نزلات البرد زائر ثقيل , يحط رحاله على البشر , لا يستثنى كبيراً أو صغيراً , وما لبث أن يغادرهم إلى آخرين , يتسلل فى الخفاء , يرانا ولانراه, يصدع الدماغ,ويسبب الأوجاع, و يدغدغ العضلات و يكسر العظام , فيحبس المرضى فى بيوتهم تاركين أعمالهم مجبرين .
انخفاض درجة حرارة الجو فى الخريف يعنى البقاء مزيدا من الوقت داخل الأماكن المغلقة كالمنازل , و تعرض أقل للهواء الطلق و أشعة الشمس, وقلة التهوية و استنشاق هواء أكثر تلوثا بالميكروبات.انخفاض الرطوبة فى الخريف يزيد من فرص بقاء فيروسات البرد عالقة فى الهواء, و يزيد من جفاف الأنف و تمزق الغشاء المخاطى لها, و زيادة معدلات العدوى بفيروسات البرد .
نزلات البرد مسئولة عن ثلث أيام غياب الموظفين فى العالم عن أعمالهم, و ثلثى أيام غياب الطلاب عن مدارسهم,و تتواجد طوال العام ,و لكنها تزداد فى فصل الخريف و حتى شهر ابريل , وهى أكثر الأمراض شيوعاً , و تصيب الجزء العلوى من الجهاز التنفسى بفيروس من فيروسات البرد التى يصل تعدادها إلى حوالى المائتين.ربما تحدث العدوى بنزلات البرد بدون أعراض فى حوالى 20 % من الحالات,وهؤلاء ينقلون العدوى للأخرين بسهولة,يستطيع الشخص المصاب نقل العدوى للآخرين قبل ظهور الأعراض بحوالى 24-48 ساعة, و تستمر القدرة على نشر الفيروس إلى اليوم الثالث أو الرابع بعد ظهور الأعراض .
معدلات نزلات البرد تكون أعلى فى الأطفال, و ربما تتكرر فيهم عدة مرات خاصة أطفال مدارس رياض الأطفال و مراكز الرعاية النهارية لأطفال الأمهات العاملات . النساء أكثر تأثرا بالبرد من الذكور , و تزداد التهابات الأنف والحلق أيضا فى أمهات الأطفال لبقائهن فترات أطول مع الأطفال.من مضاعفات فيروسات البرد حدوث التهابات بالجهاز التنفسى العلوى,و التهاب الاذن الوسطى,و التهاب الجيوب الأنفية, و تهيج حالات الربو الشعبى و التهاب الشعب الهوائية. تزداد مضاعفات البرد مع الرضع أقل من سنة واحدة، وكبار السن , و لوبى أمراض الدورة الدموية, و مدمنى الكحول و المدخنين و الذين يعملون فى الأجواء الباردة .
ويزيد الربو من فرص العدوى بالفيروسات الأنفية عشرة مرات، حيث قد تتفاعل الشعب الهوائيه بصورة حساسة مع فيروسات البرد فتضيق الشعب الهوائيه فيصاب المريض بالنهجان والكحه و تزييق الصدر.فى الأشخاص الذين لديهم استعداد للإصابة بالربو، تختلف الإستجابة المناعية لفيروسات نزلات البرد مما يجعل نزلات البرد أكثر شدة , و تمتد للجزء السفلى من الجهاز التنفسى,و تطول وتستغرق فترات زمنية أطول , وبمرور الوقت,و بتكرار العدوى الفيروسية الشديدة يحدث إلتهابات مزمنة تعيد تشكيل المجارى الهوائية .
ومن الأهمية فى الخريف غسل الأيدى بالماء و الصابون عدة مرات يوميا خاصة قبل لمس منافذ دخول فيروسات البرد وهى الأنف و الفم و العين, و البعد عمن ينتابه العطس أو السعال , و التدفئة الجيدة حال انخفاض درجة حرارة الجو, و الراحة فى الفراش وقت المرض , مع شرب الماء والسوائل بوفرة ضرورى لخفض درجة الحرارة المرتفعة.
ويفضل فى الخريف تناول فيتامين سى كمضاد للأكسدة, و كرافع للمناعة و أفضل مصادره الرخيصة الجوافة و الفلفل الملون و البرتقال و الليمون , فيتامين أ يرفع مناعة الأغشية المخاطية خاصة الغشاء المخاطى للجهاز التنفسى وأفضل مصادره الرخيصة الجزر و البقدونس ,أما فيتامين د الهام لكفاءة الجهاز المناعى ,فأفضل مصادره على الإطلاق هى أشعة الشمس والأسماك و صفار البيض و الفول السودانى . د . مجدى بدران