قال د. أحمد عماد، استشاري أورام الأطفال، رئيس قسم الطوارئ بمستشفى سرطان الأطفال “57357”، نعمل حاليا على تطوير قسم الطوارئ بالمستشفى، حيث أنه المكان الوحيد الذى يقدم خدمة الطوارئ المتخصصة لمرضى المستشفى منذ بداية العمل به عام 2007، والذين تخطى عددهم 36 ألف مريض، ويتردد على القسم أكثر من 2000 مريض شهريا، من كافة أنواع سرطانات الأطفال، ويتم إجراء التدخلات الدقيقة والسريعة مع الحالات، ومن بينها حالات حرجة، تكون حياتها في خطر، ويمثل المرضى المترددين على الطوارئ لتلقي العلاج التدعيمي “العلاج اللازم بعد جرعات العلاج الكيماوي أو الإشعاعي” للأعراض المصاحبة لنقص المناعة أكثر من 60% من الحالات التي تتردد على قسم الطوارئ.
ويضم القسم منطقة انتظار للمرضى، وحجرة تقييم، و 2 غرف للكشف الطبي، وغرفة لسحب العينات، و 7 غرفة للمرضى، وغرفتين عزل، حيث تبدأ مهمة المستشفى بمجرد وصول المريض إليها بأي وسيلة كانت.
وأشار د. أحمد عماد، إلى أن الدراسات العلمية توصلت إلى أن سرعة اتخاذ القرار في بداية العلاج التدعيمي للمرضي قليلي المناعة، يقلل من نسب الوفيات، أو الحجز بالرعاية المركزة، وكذلك مدة الحجز للمريض داخل المستشفى، مما يساعد على الاستخدام الأمثل للطاقة الاستيعابية للمستشفى، ويلفت الانتباه إلى أهمية توفير كل العوامل اللازمة لدقة وسرعة اتخاذ القرار.
وبدأ قسم الطوارئ بالمستشفى في 2007، في غرفتين فقط بالعيادات الخارجية، ولكن مع زيادة عدد الحالات الوافدة يوميًا وخاصة في الطوارئ، تم تخصيص مكان آخر بالعيادات الخارجية لاستيعاب تلك الزيادة، فأصبحت 7 غرف في 2013، ولكن مع زيادة القدرة الاستيعابية للمستشفى، تضاعفت حالات الطوارئ 10 أضعاف في عام 2023، حيث تتراوح في المتوسط بين 60 و 70 حالة يوميا، مما تسبب في ظهور عدد من المشكلات، وأهمها عدم انتظام المسار الطبيعي للمريض بالقسم، ويترتب عليه تأخير الخدمة الطبية، والتكدس المستمر للمرضى وذويهم، وصعوبة تطبيق مكافحة العدوى، مما يهدد حياة المرضى، وتثقل مهمة مقدمي خدمة الرعاية الصحية.
كل ذلك جعل الحاجة ملحة للتغلب على التحديات الناتجة عن ازدحام المرضى وذويهم، فتم إعداد تصميم هندسي يراعي رفع الطاقة الاستيعابية إلى 14 غرفة، وإعداد مسار سهل للمرضى لتوفير كل ثانية لهم داخل الطوارئ، وزيادة أماكن انتظار المرضى، وكذلك مساحة غرفة الإنعاش القلبي، ومضاعفة غرف العزل، وتوفير أماكن مناسبة لفريق العمل لإنجاز مهامه بدقة واحترافية عالية، وإعداد دراسة كاملة لتجهيز الطوارئ بأحدث الأجهزة التي تساعد في دقة التشخيص وسرعة اتخاذ القرار، حيث يعمل كل ذلك لتوفير بيئة خصبة للعمل وتقديم الخدمة، ومن ثم تحسين نسب شفاء المرضى.
وفي مستشفى 57357، يلتزم قسم الطوارئ بكل معايير الجودة، كما توفر التعليم والتدريب المستمر لهيئة أطباء وتمريض الطوارئ، من خلال المحاضرات وورش العمل المستمرة، للوصول إلى أفضل خدمة طبية احترافية، إضافة إلى وضع مسار محكم للمريض داخل الطوارئ أثناء الجوائح والأزمات، مما له بالغ الأثر فى الحفاظ على قواعد مكافحة العدوى.
كما يتم متابعة المريض داخل الطوارئ على مدار الساعة، من خلال نظام التشغيل الإلكتروني، والذي يساعد بدوره على تحسين الخدمة لمريض الطوارئ.