عبدالحليم الجندي يكتب.. 5 سنوات «سوق الدواء».. الرحلة لا تزال فى بدايتها
«القفزُ من الطائرة والمخاطرةُ لمحاولة الهبوط على أرضٍ جديدة».. هذا التعبير ردَّدتُه كثيراً لفريق عمل مِنصَّة «سوق الدَّواء» عندما قرَّرنا إطلاقَها قبل 5 سنوات؛ حيث كنت وزملائى الصحفيون بالمِنصَّة فى منطقة الأمان الوظيفى بمؤسَّسات صحفية كبرى؛ نتمتَّع بالاستقرار المهنى، ولكن دائماً ما كان طريقُ النَّجاح محفوفاً بالمخاطر، لعلَّ أخطرها ما يأتى مِن داخل الإنسان، وهو «القرار».
اخترنا الطريق الصَّعب الملىءَ بالتحديات، ليس كوننا نُحبُّ الصِّعاب أو من أصحاب البطولات، ولكنْ لأهمية قطاع الدَّواء والرعاية الصحية، بتركيبته الفريدة، وحجمه، وتأثيره المباشر على اقتصادات الدولة وأمنها القومى، وكونه أيضاً يحوى العديد من المعارف الفنية التى يجب أن يَعِيَها القارئ العادىُّ قبل المتخصص، فى مجالات الطب وعلم الأدوية وسلامتها والإحصاءات والمبادئ التوجيهية والقضايا الأخلاقية والقانونية المتعلَّقة به؛ لتشكيل وعىٍ مجتمعىٍّ ومؤسَّسىٍّ فاعلٍ، فى عالمٍ أصبحت فيه البياناتُ والمعلوماتُ هى الذِّراع الحقيقية المُحرِّكة للأحداث.
لذلك فإن المعرفة العامَّة بهذا القطاع كان لا بُدَّ منها، خاصة أنه تمتَّع بالحصانة الكبيرة أمام الصحافة والإعلام لفترات طويلة؛ لحساسية وطبيعة عملياته التشغيلية والتجارية التى تقودها سياساتٌ استراتيجية وتنافسية، وأيضاً لقُصورٍ فى الحقل الصحفى للتعبير عن هذا القطاع كما يجب أن يكون؛ بالمهارات المتعلِّقة باللغة، والكتابة المحترفة، والتصنيفات الدقيقة، وتفسير البيانات، والإشارة إلى الأخبار من مصادرها الرسمية، التى تُعدُّ متطلَّبات أساسية للكتابة الطبية والدوائية الفعَّالة والمؤثرة.
ولا شك أن التنافس فى قطاع ملىء باللاعبين الرئيسيين يتطلَّب رؤية مختلفة وأفكاراً متطوِّرة ومبتكرة، لكن أن تؤسِّس لمنظومة جديدة فى قطاع متفرِّد تلعب فيه دور البطولة فذلك يتطلَّب استثماراً وقدرات مالية وفنية قادرة على وضع الأسس والضوابط والمعايير السليمة من أجل صُنع تجربة نجاح تساهم فى تمهيد الطريق أمام جيل جديد من اللاعبين فى هذا القطاع الحيوى.
«سوق الدواء» المِنصَّة الأولى الرَّائدة والمتخصِّصة فى صناعة الصحافة الدوائية.. تجربة بدأت متسلِّحة بالخبرات الفنية التى تمكَّنت من صناعة محتوى خَبَرى وتحليلى فى قطاعٍ هو الأكثرُ تعرُّضاً للشائعات؛ كونه يستثمر فى حياة البشر، وأيضاً المصداقية والشفافية والحيادية التى مكَّنتها مِن كسب ثقة جميع أطراف المنظومة الصحية والدوائية بكل لاعبيها الرئيسيين، فضلاً عن انتهاج سياسة تنموية هادفة إلى إبراز القدرات الفنية التى تتمتَّع بها صناعة الدواء المصرية بتاريخها العريق، غيَّر مُتحيِّزةٍ لطرف على حساب الآخر لتساهم فى رسم صورة ذهنية حقيقية عن أحد أكثر القطاعات التى تمثل ساحة استراتيجية لمصر ومرتكزاً رئيسياً للنمو والتنمية.
كان – ولا يزال – يُحرِّكنا فى مسارنا المهنى بمِنصَّة «سوق الدواء»: «الشَّغف»؛ حيث يُعدُّ البوصلة الحقيقية التى نكتشف بها يومياً مساحات جديدة للعمل، والتعرُّف على شخصيات مرموقة فى هذا القطاع الحيوى، تتمتَّع بالعلم والمعرفة والمسار المهنى المشرِّف داخل مصر وخارجها، وهو ما جعل عملنا الصحفىَّ فى هذا القطاع مُتعة، وحوَّله من مجرَّد واجب إلى رحلة مليئة بالتحديات والتحسين المستمر؛ للوصول إلى أعلى إمكانياتنا، وللتعبير بحقٍّ عن المكانة والإرث والمستقبل الذى يتمتَّع به هذا القطاع.
ولا تزال رحلتُنا فى بدايتها، نرفع فيها عيوننا للسماء أولاً؛ نَطرُق الأبواب، نتشبَّث بأقلامنا، نخوض التحديات، نبنى علاقات وثيقة قائمةً على الثقة والاحترام المتبادل، ونتمرَّد على الروتينية؛ لجَعْل عملنا أكثر تحدياً وإثارةً، وفى هذه اللحظة التى نخرج فيها بهذا المنتج (سوق الدواء)، الذى هو بين أيديكم الآن، نُجهِّز لسلسلة من المشروعات المتصلة بعملنا الإعلامى؛ لدفع تأثيرنا إلى أقصى مدى، والوصول لكل الأطراف المنتمية لهذا القطاع واللاعبين الرئيسيين فى السُّوق، إلى جانب إحداث التأثير المجتمعى المطلوب لمساعدة أفراد المجتمع على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن صحَّتهم وأسلوب حياتهم.
فتشكيلُ المعلومة الطبية والدوائية بشكل دقيق يساعد الحكومة والمهنيين فى تحسين الصحَّة العامة، ومكافحة المعلومات المُضلِّلة التى يمكن الوصولُ إليها بسهولة، وفى السنوات الأخيرة أصبح الأمرُ أكثرَ أهميةً من أى وقت مضى؛ حيث أبقتنا تقارير «كورونا» على اطِّلاع دائم على الجائحة، وعزَّزت المعلومات السليمة من مصادرها الرسمية بعد أن كادت آلاف الشائعات تهوى بالجميع.
«نحن نخوض يومنا التالى الآن وخطوطنا مفتوحة، نفتخر برحلتنا القصيرة فى مجتمع سوق الدواء المصرية، والرجاء ربط الأحزمة للاستعداد لرحلة جديدة. »
عبد الحليم الجندى
رئيس تحرير منصة سوق الدواء