د. يسري نوار: صناعة الدواء ليست هدفًا اقتصاديًا فقط لكنها تشكل صمام أمان لحماية صحة المصريين
قال الدكتور يسرى نوار، رئيس شركة فايزر ورئيس الجمعية المصرية لأبحاث وتصنيع الدواء، أن الصناعات الدوائية لا تمثل هدفًا اقتصاديًا طموحًا فقط، ولكنها تشكل أيضًا صمام أمان لحماية الصحة العامة للمصريين-وهو ما يُعد محورًا رئيسيًا للمبادرة الرئاسية «حياة كريمة».
جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح النسخة الثانية من مؤتمر الأهرام للدواء الذي تنظمة مؤسسة الأهرام تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء ويناقش توطين صناعة الدواء في مصر.
واستعرض الدكتور يسري نوار خلال كلمته في المؤتمر الفرص والتحديات التي تواجه صناعة الدواء رؤية الشركات الأجنبية لدعم توطين صناعة الدواء في مصر، والفرص والتحديات الخاصة بشركات الأدوية العالمية خلال مسيرتها الهادفة لدعم مصر باعتبارها مركزًا اقليميًا لصناعة الدواء في المنطقة.
وأشار الدكتور يسري نوار الى إصدار الرئيس عبد الفتاح السيسي، توجيهاته الواضحة بأهمية تطوير صناعة الدواء في البلاد بما يدعم رؤية مصر 2030.
وشدد «نوار» على اهتمام الرئيس السيسي بملف توطين صناعة الدواء في مصر، خاصة التكنولوجيا الحيوية وتصنيع أدوية الأورام السرطانية، موضحا أن الرئيس ولم يصدر توجيهاته فقط بتخصيص الموارد المالية اللازمة لذلك، ولكنه أكد بنفس الدرجة من الاهتمام على التعاون والشراكات الاستراتيجية مع كبرى شركات الدواء العالمية لتحقيق تلك الأهداف الاستراتيجية على المستوى القومي.
وأوضح الدكتور يسري نوار أن اهتمامًا من جانب مجلس الوزراء بملف الدواء، حيث ناقش الدكتورمصطفى مدبولي-رئيس الوزراء خلال أحد الاجتماعات الأخيرة لمجلس الوزراء، آليات تطوير صناعة الدواء مع التركيز بصورة خاصة على توطين هذه الصناعة الاستراتيجية في مصر.
وتحدث «نوار» عن دور الجمعية المصرية لأبحاث وتصنيع الدواء «ESPR» والتى تضم في عضويتها ٢٢ شركة دواء عالمية تعمل في مصر، موضحا أن رسالة ومهمة الجمعية تتمثل في بناء وتوطيد الشراكة الاستراتيجية والعمل جنبا إلى جنب مع الهيئات الصحية المعنية وقطاعات الدواء المختلفة عام وخاص في دعم جاهزية السوق المصري لاستقبال واستخدام العلاجات الحديثة المتطورة والمبتكرة.
بالإضافة الى تمكين المرضى من الحصول عليها من خلال دعم السياسات الهادفة لتحسين مستوى الرعاية الصحية المقدمة للمرضى ومن ثم تغيير حياتهم للافضل.
وأوضح الدكتور يسري نوار إنه في ظروف كالتي نمر بها الآن، والتي تسبب خلالها الوباء في توقف كافة الأنشطة في العالم، تبرز -أكثر من أي وقت مضى- أهمية وفاعلية دور شركات الدواء العالمية والتي تعتمد استثماراتها في المقام الأول على الأبحاث والتطوير والتجارب العلمية الطبية.
وتابع: «فقد العالم ملايين الضحايا وتأثرت حياة مئات الملايين بصورة حادة نتيجة الوباء وبصورة غير مسبوقة لم يشهدها العالم من قبل من حيث أن التأثيرات السلبية الواسعة، وهو ما حفّز كبرى شركات الأدوية القائمة على البحث العلمي للتعاون بصورة لم تحدث من قبل لمواجهة هذا التحدي الصحي العالمي غير المسبوق».
واستطرد قائلا: «بينما كان كل شيء في العالم ينبئ بخيبة الأمل، كانت جهود ابتكار وتصنيع لقاحات فعالة للتصدي للوباء تسير في الاتجاه الصحيح وتمثل بارقة أمل للبشرية، لافتا إلي ان تطوير وتصنيع لقاحات وعلاجات فيروس كورونا المستجد كانت ومازالت تتم بدقة وبسرعة قياسية».
وأوضح الدكتور يسري نوار أنه وعلى الرغم من المخاطر الكبيرة التي تكتنف هذه الاستثمارات، إلا أنه تم تخصيص استثمارات هائلة لتطوير اللقاحات والعلاجات لمكافحة المرض، بل وسخرت شركات الأدوية قدراتها الاستكشافية والتطويرية والإنتاجية وكذا مهاراتها الابتكارية مقارنة بالعلوم الدوائية المتطورة لخدمة البشرية قبل أن تأخذ في اعتبارها اي عوائد مالية قد تجنيها نتيجة القيام بذلك.
وقال «نوار»إنه في الوقت الحالي يوجد أكثر من 4100 دواءً جديدًا في مرحلة البحوث والتطوير لمكافحة الأمراض غير السارية وغير السارية، حيث من المتوقع أن تواصل هذه الأدوية دورها في تحسين حياة ملايين البشر في المنطقة بصورة جذرية.
وشدد على التزام الجمعية بالتعاون الوثيق والشراكة المثمرة مع الهيئات الحكومية المعنية بتطوير صناعة الدواء، من أجل العمل على وضع وتفعيل السياسات والأطر التشريعية لتطوير هذه الصناعة اعتمادا على منهج متكامل ومنسق وبهيكلية متقنة، وبروح منفتحة وإجراءات شفافة بهدف إقامة منظومة صحية تقدم قيمة مضافة حقيقية في مجالات متعددة بما يساهم في دعم جاهزية السوق المصري واستعداد لتلقي العلاجات المبتكرة والحديثة
وأوضح إن توطين الصناعات الدوائية يتضمن العديد من المجالات بما يتجاوز تصنيع العقاقير والأدوية حيث سيساهم التوطين بصورة محورية في رفع الأعباء المرضية ودعم منظومة الرعاية الصحية في مصر وتحسين جودة حياة المرضى.
ويتضمن التوطين أيضا البحوث الاكلينيكية والاستثمار في تطوير القدرات وبناء الامكانيات وتحسين المهارات وخلق وظائف جديدة وتنمية العنصر البشري في هذا القطاع ونقل التكنولوجيا والمعرفة وتوليد بيانات موثوقة حول الأمراض في مصر وتحفيز التحول الرقمي وتمثل كل هذه العناصر جزءا لا يتجزأ من عملية التوطين.