د. محمد عزالعرب يكتب: أناشد الرئيس السيسي بتبني حملة للكشف المبكر لسرطان الكبد
أسعدنا حقيقة تكليف السيد الرئيس السيسي بالأمس لوزيرة الصحة لإجراء حملة للكشف المبكر لسرطان الثدي للسيدات مما يعد مطلبا طبيا وإجتماعيا هاما للحد من مخاطر هذا المرض اللعين.
ويشرفني أني دعوت لذلك عدة مرات أخرها من خلال هذا المنبر في مقالي المنشورمنذ 3 أسابيع في 10 مارس الماضي وطالبت فيه نصا: بالبدء فورا بتفعيل برامج الكشف المبكر لمختلف السرطانات خاصة سرطان الكبد والثدي وعنق الرحم والقولون للمرضي المستهدفين.
د. محمد عز العرب يكتب.. 4 فبراير اليوم العالمي للسرطان.. ماذا نحن فاعلون؟
ومن هذا المنطلق وبصفتي مواطن مصري ومن المؤسسين لجمعية سرطان الكبد المصرية وأمين صندوق الجمعية وكذلك كمستشار طبي لأهم مركز حقوقي للحق في الدواء في مصر فإني أناشد سيادة الرئيس ومن منطلق حرصه علي صحة المواطنين برعاية البرنامج القومي للكشف المبكر لسرطان الكبد (المسبب الأول للوفيات في مصر بين كل أنواع السرطانات).
كما إنه يعتبر الأول إنتشارا من كافة أنواع السرطانات في مصر بين الجنسين في الكثير من الدراسات الديموجرافية حيث مثل حوالي ربع حالات السرطانات (%23.8) بينما جاء سرطان الثدي في المرتبة الثانية (%15.4) وذلك حسب الدراسة الهامة من المعهد القومي للأورام نهاية عام 2014 والتي تعتبر الدراسة الأهم إحصائيا في مصر كونها ممثلة لمحافظات مصر سكانيا ومكانيا (Population Based Study) وبمشاركة عدة مراكز أورام من مختلف أنحاء مصر).
ومع النجاح المشرف لحملة 100 مليون صحة برعاية الرئيس السيسي وبشهادة جميع الهيئات والمنظمات الطبية الدولية وعلي رأسها منظمة الصحة العالمية ومن خلال الحملة الناجحة يتم علاج مرضي فيروس سي المكتشفين مما سيحد مستقبلا بإذن الله من مضاعفات المرض مثل التليف ومضاعفاته خاصة سرطان الكبد لذا فالكشف المبكر لسرطان الكبد يتواكب منطقيا مع الحملة خاصة بإكتشافنا حاليا للكثير من حالات سرطان الكبد من خلال هذه الحملة والكثيرون من مرضي سرطان الكبد لايعلموا أنهم مصابون بفيروس سي أساسا (المسبب لحوالي90 % من سرطان الكبد) وهذا يعتبر من ضمن الفوائد الكثيرة المتوقعة من هذه الحملة والتي نفتخر بها جميعا كأحد أهم الإنجازات الصحية علي أرض مصر.
والهدف من الكشف المبكر لسرطان الكبد هو إكتشاف المرض في مراحلة المبكرة مما يسهل علاجه بعلاج فعال وللأسف معظم حالات سرطان الكبد يتم إكتشافها في مراحل متقدمة أو متأخرة يصعب علاجها بأحد العلاجات الفاعلة ويتم علاج معظمها تلطيفيا بأدوية غالية الثمن جدا أو عمليات زرع كبد تكلف ميزانية الدولة عدة مليارات من الجنيهات تاهيك عن المردود السلبي الإجتماعي والإقتصادي للمرض علي المريض وأهله وتعطل أدوات الإنتاج والتأثير السلبي علي التنمية البشرية.
فإذا أضفنا أن مصر أصبحت مؤخرا من الدول عالية الإصابة عالميا بسرطان الكبد بإصابة سنوية تعدت 40 لكل 100 ألف من عدد السكان بعد أن كنا من الدول قليلة الإصابة منذ 20 سنة مما يستوجب البدء فورا بإستراتيجيات قومية للمكافحة وعلي رأسها الكشف المبكر لسرطان الكبد للفئات المستهدفة وعلي رأسها مرضي تليف الكبد لأي سبب ومرضي فيروس بي لمن تعدوا 20 سنة (حتي في عدم وجود الفيروس في الدم)
وكذلك مرضي فيروس سي ولديهم درجة تأثر نسيج الكبد F3 و F4 مما يتماشي لوجستيا مع حملة 100 مليون صحة.ويعتمد الكشف المبكر علي إجراء فحص الموجات الصوتية للكبد وتحليل دلالة الأورام (AFP) كل 6 شهور.
من هذا المنطلق ومع الأمل في الرعاية الرئاسية للكشف المبكر لسرطان الكبد سيتم توفير الدعم التقني واللوجستي في المنشآت الطبية مع تدريب الكوادر الطبية لطرق الكشف الدقيق وزيادة التوعية الصحية للمواطنين .
وكلي أمل وثقة في إستجابة السيد الرئيس في تبني الحملة لما لها من المردود الإيجابي الصحي.
والله من وراء القصد.
دكتور/ محمد علي عز العرب
إستشاري الكبد و مؤسس وحدة الأورام بالمعهد القومي للكبد
المستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء
أمين صندوق جمعية سرطان الكبد المصرية