سوق الدواء
كل ما تريد معرفته عن سوق الدواء

د. محمد عزالعرب يكتب.. كلمه ورد غطاها.. هل تتسبب أدوية فيروس سي في سرطان الكبد؟

هل تتسبب أدوية فيروس سي في سرطان للكبد؟ كثيرا من الأحيان مايطرح أهل مريض الكبد هذا التسأل سواء قبل أو أثناء أو حتى بعد العلاج بالأدوية الحديثة لفيرس سي.. هذا التسأل أثار لغط كبير على مدار العامين الماضيين حتي بين معظم أطباء الكبد . 

وكما نعلم أهمية الأدوية الحديثة الفعالة لعلاج فيروس سي (DAAs Direct Acting Antival drugs) إعتبارا من السوفالدي في علاج الفيروس في ظل علاج أكثر من 1,8مليون مريض مصري بتلك الأدوية الحديثة منذ أكتوبر 2014 وحتي الآن وبنسبة شفاء عالية تصل الى أكثر من 95 % لذا يجب تناول هذا الموضوع بحرص شديد و بناء علي الدليل العلمي المبني علي الدراسات الإكلينيكية وبعيدا عن أي مصالح.

ووجدت أنه من الأمانة العلمية أن أشرح وأوضح الآتي: أن هناك فارق في مرحلة المرض لفيروس سي وحالة نسيج الكبد وإذا كان الكبد متليف أم لا..  لماذا؟ لأن أكثر من 90 % من أسباب الأورام الأولية في الكبد (سرطان الكبد) تتمثل في وجود تليف في الكبد (لأي سبب) ولتسهيل المعلومة الطبية فإنه يجب أن نفرق بين أولا: علاقة هذه الأدوية وحدوث سرطان الكبد (لأول مرة) وثانيا: حدوث عودة (إنتكاسة) لأورام الكبد لمن أخذ علاج الفيروس بعد أن تم علاجه من سرطان الكبد:

أولا: هل هناك علاقة بين هذه الأدوية الحديثة وحدوث أورام الكبد؟

أثبتت الدراسات أن حدوث سرطان الكبد يكون بنسبة 2-7% سنويا من مرضي تليف الكبد (تطور طبيعي ومضاعفات للتليف) وبدون أخذ علاجات لفيروس سي…وأن هذه النسبة تقل إلي 1.5% سنويا للمرضي الذين إستجابوا وتم الشفاء بعلاج الإنترفيون السابق وكذلك  تقل إلي 3-5 % سنويا للمرضي الذين شفوا بالأدوية الحديثة.

الكثير من الدراسات أوضحت ذلك مثل دراسات إيانو وكانوال في أمريكا علي أكثر من 80 ألف مريض(نشر عام 2018).. بالإضافة الى الكثير من الدراسات الأوربية مثل الفرنسية  ANRS(نشر عام 2016) ودراسات مصرية عديدة منها دراسة علي 150 ألف مريض (نشر عام 2018) كان عدد الذين حدث لديهم سرطان كبد 33 فقط وبنسبة 0.02% ومعظمهم (25 مريض بنسبة 76%).

كان ذلك نتيجة العلاج الثنائي وهو السوفالدي والريبافيرين لمدة 6 شهور لمرضي التليف الذي تم إستخدامه مع بدايات العلاج في 2014-2015 وللتاريخ كان هناك إعتراض علي هذا البروتوكول من الكثير من أطباء الكبد والمركز المصري للحق في الدواء ونقابة الصيادلة إلي أن تم تغييره بعقاري السوفالدي والداكلاتاسفير).

نستنج من هنا أنه ليس هناك أدني علاقة إحصائية بين هذه الأدوية وحدوث سرطان الكبد من خلال الدراسات الدولية والمصرية.

ثانيا: هل هناك علاقة بين هذه الأدوية الحديثة وعودة (إنتكاسة)لأورام الكبد لمن أخذ علاج الفيروس بعد أن تم علاجه من سرطان الكبد.؟

للحقيقة العلمية يجب أن أوضح ومن واقع الدراسات الإكلينيكية أن نسبة عودة الأورام لمن تم علاجه منها سواء بالإستئصال أو الحرق الموضعي مثل التردد الحراري أو غيرها من العلاجات تكون حوالي 20 % خلال 6 شهور من علاج الأورام وبدون أخذ أي أدوية لفيروس سي .

أما من أخذ منهم علاج الفيروس بالأدوية الحديثة فلقد إختلفت الدراسات فبعضها أوضح أن نسبة عودة الأورام تزيد بشكل كبير قد تصل لأكثر من 50% منهم والبعض الآخر أوضح أن نسبة عودة تلك الأورام تقل عن 12 % لمن أخذ علاج الفيروس منهم.

الخلاف مازال قائما للآن في نسبة عودة الأورام لهذه الفئة ولم توصي أي جمعيات كبد دولية حتي الآن بعدم علاج تلك الفئة لكن يجب عدم أخذهم علاج الفيروس إلا بعد مرور أكثر من 6 شهور ويفضل عام في بعض الدراسات بعد العلاج الفعال للأورام لديهم مع وجوب عمل الأشعات المقطعية ثلاثية المراحل أو الرنين المغناطيس الديناميكي قبل وبعد العلاج للتأكد من عدم عودة للأورام لديهم مع وجوب متابعتهم بعيادات الكشف المبكر لسرطان الكبد (مثل كل الفئات المستهدفة خاصة مرضي التليف) كل 6 شهور بالموجات الصوتية ودلالة الأورام AFP.

توضيح هذا اللغط ومن واقع الدراسات للآن …وأحب أن أطمن من أخذ العلاج لفيروس سي أنه لاتوجد علاقة بين تلك الأدوية وحدوث الأورام ولكن النصيحة الذهبية لمن يكون النسيج الكبدي F3  أو F4(تليف كبد أو مرحلة ماقبل التليف مباشرة)أن يتابع بالكشف المبكر وحسبما أوضحت سابقا حتي ولو إختفي الفيروس وتم الشفاء ..مع تمنياتي للجميع بالسلامة..والله من وراء القصد.

دكتور محمد علي عز العرب

أستاذ الكبد و مؤسس وحدة الأورام بالمعهد القومي للكبد

المستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء

أمين صندوق جمعية سرطان الكبد المصرية

 

اترك تعليق