الدكتور محمد مشرف مدير عام «بوهرنجر إنجلهايم»: نحرص على توفير علاجات هامة في مصر انطلاقاً من هُويَّة المجموعة الأم الابتكارية.. ونستهدف 780 مليون جنيه مبيعات بنهاية 2025
الدكتور محمد مشرف مدير عام شمال شرق وغرب أفريقيا بشركة بوهرنجر إنجلهايم
نستعد لوضع مصر ضمن خطط الأبحاث السريرية العالمية للشركة وبدأنا بأول بحث سريرى خلال يناير الماضى
نشهد تحسناً فى بيئة أعمال سوق الدواء المصرية مع وضع الحكومة تأمين النقد الأجنبى لتوفير الأدوية أولوية استراتيجية
مفاوضاتنا مستمرة مع الجهات المعنية لزيادة الحد الأدنى للأسعار لتعزيز قدراتنا على توفير الدواء بشكل مستدام
14 دواء عدد الأصناف الدوائية التى توفرها الشركة محلياً
572 مليون جنيه حجم مبيعات الشركة خلال العام الماضي
تتبنَّى شركة «بوهرنجر إنجلهايم» رؤية تحمل الكثير من الأهداف الاستراتيجية فى مصر؛ ارتكازاً على تاريخها الممتد والناجح فى السوق المحلية لأكثر من 60 عاماً، وحرصها على توفير أدوية حيوية تواكب أعلى المعايير العالمية والحلول العلمية والعلاجية المبتكرة، بما يعزِّز من جودة الحياة للمريض المصرى؛ انطلاقاً من هُويَّة المجموعة الأم التى تركز على العلاجات الثورية وتطوير الأدوية فى مجالات طبية غير مُلبَّاة، وفقاً للدكتور محمد مشرف مدير عام شمال شرق وغرب أفريقيا بشركة بوهرنجر إنجلهايم، لمنصة «سوق الدواء».
الدكتور محمد مشرف أكد أن سوق الدواء المصرية شهدت تحسناً ملحوظاً خلال الفترة الماضية بعد فترة الأزمة، مع وضع الحكومة المصرية تأمين النقد الأجنبى لغرض توفير الأدوية اللازمة فى السوق المصرية أولوية حيوية، وهو ما يُمهِّد لمرحلة جديدة تعزِّز فيها شركات القطاع من نشاطها التشغيلى والتجارى والمساهمة فى تحقيق الأهداف الاستراتيجية للدولة بالحفاظ على مقومات القطاع وتعزيز الوصول لمنتجات دوائية عالية الجودة.
بدايةً.. حدِّثنا عن إرث «بوهرنجر إنجلهايم» وتاريخها والتزامها بالبحث والتطوير والابتكار؟
منذ تأسيسها في عام 1885 كشركة عائلية، تتبنى «بوهرنجر إنجلهايم» رؤية طموحة طويلة الأمد، وتعمل في هذا الإطار على ابتكار خيارات علاجية ثورية تحسن من صحة البشر والحيوان. وباعتبارها شركة أدوية رائدة تعتمد على الأبحاث، تحرص على خلق القيمة بناءً على الابتكار في مجالات طبية ذات احتياجات غير ملباة. وتوجه الشركة تركيزها نحو تطوير أدوية ترتقي بصحة البشر، وصحة الحيوان، وتزاول عملها أيضاً في مجال تصنيع الأدوية الحيوية التعاقدية.
ويمتد إرث «بوهرنجر إنجلهايم» في مصر لأكثر من ستة عقود، مما يعكس التزامها الثابت بدعم وتطوير منظومة الرعاية الصحية في البلاد. فمنذ انطلاق أعمالها في مصر عام 1961، لعبت الشركة دوراً محورياً في تعزيز القطاع الصحي من خلال تقديم حلول علمية وعلاجية مبتكرة تسهم في تحسين جودة الحياة. ولا يبرز هذا التوسع أهمية مصر كمركز إقليمي استراتيجي فحسب، بل يؤكد أيضاً ريادة الشركة في مجالي صحة الإنسان والحيوان، بما يتماشى مع البنية التحتية المتطورة في مصر والنمو الاقتصادي والتقدم المستمر في قطاع الرعاية الصحية.
واجهت سوق الدواء المصرية تحديات صعبة خلال العام الماضى، أبرزها عدم القدرة على تأمين النقد الأجنبى لتوفير المادة الخام أو استيراد الأدوية، كيف تعاملتم مع هذا التحدى؟
أفرزت هذه الأوضاع تحديات صعبة، ولا سيما مع عدم توافر النقد الأجنبى، الأمر الذى أثر سلباً على قدرتنا لاستيراد الأدوية حتى فترة تحرير سعر صرف الجنيه المصرى، وبعد هذه الخطوة تبدَّلت الصورة تماماً وبدأنا نلمس تحسناً ملحوظاً؛ إذ تمكنَّا من الحصول على النقد الأجنبى لتوفير أدوية «بوهرنجر إنجلهايم»، ولا سيما مع وضع الحكومة المصرية تأمين النقد الأجنبى لغرض توفير الأدوية اللازمة فى السوق المصرية على رأس قائمة الأولويات.
