هجرت السياحة العاصمة الفرنسية باريس لفترة حوالي عامين بسبب جائحة فيروس كورونا، إذ أغلقت معظم الفنادق أبوابها حتى خريف عام 2020، وكشف خبراء الاقتصاد حينها عن كارثة مالية بسبب غياب 95% من رواد الفنادق وتدني معدل التشغيل ليصل إلى 15% من نسبته الإجمالية.
ومع عودة الحياة إلى طبيعتها، أعادت الفنادق فتح أبوابها لاستقبال السياح من جميع أنحاء العالم، لكن هنا بدأت حرب خفية من نوع آخر بين الفنادق التي تريد استقطاب أثرياء العالم بطريقتها الخاصة، والتي تتنافس في جذب الأثرياء بطرق غريبة ومكلفة للغاية.
وعلى سبيل المثال، لعب أحد الفنادق على وتر التاريخ الفرنسي العريق في التصاميم والديكورات ولم تتردد إدارته في الزج بقطع من إحدى أعرق دور الكريستال الفرنسية في أثاث غرفه وأجنحته وصولا إلى صالات الاستحمام ومغاسلها التي رصعت هي أيضا بالكريستال لإرضاء أذواق الأثرياء محبي المعادن المتبلورة النادرة والثلاثية الأبعاد.
في حين لم تتردد فنادق أخرى بتشييد حدائق معلقة تطل على البرج الأشهر فرنسيا جيستاف إيفل وأجنحة لا تخلو من الكثير من وسائل الترفيه والتقنيات الحديثة كصالة الألعاب الرياضية ومكتبة وغرفة ملابس راقية وكل ما يناسب الأثرياء بأسعار خيالية وصلت لثلاثين ألف يورو لليلة الواحدة.
بينما استقطب فندق باريسي آخر الأثرياء بمبناه وغرفه التاريخية التي تعود إلى بدايات القرن التاسع عشر وحقبة السنين المجنونه les années folles وكذلك الأفلام وممثليها الذين أقاموا فيه والمسلسلات التي صورت في ممراته وأجنحته والمغنين العالميين ومشاهير الرياضة، وذلك إلى جانب اللوحات الثمينة التي تعرض في الفندق تقدم إدارته خدمة الزيارة الخاصة والفردية لزبائنه لمتحف اللوفر الباريسي الشهير.
والسباق على الأفضل والأغرب لإشباع غريزة الأثرياء لا يتوقف، فكل إدارة فندق تبحث دائما عن الجديد بثمن باهظ في أغلب الأحيان يعكس مبالغة في ارتفاع الأسعار لا يقلق الأغنياء على ما يبدو.