايمر. وربما يمثل ذلك نقطة تحول رئيسية في كيفية استخدام هذه الأنواع من الأدوية”.
كما تستثمر شركة إيلي ليلي بكثافة في العلاج الجيني في وقت يواجه فيه هذا المجال حالة كبيرة من عدم اليقين. في الصيف الماضي، وافتتحت الشركة معهد Lilly للطب الوراثي بقيمة 700 مليون دولار بمدينة بوسطن، بعيداً عن المقر الرئيسي للشركة في إنديانابوليس.
تكافح شركات التكنولوجيا الحيوية، الكبيرة والصغيرة، لتحويل الإمكانات الهائلة للاختراقات العلمية مثل تقنية التعديل الجيني “CRISPR-Cas9” إلى أدوية ناجحة. أحد العوائق الرئيسية هو إيجاد طريقة فعالة لإيصال العلاجات إلى وجهتها داخل الجسم، وهو ما يُعرف في الصناعة بمصطلح “التوصيل”.
من جانب أخر أعلنت شركة إيلي ليلي عن رهانها الكبير على عقارها التجريبي أورفورجليبرون لفقدان الوزن عن طريق الفم حتى قبل الإبلاغ عن بيانات تجربتها في المرحلة المتأخرة بتسجيل ما يقرب من 550 مليون دولار في “مخزون ما قبل الإطلاق” في بياناتها المالية.