هل ترون أن الآلية التى تتخذها هيئة الدواء المصرية فى تسعير الأدوية كافية لمواجهة الفجوة الكبيرة للعملة المحلية؟ وإلى أى مدى استجابت الهيئة لمطالب «بوهرنجر إنجلهايم»؟
وضعت الحكومة المصرية منذ إصدار قرار تحرير سعر صرف الجنيه المصرى آلية فورية لمراجعة أسعار الأدوية وتسعيرها بشكل عادل يتيح توافر الدواء للمواطن بسعر مناسب دون وضع أعباء إضافية على كاهله، لكن تعديل أسعار بعض الأدوية لم يكن كافياً لضمان استمرار توافرها في السوق المصرية، لذلك لا نزال فى مفاوضات مستمرة لزيادة الحد الأدنى للسعر؛ ليتسنَّى لنا مواصلة توفير الدواء فى السوق.
ما حجم مبيعاتكم فى نهاية عام 2024 وما المتوقع لها بنهاية عام 2025؟
وصل حجم مبيعاتنا بنهاية عام 2024 إلى 572 مليون جنيه، فى حين نتوقع أن تبلغ 780 مليون جنيه بنهاية عام 2025.
ما عدد الأدوية التى وفرتها «بوهرنجر إنجلهايم» فى مصر بنهاية 2024؟ وما عدد الأدوية التى تستهدفون طرحها خلال العام الحالى 2025؟ وما المجموعات الدوائية الخاصة بها؟
وصل عدد الأدوية التي توفرها «بوهرنجر إنجلهايم» في السوق المصرية بنهاية عام 2024 إلى 14 دواء، ليصل العدد الإجمالى للأصناف الدوائية التى نوفرها فى السوق المصرية إلى 16 دواء بنهاية عام 2025، وتغطى هذه الأدوية مجموعات دوائية تشمل أمراض: السكرى، الجلطات، ارتفاع ضغط الدم، مسكنات الألم وأمراض الرئة.
هل لديكم أى خطط لإدخال مصر ضمن تجاربكم السريرية؟ وكيف ترون تأثير القانون الجديد للتجارب السريرية على أعمالكم فى البلاد؟
بعد صدور الأمر التنفيذى لقانون التجارب السريرية بنهاية عام 2024 تغيَّر مشهد التجارب السريرية كلياً فى البلاد؛ إذ يسَّر هذا القرار الإجراءات اللازمة لدخول المريض المصرى فى التجارب السريرية العالمية المعتمدة. ولا شك أن مصر لديها إمكانات كبيرة على مستوى المراكز البحثية المتخصصة، والكوادر الطبية المؤهَّلة والمدرَّبة على شتى جوانب البحث العلمى، الأمر الذى يجعلها من أكثر البلدان الإفريقية قدرةً على احتضان التجارب والدراسات السريرية، ويؤهلها لتتحول إلى وجهة مفضَّلة لإجراء هذه الأبحاث، وفى ضوء هذه المعطيات تستعد «بوهرنجر إنجلهايم» لوضع مصر ضمن خطط الأبحاث السريرية العالمية فى المستقبل المنظور؛ حيث بدأنا بالفعل بأول بحث سريرى فى البلاد خلال يناير من العام الجارى بعد انقطاع لعدة سنوات.
ما أبرز برامج التعليم الطبى المستمر التى أطلقتها «بوهرنجر إنجلهايم»؟ وهل تعتزمون تنظيم المزيد من هذه البرامج بالتعاون مع المؤسسات الصحية؟
نظمنا العديد من برامج التعليم الطبى المستمر، أبرزها فى: إطلاق منصة تدريبية حول مرض الكلى المزمن، ومبادرة لشركة «بوهرنجر إنجلهايم» بالتعاون مع الجمعية المصرية لأمراض وزراعة الكلى تهدف لنشر الوعى بتشخيص وعلاج مرض الكلى المزمن، من خلال منصة معدَّة مسبقاً، وهى عبارة عن موقع إلكترونى غنى بالمعلومات، ويمثل ثمرة الشراكة مع الجمعية.
