عادة ماتظل العادات والتقاليد والأعراف والفهم الخاطي للدين وإنخفاض الثقافة عوامل رئيسية في عدم تقدم بعض الشعوب .
ولو نظرنا بشيء من التمعن والتدقيق الى العديد من المشكلات التى تواجه بلدان العالم الثالث لوجدناها تتمحور في تلك المحاور، وهو ماينعكس على قدرتها على تقبل العديد من الأمراض والتي تلجأ في علاجها الى معتقدات دينية أو تقاليد عرقية قبلية لا تؤتي ثمارها ولم تثبت بحثيا وعلميا .
ولعل المرض النفسي كأن أحد أبرز الأمراض التي واجهت مشكلات كثيرة لدى العديد من الشعوب غير المتقدمة، بداية من تشخيص المرض أو حتي الإعتراف بوجوده، بل والإيمان المطلق بوجود عوامل خارجية أثرت على جسد هذا المريض وهو ما يتأتى نتيجة تراجع مستوى التعليم والثقافة العامة وربما لفهم خاطي للمعتقدات الدينية .
الا أننا هنا يجب أن نؤكد أن المرض النفسى وفقا للأبحاث العلمية ماهو الا مرض عضوى كغيره من الأمراض كالسكر أوالضغط وغيرهما، حيث ينتج المرض النفسي عن تغيرات في الموصلات العصبية في المخ لأن كل انسان لديه في المخ مجموعة من الحجيرات الصغيرة يوجد بها مواد تسمى الموصلات العصبية Neurotansmitters وهي المسئولة عن كل تصرفاتنا وتغيراتنا المزاجية واستقبال الحواس المختلفة.
ولنفترض مثلا ان تلك الموصلات العصبية عددها ثابت ١٠٠مثلا فلو زاد أحد تلك الموصلات ينقص الآخر مباشرة أو العكس حتي يحفظ العدد ثابت عند رقم ١٠٠ لذا نجد في الاكتئاب يقل السيرتونين والدوبامين والـ ٥ اتش تي، وفي القلق يزيد الأدرينالين، وفي الفصام يزيد الدوبامين وهكذا ثبت علميا زيادة تلك الموصلات سواء بالتحاليل أو اشعة الرنين المغناطيسي.
نعم المرض النفسي مرض عضوي يحتاج الى التشخيص السليم والدواء اللازم لتعويض النواقص في الموصلات العصبية، وكلما بدأنا العلاج مبكرا تكون فرص التخلص نهائيا من هذا المرض ممكنة .