الدكتور شريف كمال يكتب.. دور الصيادلة في تعزيز النظم الصحية
يسلط العالم هذا العام الضوء على الدور الحاسم الذي يلعبه الصيادلة في دعم سلامة الدواء، وتحسين نتائج المرضى، وضمان الوصول إلى الرعاية في الوقت المناسب.
وبالنظر إلى التغييرات الأخيرة في السياسة الصحية العالمية التي تعمل علي الاستدامة المالية والتغطية الشاملة، يحتاج صناع السياسات، أكثر من أي وقت مضى، إلى الاعتراف بالدور الحاسم الذي يلعبه الصيادلة من أجل نظام صحي أقوى.
ويقوم النظام الصحي القوي علي 6 ركائز أساسية طبقا لمنظمة الصحة العالمية:
- تقديم وتوصيل الخدمة
- فريق العمل الصحي
- المعلومات
- المنتجات الصحية
- التمويل
- القيادة والحوكمة
تقديم وتوصيل الخدمة
نظرًا لكون الصيادلة خبراء في الأدوية، فهم يتحملون مسؤولية تقديم أدوية وخدمات فعالة وآمنة وعالية الجودة لتحقيق النتائج الصحية المثلى. وبالتالي، فإن الكفاءة في مجال تخصصهم والمعرفة الحديثة هي جوهر الصيادلة في توفير وتقديم المعلومات والنصائح لمرضاهم.
فريق العمل الصحي
يستجيب الصيادلة ذوي الأداء الجيد لاحتياجات المريض وتفضيلاته، وفي الواقع، فإن إشراك المرضى في عملية صنع القرار في مجال الرعاية الصحية قد أظهر قدرًا أكبر من الرضا وقلل من الشكاوى بشأن الخدمات المقدمة.، ونظرًا للتحول النموذجي من خدمة صيدلية موجهة نحو المنتج إلى خدمة صيدلية تركز على المريض، فإن وضع مصالح المرضى ومعاملتهم أفضل معالمة أمر لا بد منه.
المعلومات
كأحد المتخصصين في الرعاية الصحية الذين يسهل الوصول إليهم، يشارك الصيادلة في برامج الفحص والمراقبة الصحية، والتحقق من حالة التطعيمات والكشف عن المخاطر المحتملة على الصحة العامة من خلال المعلومات الصحية الموثوقة وفي الوقت المناسب، يدعم الصيادلة تطوير نظام الصحة العامة ويقللون بشكل جماعي التعرض لتهديدات الصحة العامة.
التمويل
في محاولة لحماية الفئات السكانية الضعيفة من الصعوبات المالية، يضمن الصيادلة توفير رعاية صحية فعالة من حيث التكلفة من خلال الاستخدام الرشيد للمنتجات الطبية والتقنيات الحديثة.، وأظهرت غالبية الدراسات المنشورة قدرة الصيادلة على زيادة مدخرات الرعاية الصحية بشكل كبير في مختلف البيئات، وأرجعت هذه النتيجة إلى خبرة الصيادلة في الحد من المشكلات المتعلقة بالأدوية والوقاية منها وفي توفير بدائل أقل سعرا أو اقتراح الأدوية التي يغطيها التأمين الصحي.
المنتجات الصحية
مع وجود مجموعة واسعة ومتزايدة من المنتجات الطبية الجديدة والمماثلة واللقاحات والتقنيات، يستمر تعقيد ممارسة الصيدلة في الاتساع.، ولا تقتصر أدوار الصيادلة على المنتجات الطبية فحسب، بل تشمل أيضًا اللقاحات والأجهزة الطبية، خاصة تلك التي تتطلب معرفة خاصة فيما يتعلق بالاستخدامات والمخاطر. وبالتالي، يتحمل الصيادلة مسؤولية ضمان فعالية وسلامة وأمن المنتجات والأجهزة واللقاحات الطبية لحماية صحة المريض.