ويستهدف هذا المحتوى أطباء أمراض الكلى وأطباء الرعاية الأولية والعاملين فى قطاع الرعاية الصحية؛ لتثقيفهم حول أهمية التشخيص والعلاج المبكرين لمرض الكلى المزمن، إضافة إلى مبادرة «استديو أمراض القلب، الكلى، أمراض التمثيل الغذائى»، وهى مبادرة لشركة «بوهرنجر إنجلهايم» تهدف لتأسيس مفهوم أمراض: القلب، الكلى، أمراض التمثيل الغذائى من خلال صياغة محتوى غنى ومتنوع من تخصُّصات عديدة تشمل القلب والكلى والغدد الصماء؛ لنشر الوعى حول العلاقة بين هذه الأمراض وإلقاء الضوء على مضاعفاتها، وذلك عبر لقطات فيديو معدة مسبقاً وموجهة لأطباء الرعاية الأولية بشكل رئيسى ضمن خطة تواصل شاملة وطويلة الأمد، إلى جانب فعاليات منطقة الهند والشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا؛ حيث نعقد منتدى أمراض القلب، الكلى، أمراض التمثيل الغذائى، مؤتمر «ميديكس» العلمى للخبراء مرتين سنوياً على مستوى إقليمى فى منطقة الهند والشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا، تضمن تفاعل أكثر من 300 من مقدمى الرعاية الصحية بهدف إثراء المعرفة حول العلاقة بين أمراض القلب، الكلى، أمراض التمثيل الغذائى عبر محتوى غنى ومتنوع يستهدف المتخصصين فى الطب الباطنى وأطباء أمراض الكلى وأطباء القلب.
كم عدد العاملين فى الشركة؟ وكم يبلغ عدد فرص العمل المتوقع توفيرها خلال العام الجارى؟
يبلغ عدد العاملين فى مكتب مصر، وهو المكتب الإقليمى لمنطقة شمال أفريقيا، حوالى 220 موظفاً، في حين تدرس الشركة توفير المزيد من فرص العمل فى المستقبل؛ إيماناً بأهمية الكوادر البشرية فى تحقيق الفارق المنشود بالقطاع الصحى.
باتت المسئولية المجتمعية محط اهتمام رئيسى لجميع المؤسسات، ما أهدافكم في هذا الصدد؟ وما حجم إنفاقكم السنوى ضمن هذا المجال، وهل تتعاونون مع أىٍّ من مؤسسات المجتمع المدنى؟
أطلقنا منصة ICON، وهى عبارة عن منصة الرأى الثانى؛ حيث يمكن للأطباء إرسال تقارير حالات مشتبه بإصابتها بمرض الرئة الخلالى إلى خبراء متخصصين فى هذا المرض لتأكيد الإصابة أو نفيها، وتساعد هذه المنصة الإلكترونية فى تقديم تشخيص دقيق لإصابات التليف الرئوى عبر تطبيق منهجية فعالة متعددة التخصصات، وتم تطويرها بالتعاون مع الجمعية العلمية المصرية لأمراض الشعب الهوائية.
وإطلاق مبادرة Angels العالمية التى تم تأسيسها من قبل «بوهرنجر إنجلهايم» تحت رعاية المنظمة الأوروبية للسكتة الدماغية بهدف المساعدة فى خفض معدل الوفيات والإعاقات الناتجة عن السكتة الدماغية عن طريق تدريب الكوادر الطبية على كيفية التعامل مع مريض السكتة الدماغية، ونشر الوعى عبر وسائل الإعلام بأعراض السكتة الدماغية وتأثيراتها على حياة المرضى وأسرهم فى مصر، وتداعياتها على الصحة النفسية والبدنية وتأثيرها الشامل فى المجتمع.
ومنذ انطلاق المبادرة فى عام 2019 نجحت فى الارتقاء بالرعاية الطبية المقدمة لمرضى السكتة الدماغية فى المستشفيات المتخصصة بعلاج هذه الحالة الصحية. وبفضل هذه المبادرة بات يتواجد اليوم 80 مركزاً جاهزاً لاستقبال مرضى السكتة الدماغية وتقديم العلاج اللازم خلال الساعات الذهبية التى تعتبر الأكثر حسماً للحد من مضاعفاتها، وزيادة القدرة الاستيعابية لوحدات السكتة الدماغية فى المستشفيات على مستوى البلاد.
إضافة إلى تدشين منصة دعم مرضى التليف الرئوى، وهى منصة لمجموعة دعم مرضى التليف الرئوى ومخصصة لتثقيف هؤلاء المرضى وتزويدهم بدورات تعليمية مخصصة تشمل جوانب من طب الرئة، والروماتيزم، والطب النفسى، والتغذية، وإعادة التأهيل، كما يتم منحهم فرصة للتعبير عن معاناتهم، وهذه المنصة تتم بالشراكة مع الجمعية العلمية المصرية لأمراض الشعب الهوائية ومؤسسة مرسال.