فالوسواس القهري مرض نفسي تتردد فيه علي ذهن المريض أفكار ووساوس تدفعه عادة الي سلوكيات عملية بشكل قهري ولا يستطيع السيطرة علي تلك الافكار او التوقف عن هذه السلوكيات, هذه الأفعال القهرية قد تكون فعلية مثل التنظيم والترتيب المبالغ فيه و التأكد من غلق النوافذ والأبواب وأزرار الكهرباء أكثر من مرة أاوغسل اليد او الاغتسال باستمرار, وقد تكون ذهنية مثل الخوف أثناء القيادة من دهس أحد المارة او الخوف من ايذاء نفسه عند استعمال آله حادة أو الخوف من العدوي عند مصافحة الاشخاص .
أسباب الوسواس القهري :
اثبتت الدراسات أن العامل الوراثي له دور في حدوث المرض, فإذا كان أحد الابوين مصاب بالمرض فانه غالبا ما ينتقل الي أحد الابناء كذلك اسلوب التربية الخاطئ له دور مثل ان ينشأ احدهم في اسرة صارمة نظامية متشددة تتعامل مع الابناء بحده وتسبب لهم كبت نفسي أو اذا تعرض احد الاشخاص الي تغير في شخصيته كالبلوغ وفترة المراهقة أو قدوم مولود جديد او تحمل مزيد من المسؤوليات او التبعات .
نسبة انتشار الوسواس القهري :
عادة ما تكون نسبة انتشار المرض في مجتمع ما 2.5% من عدد أفراده وغالبا تزيد هذه النسبه في مجتمعاتنا الشرقية عنها في الغربيه فمثلا أثبتت الدراسات أن نسبة الاصابة في المجتمع السعودي تصل الي 5% من عدد أفراده, ومن المرجح أن هذا يرجع الي انغلاق مجتمعاتنا الشرقية والتمسك بعادات وتقاليد وموروثات تحمّل افرادها اعباء فوق طاقاتهم او تعيقهم من اللجوء الي الطب النفسي وكأن المرض النفسي يوشي بجنون صاحبه لذا عادة ما تتفاقم الامراض النفسية وتنتشر بمعدلات أكبر.
علاج الوسواس القهري :
هناك خطتين للعلاج احدهما دوائية والاخري نفسية وهما يكملان بعضهما البعض ….
1- العلاج الدوائي:
يشمل العلاج استخدام مضادات الاكتئاب(SSRE=selective serotonin reuptake inhibitor) حيث ان مريض الوسواس القهري يعاني من نقص معدلات السيروتونين في الجسم كالذي يحدث لديمرضي الاكتئاب ولكن مريض الوسواس يتناول جرعات أعلي من مضادات الاكتئاب هذه مقارنة بمريض الاكتئاب.
2- العلاج النفسي:
وهذا يشمل استخدام اسلوب العلاج المعرفي السلوكي وخاصة ” التعريض ومنع الاستجابة” حيث يتم شرح المرض وأبعاده والخطة العلاجية للمريض ومن ثم تدوين وساوسه ومواقف الخوف التي يتعرض لها علي هيئة هرم اعلاه أكثر المواقف المقلقة له وأدناه اقل المواقف المقلقة ويتم تعريضه عمليا لهذه المواقف من الأدنى الي الاعلي ومنعه من الاستجابة لها كمنعه من غسل يديه اذا صافح احد الاشخاص ولا ينتقل لمرحلة اعلي في الهرم حتى تقل مخاوفه في هذه المرحلة الأدني بنسبة 5% وهكذا حتى نصل الي قمة الهرم وتتراوح نسب الشفاء من 70% الي90% وتزيد نسبة الشفاء اذا اجتمع العلاج النفسي مع العلاج الدوائي.
دور الأسرة في العلاج والوقاية من الوسواس القهري :
دور الاسره الصبر و معرفه طبيعه المرض و الوعي به و عدم النفور من المريض وتشجيعه على العلاج لأنه عادة يخجل من الخضوع للعلاج النفسي فالبيئة النفسيه الصحية تساعد على العلاج بشكل كبير، ويجب أيضا علي الآباء اتباع الأساليب التربوية الصحيحة ضمانا لسلامتهم النفسية.