أحمد طه: طرح مستحضرات تُلبِّى احتياجات المريض المصرى على رأس أولوياتنا.. و30% نمواً مستهدفة فى مبيعاتنا 2024
الدكتور أحمد طه الرئيس التنفيذى لشركة «إنسبير فارما»:
نخطط لطرح أحد أدوية السكرى الحديثة للإسهام فى حل مشكلة توفير الدواء المستورد وتقليل الضغط على العملة الأجنبية
نعتزم التوسُّع فى التصدير الفترة المقبلة.. و200 ألف دولار أول تعاقداتنا التصديرية
14 مستحضراً مبتكراً نمتلكها فى السوق خلال الفترة الحالية
850 مليون جنيه حجم مبيعات «إنسبير فارما» فى 2023
قال الدكتور أحمد طه، الرئيس التنفيذى لشركة «إنسبير فارما»، إن «إنسبير» تستهدف تحقيق مُعدَّلات نمو جيدة فى حجم مبيعاتها خلال العام الجارى 2024، بنسبة 30%، رغم التحديات التى تواجه السوق الفترة الحالية، خاصة المتعلِّقة بتدبير العملة الأجنبية لاستيراد المواد الخام الدوائية، متوقعاً تحقيق مبيعات بقيمة مليار ومائة مليون جنيه مقابل 850 مليون جنيه فى العام الماضى 2023.
وأوضح الدكتور أحمد طه أن التحديات الحالية تتطلَّب مرونة أكثر من هيئة الدواء المصرية فى ملف تسعير الأدوية، مع زيادة نسبة إعادة التسعير، وخاصة لأدوية الأمراض المزمنة؛ حتى يتسنَّى للشركات الاستمرار فى الإنتاج، مطالباً الهيئة بتقديم مزيد من الدعم لشركات الأدوية فى ملف التصدير، عبر توقيع اتفاقيات مع الهيئات المماثلة فى العديد من بلدان العالم، مما يتيح تصدير الأدوية إليها بشكل أسرع وأيسر.
تواجه سوق الدواء المصرية العديد من التحديات.. كيف ترون تأثيرها على مُعدَّلات نمو السوق وربحيتها؟ وكيف يمكن التعامل معها؟
يُعدُّ العام الماضى (2023) من الأعوام الصعبة والفارقة فى تاريخ الاقتصاد المصرى والصناعة الوطنية؛ لِما شهده من تحدٍّ غير مسبوق، من جراء الأزمات الجيوسياسية التى تحيط بالوطن من جميع الاتجاهات، كما أن تحرير سعر صرف الجنيه المصرى بشكل غير مسبوق فى تاريخه والنقص الحاد فى العملة الأجنبية جعلا الاقتصاد والصناعه الوطنية يقعان تحت ضغوط كبيرة وتحدٍّ قوى؛ حيث باتت الشركات مطالبة بالحفاظ على مستوى الإنتاج وجودته وعلى العمالة، رغم الانتظار فى طابور تدبير العملة عن طريق البنوك، وهو ما أضرَّ بصناعة الدواء الوطنية، وأثَّر عليها بشكل غير مسبوق؛ لأن الدواء هو السلعة الوحيدة المُسعَّرة جبرياً فى مصر، لذلك تأثرت الشركات، وضحَّت صناعة الدواء بربحيتها من أجل الحفاظ على الكيانات.
هل ترون الإجراءات التى تتخذها هيئة الدواء فيما يتعلق بتحريك أسعار الدواء كافية لتدعيم قدرات الشركات؟
يجب أن تتبنَّى هيئة الدواء سياسة مَرِنة فى تسعير الدواء وتترك حرية أكثر للشركات فى إعادة التسعير، وزيادة نسبة إعادة التسعير، خاصة فى أدوية الأمراض المزمنة؛ حتى يتسنَّى للشركات أن تستمر فى الإنتاج، وإن كنت أرى أن تقوم هيئة الدواء بترك الدواء لآلية التسعير الحر والمنافسة، أسوة بما فعلته الدولة فى جميع المجالات؛ حفاظاً على صناعة الدواء، ودعماً لاستمراريتها فى توفير الدواء الآمن والفعَّال للمريض المصرى.
أعلنتم خلال 2023 عن بدء شركة «إنسبير فارما» فى إجراءات إنشاء مصنع جديد.. ما الخطوات التى تم اتخاذها فى هذا الشأن؟ وما الموعد المحدَّد لتدشينه؟
للأسف الشديد المشروع سيتأخَّر تنفيذه بعض الشىء؛ تأثراً بالظروف الاقتصادية غير العادية التى تمر بها المنطقة والاقتصاد المصرى، وانعكاس ذلك على قطاع الدواء، ومن ثمَّ «إنسبير فارما»؛ لأنه من غير المنطقى أن تقوم بعمل دراسة جدوى فى هذا التوقيت أو تنفيذ شىء حتى تتضح الرؤية فيما يتعلق بملف أسعار صرف الدولار وتدبير العملات الأجنبية، خاصة أن أكثر من ثلثى تكلفة إنشاء المصنع بالعملة الصعبة.