القيادة والحوكمة
يشارك الصيادلة في تطوير سياسة الصحة العامة؛ ومن خلال الربط بين انتشار الأمراض واستخدام الأدوية، حيث يتيح الصيادلة تطوير سياسات صحية فعالة، كما يسمحون بوضع الوقاية من الأمراض ضمن سياق أوسع، بالإضافة إلى ذلك يساهم الصيادلة في حالات الطوارئ من حيث تصميم خطط وبروتوكولات الاستجابة، كما يساهمون في تعبئة الموارد من خلال تحسين استخدام الأدوية وتوزيعها.
ولكي نستطيع تطبيق تلك الركائز الستة، يجب تطوير ممارسة الصيدلة من واجبها التقليدي المتمثل في توزيع الأدوية إلى نموذج أكثر توجهاً نحو المريض والنتائج، مما يعني أن الصيادلة الآن يقدمون لمرضاهم أكثر من مجرد أدويه.
حيث توسع دور الصيادلة بشكل كبير في السنوات الأخيرة، من تقديم مجموعة واسعة من خدمات الرعايه الصيدلانية وأمتدت الي المشاركة في مبادرات عدة، وتعتبر هذة المبادرات حاسمة لضمان قدرة الأنظمة الصحية على الاستمرار في الوصول إلى الرعاية الصحية الأولية في الوقت المناسب.
وتشمل مسؤوليات الصيدلي تقديم المعلومات الدوائية، وإدارة الدواء، وإعداد الدواء وتوريده، وتقديم المشورة للمرضى، وتصميم خطط الرعاية الصيدلانية.
حيث يتيح تقديم خدمات الصيدلة الإضافية للصيادلة فرصة تقييم الصحة العامة للمريض وتحسين الرعاية الصيدلانية والنتائج، مثل انخفاض تكاليف الرعاية الصحية وتحسين النتائج السريرية والنفسية وجوده حياه المريض ورضاء المريض عن تجربته في استخدام الدواء، لذلك يجب الاعتماد علي تفعيل دور الصيدلي وإدارة الدواء.
دور الصيدلي في إدارة الدواء
يبدأ نظام اداره الدواء بإنشاء دليل أدوية استنادًا إلى الإختيار االمثل للأدوية وإرشاداتها وبروتوكولاتها متبوعة بترجمة هذه الإرشادات والبروتوكولات القائمة على الأدلة إلى الممارسة العملية من خلال بناء قدرة فريق الرعاية الصحية لدينا.
ويعد برنامج الاستخدام الرشيد نقطة انطلاق لتغيير سلوك الوصفات الطبية ليعتمد على أفضل الممارسات ويتبعه التحقق من ملائمة الدواء عبر الصيادلة الذين سيقومون بمراجعة كل طلب من الأطباء للتأكد من الامتثال للبروتوكول الموحد ومن ثم التحقق من درجة ملاءمة الدواء، حيث يلعب الصيدلي دور كبير في اليقظة الدوائية واقتصاديات الدواء.
ونسلط هنا الضوء على النطاق الكامل الذي يمارسه الصيادلة، والدور الهام الذي يلعبه الصيادلة كأمناء على سلامة الدواء، كي يواصل الصيادلة في المجالات المتخصصة لعب دور حيوي في تعزيز النظم الصحية، وضمان الاستخدام الآمن والفعال للأدوية، وتعزيز الرعاية الوقائية، والتعاون مع فريق الرعاية الصحية الأوسع لدعم الرعاية الحقيقية التي تركز على المريض والرعاية الموجهة للمريض.
ختامًا، فإن دمج الصيادلة في النظم الصحية سيمكننا من تحسين المخرجات العلاجية، وتحسين الحماية الاجتماعية، وضمان الصحة للجميع، مما يحتم وضع برامج بناء قدرات للصيادلة في النظام الصحي لتعزيز هذه الممارسة، ورغم ذلك، من المهم أيضًا أن يقوم الصيادلة بإعادة التقييم وإعادة وضع أنفسهم باستمرار في الرعاية الصحية الأولية لتحسين إمكانية حصول المرضى على الرعاية الصحية وتحسين كفاءة تقديم الرعاية الصحية، مما يحافظ على الكفاءة المهنية للصيادلة في جميع الأوقات لضمان المسائلة والقدرة.
الدكتور شريف كمال
مستشار رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية للشؤون الصيدلية وإدارة الدواء