كيف تعرف الدكتور على هذا الجهاز؟
يقول الدكتور فادي دياب “إستشاري الجهاز الهضمي والكبد”، بسبب كونه متخصص في التنظير العلاجي للجهاز الهضمي يقوم بمتابعة إذا كان هناك تقنية حديثة في العالم للتنظير العلاجي وخصوصاً في السُمنة، ولذلك تعرف على تقنية تسمى “endomina” إستحدثتها جامعة بروكسل في بلجيكا في 2013 لتصغير حجم المعدة عن طريق المنظار عن طريق الفم بدون جراحة، فقام الدكتور بزيارتهم في 2016، وقام بالتدريب على معدة حيوانات ثم قام بتطبيقه على البشر وبعد ذلك قام بإجرائها في الأردن لأول مرة في الشرق الأوسط بتقنية “endomina” لتصغير حجم المعدة عن طريق المنظار عن طريق الفم بدون جراحة.
ما الذي يميز تقنية “endomina” عن العمليات الأخرى ؟
تقليدياً العمليات الجراحية التي تُجرى تقوم بإستخدام المناظير الجراحية وشق البطن وتكون عبارة عن ثقوب يتم إدخال المناظير ونفخ البطن والعمل على المعدة من الخارج وهناك قص للمعدة يسمى “بقص وتدبيس المعدة“، ثم يتم قص جزء كبير من المعدة ومن ثم يقوم الأطباء بتدبيس جدار المعدة الباقي أو تحويل مسار المعدة وهذه من العمليات التقليديات المشهورات في العالم، وعادةً يقوم الأطباء بإجراها لأصحاب السُمنة المفرطة بمعنى أن مؤشر كتلة الجسد فوق ال40 (BMI).
أما هذه التقنية فالحديث بها أنها بدون أي جراحة ولا يوجد شق بالبطن ولا ثقوب فيها، فكلها عن طريق الفتحة الطبيعية وهي الفم وتتم بمنظار المعدة البسيط الطبيعي الذي يُستخدم في تشخيص أمراض المعدة، ثم يقوم بتركيب الجهاز على هذا المنظار ومن خلال الفم يدخل الى المعدة وبعد ذلم يتم تخيط جدار المعدة عن طريق ضم المعدة بعضها على بعض وبالتالي يصغر حجمها، فهذه التقنية مناسبة لأصحاب السُمنة المتوسطة بمعنى زيادة بين 20-30 كيلو.
والتنظير عادةً يتم في غرفة التنظير ليس غرفة العمليات وهذا يُعتبر تغيُر عن النمط السابق، ولكن المريض يكون تحت بنج حتى يكون مرتاح تماماً بحيث لا يتحرك أثناء العملية، ومدة العملية حوالي من ساعة الى ساعة وربع يتم من خلالها الإجراء كاملاً وبعدها يُنقَل المريض الى غرفة إنعاش التنظير لمدة ساعتين وبعد ذلك بإمكانه الذهاب الى منزله فوراً، وفي أول ليلة يستخدم المريض سوائل وبعد إسبوع من السوائل يبدأ بأكل الطعام الصحي (الحمية).
وأضاف الدكتور، أنه من المتوقع أن المريض من الممكن أن يشعر بألام في أول ثلاث أيام في رأس المعدة بسبب الخياطة التي تمت وأيضاً مرات غثيان، فليس هناك مخاطر مثل العمليات الأخرى مثل التسريب أو حدوث إلتهاب في أحشاء البطن.
وخطوات تقنية ال“endomina” هي أن يكون المريض تحت تأثيرالتخدير ويقوم الطبيب بإدخال منظار المعدة العادي الى المعدة عن طريق الفم لفحصها للتأكد من عدم وجود أي قُرح أو مشاكل أخرى، ثم يقوم بإدخال أنابيب معينة وأسلاك معدنية حتى تحمل الجهاز (endomina) ثم يتبعه جهاز المنظار ويتم تركيب جهاز ال“endomina” على جهاز التنظير ثم سحب جزء من نسيج المعدة داخل الجهاز ووضع الغرزة الأولى ويكون خيط لا يذوب يسمى “بالخيط الدائم أو القطبة الدائمة” وبعد ذلك يبعد الجهاز الى منطقة أخرى ويأخذ غرزة ثانية وبعد ذلك تُسحب الغرزتين على بعض بحيث يكون مثل ذم للمعدة وبالتالي يصغر حجم المعدة بشكل جيد وهذا الإجراء عبارة عن غرزة واحدة أو قطبة واحدة وعادةً يتم عمل 5-6 قطب في هذا الإجراء لذلك يصغر حجم المعدة بشكل كبير وبالتالي يساعد على إمتلاء المعدة مباشرة بعد طعام بسيط والإحساس بالشبع السريع.
