حذر الدكتور خالد مصيلحى أستاذ العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة جامعة القاهرة، من نبات سانت جونز أو الهيبركم المعروف بأسماء أخرى مثل حشيشة القديسين، أو القديس يوحنا، ويطلق عليه بالإنجليزية hypericum ،أما الاسم العلمي لنبات سانت جونز فهو Hypericum perforatum ، وهو من النباتات الأوروبية القديمه ،وهو يحتوى على مواد فعاله مثل الفلافونيدات والــ hyperforin & hypericin .
هذه المواد لها تأثير على الحالة المزاجية، والجهاز العصبى، حيث إنها تقوم بتثبيط الإنزيمات بالجسم مثل إنزيم” MAO”، الذى يقوم بتكسير بعض الناقلات العصبية فى الجسم مثلserotonin, dopamine, norepinephrine (NE) ،مما يزيد من تركيز هذه المواد فى الجسم، فيرتفع معها الحاله المزاجيه وتعالج الاكتئاب ،والحالات النفسية السيئة مثل المصاحبه لبعض حالات الأورام.
وأضاف أن الجانب الخطر منه أنه فى مصر ظهور بعض المنتجات لهذا النبات في صورة مشروبات مثلها مثل الشاي، وتباع لدى بعض العطارين، وبعض المتاجر كمشروب عشبى بديل للشاى، ونظرا للفوضى في عرض هذه الأعشاب فقد أصبحت تعامل من قبل المستهلك كأنها مشروب لذيذ، يرفع الحالة المزاجية فيزداد الاقبال عليها يوما بعد يوم، وأصبح يتم تناوله بجرعات كبيرة، وبصفة يومية لرفع الحالة المزاجية، وبدون أي اشراف طبى، وبدون ادراك مدى خطورة الهيبركم .
ونعرض أهم الأبحاث والدراسات التى توضح مدى خطورنة على الصحة العامة والمثبتة فى الأبحاث العلمية وأهمها :
- أولا: تفاعل بعض مكونات هذا النبات مع الضوء مما يسبب حساسية شديدة لمن يتناولون هذا النبات باستمرار عند التعرض لضوء الشمس.
- ثانيا: قد يسبب ارتفاع شديدا في ضغط الدم لمرضى ضغط الدم المرتفع، نظرا لما ذكرناه سابقا، لأنه يرفع تركيزات norepinephrine لأنه يمنع تكسيره في الجسم مما يتسبب في ارتفاع ضغط الدم.
- ثالثا: يعتبر خطر جدا على الحوامل والمرضعات لأنه قد يسبب الإجهاض، كما أن التركيزات العالية منه قد تصل للطفل عن طريق لبن الأم فتسبب له أثار جانبية شديدة.
- رابعا: نبات الهيبركم يقوم بتنشيط مجموعة انزيمات في الكبد المعروفه باسم” cytochrome P450″ موضحا أن هذه الانزيمات المسئولة عن تكسير معظم الأدوية وبتنشيطها تقوم بفقد الأدوية فعاليتها ، موضحا أن نبات الهيبركم يتسبب في ابطال أو اضعاف تأثيرات معظم الأدويه خاصة لو كان الهيبركم يؤخذ بصفه مستمرة ، ويومية.
أكدت الأبحاث أن تناول الهيبركم مع الأغذيه التي تحتوى على مادة التيرامين، والموجودة في الجبن القديمة، والريكفورد ،وبعض اللحوم المصنعة مثل اللانشون، والهوت دوج، والبسطرمة تسبب ارتفاعا شديده فى ضغط الدم، لأن الهيبركم يمنع تكسير” norepinephrine “، والذى يزيد تركيزه لوجود التيرامين مما يتسبب في ارتفاع شديد في ضغط الدم.
أخيرا، فإن هذا النبات رغم تأثيراته وكفاءته في علاج الاكتئاب، ولكن فى مصر أخذ منعطف خطير جدا، لأنه أصبح يعامل كمشروب دافئ بديل للشاى، ومن هنا تظهر الخطورة، فهو يباع في متاجر بعيدة كل البعد عن الإشراف الطبى، وبدون اعطاء أى ارشادات لاستخداماته ،وخطورته وتفاعلاته، محذرا من هؤلاء المتاجرين بصحة المصريين، مؤكدا على ضرورة استشارة الطبيب أو الصيدلى قبل تناول أى منتج حتى لو تم الترويج له بأنه آمن لأنه عشبى.