د. سامر لزيق: «باير» تتبنَّى استراتيجية بناءة ترتكز على 4 محاور رئيسية أهمها تلبية إحتياجات المريض المصري
الدكتور سامر لزيق المدير العام لشركة «باير مصر»:
نستهدف طرح العديد من الأدوية المبتكرة التي تحقق قيمة إضافية للمريض المصري خلال الثلاث سنوات المقبلة مما يؤدي لمضاعفة حجم مبيعاتنا
نجحنا في تحقيق مبيعات بقيمة 1.3 مليار جنيه في الفترة من نوفمبر 2020 الى أكتوبر 2021 بنسبة نمو تجاوزت الـ50%
نعتزم طرح 4 أدوية مبتكرة خلال عامين لمرضى السكري والهيموفيليا وسرطان البروستاتا وفشل القلب
تصنيع 6 أدوية في مصر ضمن خطة الدولة لتوطين صناعة الدواء.. أحدهم بشكل حصري وتصديره لكافة بلدان العالم
مصر عليها أن تفخر بما تقدمه في قطاع صناعة الدواء.. و89% من الدواء المستخدم يتم تصنيعه محليا
أعدُّ نفسى سفيراً لمصر لدى الشركة الأم فى ألمانيا.. وأسعار أدويتنا فى مصر هى من بين الأقل في البلدان التى نتواجد بها
تتبنَّى شركة «باير» للأدوية استراتيجية تستهدف من خلالها التوسُّع داخل السوق المصرية خلال عامي 2022 و 2023، وفقاً لخطة طموحة تعتمد على أربعة محاور رئيسة، يتمثل أبرزها فى طرح أربعة أدوية مبتكرة تُلبِّى احتياجات مرضى السكرى والهيموفيليا وسرطان البروستاتا، وتحقق قيمة إضافية لمنظومة الرعاية الصحية فى مصر.
وقال الدكتور سامر لزيق، المدير العام لشركة «باير مصر»، رئيس المنطقة التجارية قسم الأدوية، إن «باير» نجحت فى مضاعفة حجم مبيعاتها فى سوق الدواء المصرية خلال السنوات الثلاث الماضية؛ لتصل إلى 1.3 مليار جنيه خلال الفترة من نوفمبر 2020 الى أكتوبر 2021 وبنسبة نمو تجاوزت الخمسين فى المائة، كما نسعى إلى الإسهام فى توطين صناعة الدواء المصرية من خلال تصنيع ستة أدوية للشركة فى مصر خلال العام الجاري.
بداية.. ما أبرز محاور استراتيجية عمل شركة «باير» للأدوية فى مصر خلال الفترة المقبلة؟
«باير» تنظر للسوق المصرية باعتبارها واحدة من أهم الأسواق فى المنطقة؛ لما تمتلكه من فرص نمو واعدة وقدرة شرائية حقيقية تزيد على 100 مليون مواطن، ومنظومة صحية متكاملة، وهدفنا الرئيس فى «باير» هو توفير الأدوية المبتكرة والفعَّالة والآمنة.
وتعتمد استراتيجيتنا فى سوق الدواء المصرية على أربعة محاور رئيسة، يتمثل أولها فى العمل على طرح أدوية جديدة ذات قيمة إضافية حقيقية، وثانيها: التوازن فى مبيعاتنا بين سوق الصيدليات والمستشفيات؛ لتلبية احتياجات المجتمع بشكل كامل، بينما يتمثل المحور الثالث فى العمل على تحقيق الاستدامة والشراكة مع الجهات الحكومية المنظمة لقطاع الرعاية الصحية والأدوية فى مصر؛ مثل وزارة الصحة وهيئتى الدواء والشراء الموحد، إضافة إلى هيئة التأمين الصحى.
