وافقت الإدارة المركزية للصيدلة بوزارة الصحة والسكان على تسجيل عقار “كيترودا””-بيمبروليزوماب- كأحدث العلاجات المناعية لأنواع عديدة من السرطان كسرطان الرئة غير صغير الخلية وسرطان المثانة والرأس والرقبة والجلد، وحصل العقار الجديد على موافقات المفوضية الأوروبية وهيئة الأدوية والأغذية الأمريكية بعد ثبوته طفرة فى مجال العلاجات المناعية للسرطان فى العالم.
يأتى ذلك بالتزامن مع إطلاق شركة “إم إس دي مصر” لحملة “معاك” برعاية الجميعة العلمية الطبية والجمعية المصرية لدعم مرضى السرطانCanSurvive التى تهدف إلى التوعية بمخاطر السرطان وأحدث الطرق العلاجية التى تساهم فى تقدم العلاج المناعى فى مواجهة السرطان.
وتهدف الحملة للتوعية بمسببات السرطان وضرورة الفحص والكشف المبكر عن بعض أنواع السرطان كطريقة للتنبؤ السريع بالمرض حال وجوده وتلقى العلاج المناسب لإطالة مدة البقاء على قيد الحياة وتجنب الآثار الجانبية الخطرة للعلاج الكيميائى التقليدى الذى يؤثر على صحة المريض العامة.
وأكد الدكتور عماد حمادة، أستاذ ورئيس قسم علاج الأورام بالقصر العينى بكلية الطب جامعة القاهرة، أن الإحصائيات تؤكد أن نسبة الوفيات بسرطان الرئة هي النسبة الأكبر والأكثر خطورة بين باقي أنواع السرطان الأخرى وهو ما يستدعي تدخل علاجي مواكب للأبحاث العالمية.”
وقال الدكتور ياسر عبد القادر أستاذ علاج الأورام بالقصر العينى بكلية طب جامعة القاهرة ، إن عقار “كيترودا” يمثل أملًا كبيرا للمصابين بسرطان الرئة كخط دفاع أولي فى التغلب على المرض وتابع: العقار الجديد يسيطر على الإصابة السرطانية بنسبة تصل إلى 45% بينما العلاج الكيمائي حقق نسبة سيطرة تصل لــ28% فقط.
وأضاف الدكتور محسن مختار أستاذ علاج الأورام ومدير مركز علاج الأورام بكلية طب جامعة القاهرة، ورئيس منظمة “Cansurvive” ، أن العقار أثبت فعاليته كخط دفاع أول في علاج سرطان الرئة ذات الخلية الغير صغيرة لذلك يصلح العلاج كبديلًا فعالًا للعلاج الكيميائيي، حيث أنه يطيل (مدة البقاء على قيد الحياة) العمر المتوقع لمريض السرطان بالمقارنة بالعلاج الكميائي مع أعراض جانبية أقل.
من جانبه، أكد الدكتور حمدي عبدالعظيم، أستاذ علاج الأورام بقصر العينى بكلية الطب جامعة القاهرة، أنه من المعروف أن الخلايا السرطانية تقوم بإنهاك الجهاز المناعي للمريض مما يسمح لها بالنمو والتكاثر، وتابع: “يعمل العقار من خلال حجب البروتين الذى تستخدمه الخلايا السرطانية فى إضعاف الجهاز المناعي للجسم وهو ما يعطي العقار الجديد ميزة على العلاج الكيميائي من حيث الفاعلية وتحسين جودة الحياة. كما أن –بيمبروليزوماب- هو العلاج المناعي الوحيد الذي يستخدم معه الاختبارات التشخيصية المصاحبة في حالات سرطان الرئة مما يزيد من إحتمالية إستجابة المريض للعلاج”.
أظهرت الدراسات التي تتبع الباحثون فيها 655 مريضًا بسرطان الجلد أن 50% ممن تلقوا علاج “كيترودا” لا يزالون على قيد الحياة بعد ثلاث سنوات من بدء العلاج.
واستكمل الدكتور ياسر القرم، أستاذ علاج الأورام بقسم علاج الأورام والابحاث بجامعة الإسكندرية، ورئيس الجميعة العلمية الطبية: “هذا وقد أثبت الدواء فعاليته في حالات سرطان الجلد والرئة ذات الخلية الغير-صغيرة والرأس والرقبة والمثانة، وذلك من خلال العديد من الأبحاث السريرية التي أجريت على آلاف المرضى على مدار أكثر من 7 سنوات في العديد من دول العالم.”
وصرح الدكتور هشام الغزالي، أستاذ علاج الأورام ومدير مركز الأبحاث بطب عين شمس، أن العلاج المناعى يمثل طفرة وثورة علمية فى علاج السرطان، واختلاف تام في الفكر، كما قد أثبت العلاج المناعى نجاحه في تحقيق نسب عالية من الشفاء لمدد طويلة وبأقل أثار جانبية ممكنة، التي لا تشمل القيىء أو تساقط الشعر، مما يجعله يتفوق على العلاج الكيميائى التقليدى، خاصة وأنه استطاع تغيير نسب الشفاء مقارنة بالعلاج الكيماوي والتي تصل إلى الضعف في الخط الأول مما يعطى أمل بنسب شفاء أعلى.
وأوضح الدكتور رامي قوسة، المدير التنفيذي لشركة “إم إس دي مصر”، قائلًا: “حرصت الشركة على تكريس جزء كبير من مواردها المالية و البشرية في سبيل البحث والتطوير في مجال العلاج المناعي، واليوم نستطيع أن نقول أن جهود إم إس دي على مدار الأعوام السابقة قد أثمرت عن أمل جديد في مجال العلاج المناعي للسرطان الذي يقي المريض من الآثار الجانبية الخطرة للعلاج الكيميائى التقليدى، حيث نعلن اليوم عن إتاحة عقار “كيترودا” المناعي للأورام في مصر.”
وصرحت، الدكتورة نهى سالم مدير السياسات والإعلام بشركة إم اس دي مصر، قائلةً: “ستستمر إم إس دي في العمل على تطوير المزيد من الحلول لمساعدة مرضى السرطان في مصر ومنطقة الشرق الأوسط والعالم، لإن هذا جزء من رؤيتنا وعملنا كشريك في المنظومة الصحية.”
وأكد المختصون أن العلاجات والعقاقير المناعية التي تستهدف الجينات والخلايا السرطانية دون التركيز على العضو المصاب هي الأمل ومستقبل الشفاء من مرض السرطان، كما تجدر الإشارة إلى حالة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر الذي تم علاجه من سرطان الجلد باستخدام عقار كيترودا.