هل التكلفة الاستثمارية التى كانت محدَّدة ارتفعت من جراء تقلُّبات سوق الصرف؟ وما وسائل التمويل التى ستعتمدون عليها فى إنشاء المصنع؟
نعم، التكلفة تضاعفت، والأصعب من ذلك أنك لا يمكن أن تعتمد على دراسة جدوى أُعدَّت سلفاً، أو أن تُعدَّ دراسة حالياً، أما عن وسائل التمويل فإن التمويل البنكى هو الحل لأى مشروع؛ لأن أى مستثمر لا يمكن أن يعتمد على التمويل الذاتى فى المشروعات الكبيرة.
ما حجم مبيعات «إنسبير فارما» فى 2023؟ وما مُعدَّلات النمو المستهدفة خلال عام 2024؟
حققنا مُعدَّلات نمو جيدة خلال العام الماضى؛ حيث سجلت مبيعاتنا حوالى 850 مليون جنيه، ونعتزم – بمشيئة الله – استمرار النمو فى 2024 وتحقيق مليار ومائة مليون جنيه، بمُعدَّلات نمو مستهدفة تصل إلى حوالى 30%، مما يدعم حصتنا فى السوق المصرية بشكل قوى، وقد وصلت حصتنا إلى مُعدَّلات جيدة بالرغم من كل التحديات؛ حيث لم يقتصر نمو مبيعات «إنسبير فارما» على القيمة فقط، وإنما نَمت الوحدات بشكل جيد، بالرغم من كل المصاعب، وهذا على غير الوضع فى السوق المصرية التى حقَّقت تراجعاً فى 2023 من حيث عدد الوحدات، ونسعى خلال العام الجارى 2024 إلى أن نحتل مركزاً متقدماً عن المركز 47 بين أعلى شركات الأدوية الأعلى مبيعاً فى مصر؛ حيث احتلت شركة «إنسبير فارما» هذا الترتيب بالرغم من كونها إحدى أكبر شركات الدواء التى تُصنِّع لدى الغير.
ما عدد المستحضرات التى تمتلكها شركتكم فى سوق الدواء المصرية الفترة الحالية؟ وما أبرز المستحضرات التى تعتزمون طرحها؟
يبلغ عدد مستحضرات الشركة المتداولة فى السوق نحو أربعة عشر مستحضراً، أغلبها يشمل أكثر من شكل صيدلى، مما يتيح للمريض المصرى إمكانية أن يختار الشكل الصيدلى الذى يناسبه، ويتيح للطبيب أشكالاً صيدلانية مختلفة يستطيع أن يعتمد عليها مع مرضاه.
وتعتزم الشركة بداية 2024 تسويق عدد من المُكمِّلات الغذائية المسجَّلة فى هيئة سلامة الغذاء، إضافة إلى طرح أحد أدوية السكر الحديثة، الذى سوف يساهم فى حل مشكلة توفير الدواء المستورد، وتقليل الضغط على الاقتصاد المصرى لتدبير العملة لاستيراد الدواء، ووضع الدواء المصرى ذى الجودة والكفاءة العالية التى يشهد بها الجميع لأدوية شركتنا فى متناول المريض المصرى.
ما نسبة التصدير من إجمالى مبيعات الشركة؟ وما المستهدف لها خلال السنوات المقبلة؟
«إنسبير فارما» لم تتوجَّه نحو التصدير خلال الفترة الماضية بسبب الطلب الكبير على مستحضراتنا محلياً؛ حيث تُلبِّى احتياجات مئات الآلاف من المرضى نظراً للقيمة المضافة التى توفرها مستحضراتنا، لكن فى الفترة المقبلة ستشهد الشركة توسُّعاً فى هذا الإطار؛ فمن المنتظر أن نوقِّع عقدين للتصدير خلال الفترة الحالية بحوالى 200 ألف دولار، وهو ما سوف يمثل نقلة نوعية للشركة فى المستقبل القريب فى مجال التصدير، ونحن منفتحون على كل الأسواق التى يمكننا التصدير إليها، وأعتقد أن فى صدر أولوياتنا السوقين العربية والإفريقية.
ما الإجراءات التى يمكن أن تتخذها هيئة الدواء المصرية لدعم الشركات فى عملية التصدير الفترة المقبلة؟
هيئة الدواء المصرية مطالبة خلال الفترة الحالية والمقبلة بأن تكثف جهودها الداعمة للشركات المصرية فى ملف التصدير؛ للمساعدة فى اعتماد المصانع المصرية، وعقد اتفاقيات تعاون من خلال الملحقين الاقتصادى والتجارى فى السفارات داخل مصر والسفارات المصرية بالخارج.
ولعلَّ ما قامت به هيئة الدواء المصرية فى هذا الملف، خاصة فى القارة السمراء بعد توقيعها العديد من الاتفاقيات التى تُيسِّر نفاذ المنتجات الدوائية المصرية إليها، يمثل نواة يمكن البناء عليها للتوسُّع نحو القارة السمراء وغيرها من دول العالم.
العدد الثالث من مجلة سوق الدواء 2024