فى حين يتمثل المحور الرابع فى زيادة حجم التعاون مع الجمعيات المتخصصة فى قطاع الصحة؛ لرفع مستوى الوعى الدوائى لدى الطبيب والصيدلى والمواطن من خلال تنظيم حملات توعية ودورات تدريبية متخصصة للأطباء والصيادلة على أحدث النظم الدوائية فى العالم؛ حيث يمثلون حائط الصد الرئيس فى مواجهة الأمراض ورفع مستوى الصحة فى المجتمع، ولذلك لابد من المساهمة فى رفع مهاراتهم وتدريبهم بشكل منتظم.
ما حجم مبيعات «باير» فى السوق المصرية ومعدَّلات نموها خلال 2021 والمستهدف لها العام الجارى؟
نجحت شركة «باير» فى تحقيق نتائج بيعية جيدة خلال السنوات الثلاث الماضية، التى تضاعف على إثرها إجمالى مبيعاتها ليصل إلى ما يقرب من 1.3 مليار جنيه بنهاية 2021، وبنسبة نمو تجاوزت الخمسين فى المائة، مقارنة بمبيعات 2020، ونستهدف مضاعفة حجم مبيعاتنا خلال السنوات الثلاث المقبلة؛ تماشياً مع خططنا التوسُّعية فى مصر الفترة المقبلة، ودعنى أؤكد أن أسعار أدوية «باير» فى مصر تعتبر من أقل الأسعار مقارنة بأى من البلدان التى تتواجد «باير» فيها حول العالم.
وما معدَّلات النمو المتوقعة لسوق الدواء المصرية خلال 2022؟
الأبحاث المتخصصة تتوقع نمو السوق بمعدَّل سنوى مركَّب يبلغ 12٪ بين عامى 2019 و2024، ليصل إلى 128.4 مليار جنيه بحلول عام 2024، وهو رقم جيد وجاذب للمستثمرين الذين يبحثون عن سوق واعدة تمتلك فرصاً حقيقية للنمو، وكما أكدت فسوق الدواء المصرية إحدى أهم الأسواق فى المنطقة؛ فمصر تشهد حالة تحوُّل كبير وجَذْرى فى ظل المبادرات الرئاسية وبدء تنفيذ التأمين الصحى الشامل الذى سيغطى جميع محافظات مصر بشكل كامل عام 2030، بما يزيد من هذه الفرص أمام شركات الأدوية ويرفع من مستوى الرعاية الصحية المقدمة للمواطن.
ما مستهدفات «باير» لطرح مستحضرات دوائية جديدة فى السوق المصرية العام الجارى؟
تحرص «باير» دائماً على طرح كل الأدوية الحديثة والمبتكرة التى تُحقِّق قيمة مضافة داخل السوق المصرية، ومن المقرر أن نقوم خلال عامي 2022 و2023 بطرح أربعة أصناف دوائية تسهم فى مواجهة المرض وتُقلِّل فترة العلاج، وكذلك الآثار الجانبية للعلاج مما ينعكس على خفض تكلفة الرعاية الصحية وتطورها فى مصر.
وما القطاعات التى تستهدفها هذه الأدوية الأربعة الجديدة؟ وإلى أين وصلت مراحل التسجيل؟
وفقا للمبادرة الرئاسية فإن الأرقام توضِّح أن ما بين 40 و50 فى المائة من المصريين يعانون من أمراض غير سارية، ولذلك تركز «باير» على توفير مستحضرات دوائية مبتكرة لتسهيل حياة هؤلاء المرضى؛ فالأدوية الأربعة التى سيتم طرحها تقدِّم فائدة إضافية تتمثل فى التخفيف من الآثار الجانبية التى تُسبِّبها الأدوية الحالية، أو زيادة الفاعلية، بما يقلل تكلفة الرعاية الصحية بشكل عام.
وأول هذه الأدوية هو دواء لمرضى السكرى من النوع الثانى؛ حيث تم تسجيله بالفعل لدى هيئة الدواء المصرية، وسوف يتم طرحه خلال الشهور الأولى من العام 2023، حيث يقى المصابين بالسكرى من خطر التليف الكلوى الذى يهددهم بقوة مع الأدوية الحالية، خاصة مع استمرار تناول الدواء لفترات طويلة.
