حذرت دراسة علمية بالمركز القومى للبحوث من التعرض الزائد لأشعة الشمس، وكثرة تناول الأطعمة المحتوية على نسبة عالية من الدهون والبروتينات الحيوانية، حيث تعرض الإنسان لحدوث تلف فى الحمض النووي، والذى قد يؤدى للإصابة بالسرطان، كما أكد الباحثون أهمية تناول الغذاء الصحى المتوازن الغنى بالخضراوات والفواكه والإكثار من المواد المضادة للأكسدة، والتى تعزز بدورها من فرص إصلاح أى خلل بالحمض النووي.
ويوضح د. فريد شكرى الأستاذ المساعد بشعبة الهندسة الوراثية بالمركز القومى للبحوث أن الكائنات الحية تتعرض باستمرار لعوامل داخلية وخارجية تؤدى إلى إنتاج مركبات تحدث ضرراً فى بنية المادة الوراثية والتى تعرف بالحمض النووى, مما يعرض الخلايا للطفرات والموت إذا لم تعالج بشكل صحيح، وقد ثبت علميا أن العديد من الإنزيمات تشارك فى إزالة هذه المركبات.
وأضاف أن من أخطر المواد التى تهدد حياة الخلية هى مركبات مشتقات الأكسجين النشيط، والتى يتم تكوينها أثناء عمليات أيضية داخل الخلية، كما أنها تتكون نتيجة التعرض الزائد لأشعة الشمس، ويتمثل خطر تلك المواد بأنها تستهدف الحمض النووي، مما يسبب حدوث تلف به قد يؤدى إلى السرطان إن لم يتم التعامل مع هذه المواد وإزالتها بشكل سليم.
وأكد الباحث أنه توجد مجموعة متخصصة من الإنزيمات تقوم بإصلاح الحمض النووى الذى يتعرض يوميا لأكثر من مليون حالة تغير فى بنيته الجينية لكل خلية. وإذا فشلت تلك الإنزيمات فى عملها فإن الخلايا تدخل فى أحد ثلاث ةمسارات، إما فى طور سكون يعرف بالشيخوخة، أو فى حالة من النشاط الزائد فتنقسم بشكل كبير فيحدث ما يسمى بسرطان، أو تدخل فى مسار الموت الخلوى المبرمج.
ويشير د. فريد إلى أن من مسببات حدوث خلل فى بنية الحمض النووى وجود نواتج أيض ضارة مثل التعرض للأشعة فوق البنفسجية والأشعة المؤينة أو للحرارة العالية وبعض المواد الكيماوية الضارة ومن هنا فإن إصلاح الحمض النووى مهمم لبقاء الخلية على قيد الحياة.