خبراء صحة: «ممارسة الرياضة والغذاء الصحي ومنتجات التبغ الأقل ضررا» هي 3 محاور للحفاظ على الصحة العامة
عشرات الخبراء يشاركون في مؤتمر "الحد من الضرر" في دبي
انطلقت فعاليات مؤتمر “الحد من الضرر” الذي تنظمه قناة CNBC عربية في دبي، وذلك بمشاركة خبراء صحة من مختلف دول العالم. ناقش المؤتمر مبدأ “الحد من الضرر” في مختلف المجالات ومنها الصحة والبيئة والتبغ، وذلك بهدف زيادة الوعي لدى المجتمع والتأكيد على دور التكنولوجيا الحديثة والابتكار في تحسين البيئة المحيطة.
من جانبه أكد ناثان ناجل، الرئيس التنفيذي لشركة الشرق الأوسط الطبية، على أن “الحد من الضرر” ليس مفهوما حديثا خاصة وأنه يتعلق بمعالجة الصحة العامة للأفراد وليس الأمراض الجسدية فقط. طالب ناجل خلال فعاليات المؤتمر بضرورة حدوث حوار متكامل يضم كافة الأطراف المعنية بالصحة العامة. وذلك حتى تتمكن البشرية من تحقيق مفهوم الحد من “الضرر بشكل كامل”.
تارا رامبال، استشاري التخدير وخبير الصحة العامة بالمملكة المتحدة، أشارت إلى ضرورة الحفاظ على ممارسة التمارين الرياضية، والابتعاد عن الأغذية الضارة والالتزام بنصائح طبيب الأسرة التي تهدف إلى تحسين الحالة النفسية.
تعميق الوعي الصحي
ومن جانبه أكد الدكتور أحمد عبد الملك استشاري طب الأسرة في الكويت، على ضرورة تعميق الوعي الصحي والحصول على المعلومات الطبية من مصادرها الصحيحة، وعدم الاعتماد على أشخاص ليس لديهم خلفية علمية، أو الصفحات المجهولة المتواجدة على وسائل التواصل الاجتماعي مشيرا إلى أن ما منعه من الحضور لدبي والمشاركة في المؤتمر عبر الفيديو، هو مرض والده نتيجة لنصيحة أحد أصدقائه بعدم تناول الدواء والاعتماد على المأكولات الطبيعية، ما سبب لوالده أضرار صحية بالغة، استلزمت ضرورة تواجده معه.
وأكد على ضرورة العمل على نشر الوعي الطبي بالتعاون مع الجهات المعنية من خلال الصفحات الرسمية لهذه الجهات عبر وسائل التواصل التي أصبحت أكثر انتشارا. وحذر عبد الملك، من أن بعض الأمور قد تصبح أكثر خطورة إذا تم تجريمها، مؤكدا على أن وجود بديل أقل ضررا قد يمثل خطوة كبيرة في الطريق الصحيح.
السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ المسخن
وخلال الجلسة الثانية من المؤتمر، الذي عقد بدبي، أكد الدكتور ديفيد خياط، رئيس قسم طب الأورام في مستشفى باريس بفرنسا، أن التدخين بالصورة التقليدية سبب رئيسي في الإصابة بمرض السرطان، وغيره من الأمراض، مؤكدا على أن التعرض بشكل أكبر إلى التدخين والكيماويات الضارة يعرضك بشكل أكبر للإصابة، وكذلك نوعية السجائر التي تتناولها يكون لها أثر كبير في معدلات الإصابة. ولذلك أكد خياط على إنه يجب العمل على الإقلاع عن التدخين ولغير الراغبين في ذلك فلابد من تقليل المعدلات، واستخدام أنواع أقل ضررا.
وأضاف ديفيد خياط، أن التدخين يؤثر على عمر الأشخاص، لافتا إلى أن العديد من المرضى لا يستجيبون لنصائح الأطباء المتعلقة بالإقلاع عن التدخين أو حتى التقليل منها، مطالبا بضرورة أن تتماشى التشريعات الخاصة باستخدام السجائر بأنواعها المختلفة مع الأضرار الناجمة عنها، موضحا أن هناك فروقا جوهرية بين تدخين السجائر التقليدية والمنتجات البديلة الخالية من الدخان، حيث أن تدخين السجائر التقليدية يعتمد في الأساس على عملية حرق التبغ للحصول على النيكوتين، وهذه ينتج عنها دخانا يحمل حوالي ٦۰۰۰ مادة كيميائية ضارة، هي السبب الرئيسي للأمراض المرتبطة بالتدخين. في حين أن منتجات التدخين الالكترونية وتحديدا منتجات التبغ المسخن، تعتمد في الأساس على إقصاء عملية حرق التبغ، واستبدالها بتسخينه في درجة حرارة لا تتجاوز ٣٥۰ درجة مئوية.
ريكاردوا بولوسا، أستاذ بكلية الطب في جامعة كاتانيا في إيطاليا، أكد أن الجميع يسعى لتقليل المخاطر الناتجة عن مختلف العادات السيئة ومنها التدخين، لافتا أن تناول المشروبات الغازية قد تسبب ضررا ولكن يمكن اللجوء إلى أنواع خالية من السكر أو غيرها من المشروبات التي تقلل الضرر، وكذلك المشروبات السريعة التي قد تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب، فيمكن تغيرها بأغذية صحية.
