كشف تقرير صادر عن شركة FPT Digital، أنه من المتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI) بمبالغ تتراوح بين 60 و110 مليارات دولار سنويًا في صناعة الأدوية عالميًا خلال الفترة من 2024 إلى 2029. وتستفيد جميع مراحل سلسلة القيمة الدوائية من هذه التقنيات، من الاكتشاف المبكر وحتى الإنتاج والتوزيع.
وقال هوàng فيت آنه، رئيس FPT Digital، إن الذكاء الاصطناعي أظهر فعالية واضحة في تسريع تطوير الأدوية وخفض تكاليفها، مشيرًا إلى أن شركة Insilico Medicine استطاعت – بفضل الذكاء الاصطناعي – اكتشاف دواء جديد في أقل من 18 شهرًا وبتكلفة لا تتجاوز 10٪ من التكاليف التقليدية. وأضاف أن الذكاء الاصطناعي قادر على تقليص مدة التجارب السريرية بنحو 12 شهرًا، مع خفض التكاليف بنسبة تصل إلى 50٪.
وتوقعت الشركة أن يشهد استثمار شركات الأدوية في الذكاء الاصطناعي نموًا سنويًا بمعدل 42.68٪ حتى عام 2030، ليصل حجم الاستثمار الإجمالي إلى 18 مليار دولار بحلول عام 2029، مع تزايد أهمية منطقة آسيا والمحيط الهادئ كمركز لنمو هذا القطاع.
ورأى آنه أن فيتنام تمتلك فرصة ذهبية لتبني هذا التوجه العالمي، لا سيما في ظل الإطار القانوني المنفتح الذي يشجع على التحول الرقمي وتطبيق التكنولوجيا في مختلف القطاعات، بما في ذلك القطاع الدوائي. كما أشار إلى أن تعزيز دور الاقتصاد الخاص سيسهم في تكامل البيانات بين الشركات والمستشفيات والصيادلة، ما يرفع من كفاءة النظام الصحي.
إلا أن تحديات كبيرة لا تزال قائمة، حسبما أشار خبراء. إذ تعاني البنية التحتية للبيانات الدوائية في فيتنام من التشتت وغياب نظام رقمي موحد، مما يصعّب من تتبع مصادر الأدوية والحد من تداول المنتجات المزيفة أو الرديئة. كما أن التجارب السريرية لا تزال تستغرق وقتًا طويلًا مقارنة بالمعايير العالمية.
وفي هذا السياق، دعا الخبراء فيتنام إلى الاستفادة من تجارب دول المنطقة في الابتكار والتمويل الصحي. ففي سنغافورة، على سبيل المثال، عملت الحكومة على تعزيز بيئة البحث والابتكار في الطب الحيوي لأكثر من عقدين، مما جذب استثمارات ضخمة ومقرات إقليمية لأكثر من 41٪ من كبرى شركات الأدوية الحيوية عالميًا.
من جهتها، طورت سنغافورة نظام تمويل صحي متعدد المصادر، تغطي فيه برامج التأمين المدعومة من الحكومة أكثر من 70٪ من السكان. أما الصين، فتبني إطارًا تأمينيًا متعدد الطبقات يجمع بين التأمين الأساسي والتأمين التجاري، إضافة إلى شراكات بين القطاعين العام والخاص.
وفي تايوان، تم إنشاء صندوق مخصص لتمويل أدوية السرطان عالية التكلفة غير المشمولة بالتأمين الحكومي. وفي اليابان، تعمل الحكومة على تسريع اعتماد الأدوية الجديدة من خلال مبادرات تنظيمية تشمل دعم التجارب السريرية الأولى على البشر، وتعزيز دور المستشفيات البحثية، وتشجيع الشركات الأجنبية على إجراء التجارب في اليابان.