كما قام د. “فادي دياب”، بإجراء عدة حالات في عمان-الأردن تحت إشراف الفريق الطبي الذي زار عمان مؤخراً وتكللت الحالات بالنجاح دون أية مضاعفات، ومدة الإجراء كانت حوالي الساعة وغادر المرضى المستشفى في نفس اليوم دون الحاجة للمبيت في المستشفى، وبدأو بشرب السوائل مباشرة.
هل هناك أية أثار جانبية حدثت للذين خضعوا الى جهاز “endomina” ؟
من الأخبار الجيدة التي شجعت على هذا الجهاز أن جميع الحلات التي قامت بها تابعوها متابعة جيدة في جامعة بروكسل (وهذا هو المركز الرئيسي الذي عمل عليه)، وأكثر شيء حدث هو الألم في أول ثلاث أيام وغثيان ولكن لم يحدث أية أعراض جانبية أخرى، أو مضاعفات، أو تسريب.
والتسريب يحدث في جراحة قص المعدة فإذا فُتحت يقوموا بإعادة إغلاقها مرة أخرى، فموضوع التسريب يحدث إذا فُتحت غرزة محل ما كان مفتوح بالأصل، أما في جهاز ال“endomina” لا يكون هناك فتح بالأصل لذلك فالمعدة تكون في جدارها الطبيعي ومحافظة على العضلات الخارجية المحيطة بها وبالتالي لا يوجد مجال لحدوث تسريب.
متى يرى المريض نتائج نقص الوزن بعد إجراء العملية ؟
ان الحالات التي أجراها الدكتور من مدة عشرة أيام واحدة نقص وزنها 4 كيلو وأخرى نقص 5 كيلو فهذه مؤشرات جيدة للمرضى، فمن المتوقع أن ينقص الوزن تدريجياً خلال ستة أشهر وبعد ذلك يكون مستديم حوالي سنتين، ولكن من المتوقع أن تكون دائمة أكثر من عملية البالون فبعد ستة أشهر من نقصان الوزن يعود مرة أخرى يزيد الوزن، بينما أن هذا الجهاز تقطيب فمن المتوقع أن يكون دائم ويخدم المريض سنوات، ومن مميزات هذه العملية أنها لا تمنع إجراء عمليات أخرى في المستقبل.
لماذا يتجه المرضى الى جهاز “endomina” ؟
ينصح الدكتور، أن يقرأ المريض أولاً قبل إجراء اية عملية، ففي الخارج الوضع محكوم بالقوانين الطبية العالمية مثلاً لا يجب على الطبيب إجراء عملية الى مريض يكون مؤشر كتلة جسده أقل من 40 ولا يكون لديه مرض السكري أو أقل من 35 للذين لديهم سكري، ولكن للأسف في الدول العربية من الممكن لأي مريض إجراء اية عملية يريدها لعدم وجود قوانين تحكم ذلك، لذلك يوضح الدكتور أن الجراحة لها شروط وال“endomina” والبالون لهم شروط أخرى.
فشروط الجراحة أن من اللازم أن يكون المرض لديه سُمنة مفرطة بمعنى أن يكون مؤشر كتلة الجسم (BMI) أكثر من 40 ويُحسب عن طريق قسم وزن الإنسان بالكيلو على طوله بالمتر، فإذا كان تحت ال40 لا يجب أن يقوم بإجراء جراحة أو يذهب لجراح إلا إذا كان لديه سكري فيكون المؤشر 35.
أما شروط ال “endomina” والبالون أنهم للسُمنة المتوسطة بمعنى أن يكون بين 30-20 BMI، وهذا أيضاً بعد إستشارة الطبيب، فأصحاب السُمنة المتوسطة لا يجب أن يقوموا بإجراء الجراحة والخوض في مخاطرها ولكن أصحاب السُمنة المفرطة يستحق ذلك لأن هذه السُمنة تكون مأثرة على نمط حياته، وأنهى حديثه مؤكداً أن ال“endomina” أفضل من البالون لأنها دائمة أكثر.