وأضاف بولوسا، أن التدخين التقليدي يسبب أيضا العديد من الأمراض وقديما كنا نلجأ إلى تقليل معدلات التدخين أو الذهاب للأطباء لتناول الأدوية، لكن لم يؤتي ذلك بنتائج جيدة، مؤكدا على أنه من حسن الحظ خلال الفترة الأخيرة ظهرت منتجات بديلة للسجائر التقليدية خالية من القطران والعديد من المواد الضارة الأخرى مثل السجائر الالكترونية ومنتجات التبغ المدخن . أكد بولوسا على أنها حلا جيدا لمن يفكر في الإقلاع أو من لا يمتلك الرغبة الكاملة للإقلاع ويبحث عن منتجات أقل ضررا.
ونوه بولوسا، على أنه منذ ١٥ عاما ظهرت بدائل كانت تسبب مخاطر أكبر، لكن المنتجات الأقل ضررا تعد خطوة هامة وكبيرة في مجال الحد من الضرر، حيث تحتوي على نسبة أقل كثيرا من المواد الضارة، وتستطيع التقليل من الأمراض الناتجة عن التدخين التقليدي.
وأكد بولوسا، على أن النيكوتين برئ من كافة الأضرار الناتجة عن التدخين، فالمواد الكيميائية الناتجة عن الاحتراق هي السبب الرئيسي. غير أن النيكوتين غير مرتبطا بالإصابة بالسرطان أو غيره من الأمراض التي يتعرض إليها الجهاز التنفسي، نتيجة التدخين التقليدي.
وأشار بولوسا، إلى أن التجربة اليابانية فريدة في هذا المجال حيث استطاعت تقليل استخدام السجائر التقليدية بنسبة ٥۰٪ من خلال المنتجات البديلة الأقل ضررا منذ أن تم طرحها في أواخر عام ٢۰١٤، وبالفعل تراجع عدد المرضى الذين يعانون بسبب التدخين بشكل كبير.
الحرب ضد التدخين
وأكد بولوسا أننا الأن قادرون على الفوز في الحرب ضد التدخين وهي حرب لا تحتاج إلى أسلحة لكنها تحتاج إلى التحول إلى منتجات التبغ الأقل ضررا، وهو متوفرة الأن بما يناسب مختلف الفئات من المدخنين.
ونصح بولوسا الدول منخفضة الدخل بضرورة الاهتمام بمكافحة التدخين باستخدام الأدوات الحديثة خاصة وأنها لا تنفق الكثير لمواجهة الأمر، وبالتالي فإن استخدام البدائل الأقل ضررا سوف تقلل من فاتورة الاستهلاك والأمراض المترتبة على التدخين التقليدي.
واختتم بولوسا حديثه بالتأكيد على وجود دراسات وأبحاث علمية في أمريكا وأوروبا أكدت على أن توفير المنتجات البديلة الأقل ضررا للسجائر التقليدية، يساهم في إنقاذ الملايين من الأرواح.
أوضح، هاري شابيرو، مديرDrugWise, المملكة المتحدة، أن هناك ١۰۰ مليون شخص يستخدمون السجائر الإلكترونية التي ظهرت عام ٢۰۰٦ وتم ترويجها على أنها بديلا للسجائر لمن يرغب في الإقلاع عن التدخين.
ضوابط استخدام التبغ
وطالب شابيرو، خلال الجلسة الثالثة من مؤتمر الحد من الضرر، بضرورة وضع قوانين تنظم عملية استخدام هذه المنتجات وضوابط لاستخدام التبغ تعتمد على مدى الضرر الناتج عن كل منتج، وإذا رغبت أي حكومة في حظر أي من هذه المنتجات فعليها أولا أن تقدم الدليل على أنها ضارة، خاصة وأنها تتيح تداول السجائر التقليدية. مؤكدا، على أن منتجات التبغ المسخن البديلة الأقل ضررا تقلل المخاطر الموجودة في دخان السجائر بنسبة ۹۰٪ مقارنة بالسجائر التقليدية.
تخفيض المخاطر
من جانبه أكد مازن صالح، مدير السياسات ببرنامج الحد من الأضرار المتكاملة بمعهد أر ستريت بالولايات المتحدة الأمريكية، أن البدائل الحديثة الأقل ضررا للسجائر التقليدية سوف تخفض من المخاطر، مطالبا بضرورة وضع العديد من الأساليب للحد من إنتشارالسجائر منها رفع معدلات الضرائب، بجانب وضع ضوابط تشريعية منظمة بدلا من حظرها، خاصة وأن الحظر لا يأتي بنتائج جيدة على الإطلاق.
وعن الحد من الضرر على الطرق، قال توماس إدلمان، مؤسس منصة سلامة الطرق في دولة الإمارات العربية المتحدة، أن حوادث الطرق هي السبب الأول للوفاة وأغلبهم من الشباب، لافتا أنه لابد من العمل على وقاية الجميع من العادات الخاطئة، كما يجب وضع قوانين وقواعد ملزمة لضمان السلامة والأمان على الطرق.
يوجين ماين… المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة ترايستار، قال أنه لابد من ممارسة عادات تقلل من الأضرار التي يمكن التعرض لها، لافتا أنه لابد من العمل على زيادة الوعي لدى المواطنين من خلال المبادرات المختلفة. أيضا، طالب ماين بضرورة ترسيخ هذه الأفكار لدى الأطفال، حيث أنهم يؤثرون بشكل كبير على سلوكيات أبائهم وأمهاتهم، فالطفل يذكر والديه بضرورة ربط حزام الأمان والالتزام بأساليب الأمان على الطرق وأثناء القيادة.