وماذا عن باقى الأدوية التى سيتم طرحها خلال العام الجارى؟
من المقرر أيضاً أن نطرح دواءً لعلاج سرطان البروستاتا، ويتميَّز بأنه سيكون مطابق لفعالية العلاجات القياسية الحالية وبسلامة محسنة، وهنا أود الإشارة إلى أن هذا المرض الخطير غالباً ما يتم اكتشافه متأخرًا، بما يجعل العلاج أكثر صعوبة، ولذلك سوف تعمل «باير» على تنظيم حملات توعية كاملة للمرض للكشف المبكر عن الإصابة بسرطان البروستاتا، بالتعاون مع وزارة الصحة وجمعيات الأطباء المتخصصة فى علاج هذا النوع من السرطان؛ لأن تشخيص المريض فى وقت متأخر يجعل العلاج أصعب كثيراً،
وسنطرح أيضاً دواءً مبتكراً لعلاج مرضى الهيموفيليا، ويتميَّز عن غيره كونه يُستخدم حتى مرة واحدة أسبوعياً، وليس ثلاث مرات كما فى الأدوية الشائعة، كما يمكن استخدامه فى المنزل بدلاً من ضرورة التوجُّه للمستشفيات، بما يُقلِّل من معاناة المرضى بشكل كبير، وسوف يتم تنظيم برنامج لتدريب أمهات مرضى الهيموفيليا على طريقة استخدام هذه الأدوية من خلال توفير ممرضة تذهب لتعليم هؤلاء الأمهات داخل منازلهن.
ولا يزال المستحضر الرابع المستهدف طرحه أمام لجنة براءة الاختراع للموافقة عليه، ومازلنا ننتظر الموافقة عليه، حيث لم نحصل على موافقة حتى الآن، رغم حصوله على براءة اختراع فى أكثر من 80 دولة حول العالم، وآمل أن تكون سرعة المراجعة مطابقة للقوانين الجيدة المعمول بها بالفعل، وسيؤدي ذلك إلى تسريع توفير الأدوية المبتكرة الجديدة للمريض المصري، وأنا على تمام الثقة أن مصر قادرة على مواكبة التطورات الحالية في مجال حماية الملكية الفكرية لما له من أثر كبير على قدرة الشركات علي طرح مستحضراتها في نفس توقيت طرحها عالميا.
لكن مرضى الهيموفيليا فى مصر قليلون، بما يهدد أرباح هذا المستحضر؛ فكيف تنظرون لذلك، خاصة أن هناك أدوية أخرى فى السوق المصرية لهذا الغرض؟
بالفعل مرضى الهيموفيليا لا يتجاوز عددهم فى مصر 5 آلاف مريض، لكننا فى «باير» لا ننظر إلى الربح فقط بقدر أهمية توفير الدواء للمريض؛ فهناك أدوية ربحيتها منخفضة جداً بسبب التسعير وقلة عدد المرضى، لكننا حريصون على وجودها وتوفيرها للمريض المصرى، ودعم المنظومة الصحية.
أما فيما يتعلق بوجود أدوية بديلة فكما ذكرت نحن حريصون على تقديم قيمة إضافية؛ فهذا الدواء يُستخدم حتى مرة واحدة أسبوعياً، وكذلك يمكن استخدامه فى المنزل بما يقلل معاناة الذهاب للمستشفيات، خاصة فى ظل جائحة «كورونا» التى تزيد من فرص الإصابة بفيروس «كورونا».
دائماً ما تتحدث عن الابتكار.. كم تنفق «باير» على قطاع البحث والتطوير؟
الشركات متعدِّدة الجنسيات تعمل كثيراً على البحث والتطوير، و«باير» تنفق عالميا نحو 5 مليارات يورو سنوياً على هذا الملف، تمثل 18% من حجم إيراداتنا؛ فتقريباً كل 5 يورو تدخل إلى «باير» تنفق منها يورو واحداً على البحث والتطوير لتخفيف معاناة المرضى حول العالم.
ذكرت أيضاً حرص «باير» على تدريب الصيادلة وتوعية المجتمع؛ فما أبرز مبادراتكم فى هذا المجال؟
لدينا العديد من المبادرات التى أطلقتها «باير» فى هذا الشأن، وعلى سبيل المثال عقدنا شراكة مع هيئة التأمين الصحى التى تغطى 60% من المواطنين بمختلف المحافظات؛ لتدريب الصيادلة على تقديم أدوية الأورام بشكل دقيق وتحديد مصادر المعلومات الدقيقة، وتمتد هذه الشراكة لمدة 3 سنوات، وبدأنا بالفعل بدعم مجهود الهيئة بتدريب أكثر من 50 صيدليا يعملون بكل مراكز الأورام المختلفة المنتشرة بمحافظات الجمهورية، وسوف نواصل تدريبهم لصقل مهاراتهم بشكل أكثر احترافية؛ حتى يقوموا بدورهم فى تدريب زملائهم بالمراكز التى يعملون بها.
مصر تسعى لتوطين صناعة الدواء؛ فكيف تدعم «باير» ذلك؟
أعتقد أن مصر عليها أن تفخر بما تقدمه فى قطاع صناعة الدواء؛ فكل 100 عبوة دواء تُستخدم فى مصر يتم تصنيع 89 عبوة منها محلياً، و«باير» بدورها سوف تبدأ تصنيع 6 مستحضرات لها فى مصر، أحدها سيتم تصنيعه بشكل حصرى وتصديره لكل دول العالم من مصر مدعوماً بشعار «صُنع فى مصر».
وأؤكد أن «باير» تنظر لمصر باعتبارها إحدى أهم الأسواق بالمنطقة، كما أعدُّ نفسى سفيراً لمصر لدى الشركة الأم فى ألمانيا، ونسعى دائماً لتقديم كل الدعم للمجتمع المصرى والمنظومة الصحية.
ما عدد العاملين فى «باير مصر»؟ وكيف تعاملتم معهم فى مواجهة «كورونا»؟
لدينا الآن أكثر من 200 موظف، جميعهم من المصريين، وهذا يساعد فى فهم السوق كثيراً، وذلك مقابل 193 موظفاً خلال العام قبل الماضى، وهو ما يعنى أننا قمنا بزيادة عدد العاملين خلال 2021 رغم جائحة «كورونا»، التى التزمنا فيها بكل التدابير الخاصة بمواجهة الجائحة منذ اللحظة الأولى لها.
وأود هنا التأكيد على أن 25% من العاملين معنا في مصر من السيدات فى مختلف المراحل، ونستهدف الوصول بعدد العاملين من السيدات بالشركة إلى 50% خلال السنوات الثلاث المقبلة. ومنذ بداية جائحة «كورونا» لا تشترط إدارة «باير» الحضور لمقر الشركة، لكن يمكن العمل عن بُعد؛ من أجل المحافظة على العاملين فى مواجهة «كورونا».
وماذا عن تدريب هؤلاء الموظفين؟
«باير» تدعم تدريب موظفيها بشكل كبير، من خلال تنظيم دورات تدريبية لم تتوقف رغم «كورونا»، لكننا أصبحنا نعتمد على التدريب عن بُعد عن طريق الإنترنت، كما تدعم «باير» كل موظفيها الراغبين فى الحصول على شهادات علمية أو دورات تدريبية خارجية بحد أقصى 10 ألاف يورو، كل عامين؛ «مايعادل 180 ألف جنيه مصري»؛ لرفع خبراتهم فى مختلف المجالات ولكل المستويات.
في النهاية فإننا نعمل في مصر ليس بالمنظور التجاري البحت بل نعتبر أنفسنا شركاء لدعم وتنمية نجاح المنظومة الصحية.