مدير «HR» بارك فيل للأدوية: العنصر البشري رأسمالنا الحقيقي وجائزة «ستيفي» تتويجا للتطور والإبتكار «حوار»
العنصر البشري هو الثروة الحقيقية والعامل الرئيسي في نجاح المؤسسات، الأمر الذي يدفع الشركات الكبرى الي التعامل مع هذا الملف وفقا لرؤية مختلفة، وفكر مبتكر ومتطور، والحرص على تطبيق أفضل المعايير العالمية الخاصة بالموارد البشرية.
«بارك فيل» واحدة من أبرز الشركات العاملة في قطاع الدواء المصري، التي أمنت بأهمية هذا القطاع وضرورة توفير أفضل بيئة عمل لموظفيها وهو ما ساهم في حصولها على العديد من الجوائز الإقليمية الهامة في هذا المجال، أبرزها جائزة «the best place for work»، وجائزة ستيفي وغيرها من الجوائز.
لبنى المليجي مديرة قطاع الموارد البشرية بشركة بارك فيل، كشفت لـ «سوق الدواء» في حوار خاص، أهم ملامح استراتيجية «بارك فيل» للتعامل مع الموارد البشرية، وكيف تخطت بارك فيل بموظفيها أزمة كورونا، وأسباب تتويجها بالعديد من الجوائز في مجال الموارد البشرية،.. والى نص الحوار..
بداية وقبل الحديث عن الجوائز التي حصلت عليها الشركة كأفضل بيئة عمل، نود الحديث عن إدارة الموارد البشرية بالشركة ومتى توليتي المسئولية؟
توليت المسئولية في فبراير 2015 حيث كان للشركة رؤية مختلفة عن إدارة الموارد البشرية باعتبارها واحدة من أهم الإدارات التي يمكن أن تساهم في النهوض بالشركة من خلال توفير بيئة عمل أفضل ومناسبة لتحقيق معدلات نمو أعلى. وبالفعل حققنا نموا كبيرا خلال عام 2016 وكان الاهتمام بالعاملين سببا رئيسيا في تحقيق هذا النمو.
وكيف كانت البداية بعدما توليتم المسئولية؟
بدأنا بوضع استراتيجية خمسية تهدف لأن تكون الإدارة هي المحرك الرئيسي للشركة وتحقق أرباح بشكل غير مباشر حيث تعمل على توفير البيئة المناسبة للموظفين ما يدعمهم في تحقيق الأرباح المباشرة للشركة.
وذلك من خلال تدريب العاملين وتطوير مهاراتهم ومراقبة حياتهم بشكل كامل حيث نعمل أيضا على حل مشكلاتهم التي يتعرضون لها خارج العمل حتى يكون جاهزا تماما لتحقيق أفضل النتائج.
كما تعاقدنا مع مؤسسات تدريب ووضعنا خطط سنوية تهدف لخلق كفاءات أعلى وكوادر مؤهلة ومتطورة.
وما هي أهم مبادئ هذه الاستراتيجية؟
نحن حريصون تماما على التعامل مع كافة العاملين بالشركة بمنتهى الشفافية ولذلك أجرينا استطلاعا للرأي وخرجنا بـ 6 مبادئ أساسية تتمثل في، العمل بروح العائلة، والاحترام، والنزاهة، والاهتمام بالعميل، والتعليم المستمر، والإحساس بالملكية.
كم تبلغ عدد ساعات التدريب التي يحصل عليها العاملين في الشركة؟
يحصل كل موظف بالشركة على 8 أيام تدريب كحد أدنى سنويا وقد يصل هذا الرقم إلى 15 يوما، وذلك لرفع مهاراتهم وتطويرها، بجانب الإهتمام التام بكافة تفاصيل حياة كل موظف لدينا، فكما ذكرت إذا كانت حياته الخاصة تسير بشكل جيد فحتما سينعكس ذلك على مستوى الأداء داخل الشركة.
كم يبلغ عدد العاملين بالشركة وهل هناك فرصة لزيادة هذا العدد؟
نعمل على زيادة العاملين لتوفير فرص عمل بشكل دائم، ولدينا الأن 285 موظف ونستهدف الوصول إلى 310 موظف قبل نهاية العام الحالي، بجانب أن مصنع الشركة من المقرر أن يبدأ في الإنتاج خلال الربع الأول من العام المقبل 2022، وهو ما سيستدعي زيادة هذا العدد بشكل كبير. وأود هنا التأكيد أن «بارك فيل» تتميز أن متوسط أعمار العاملين يبلغ 31 عاما وهو سن صغيرمقارنة بباقي الشركات، تجعل العاملين أكثر قدرة على الإبداع والمرونة بجانب الخبرات الكبيرة التي تتواجد أيضا داخل الشركة.
وماذا عن هيكل الأجور، والزيادات السنوية؟
نسعى دائما لأن يكون موظفينا راضين تماما عن دخولهم بل ونعمل على زيادة دخولهم باستمرار، أما عن الزيادات السنوية فكما ذكرت أننا نتعامل بمنتهى الشفافية وليدنا قواعد ثابته تم اعتمادها يستطيع من خلالها الموظف حساب زيادته السنوية المقبلة قبل إقرارها، وفقا لهذه القواعد.
وماذا عن الجزاءات، والخصومات؟
إدارة الموارد البشرية في «بارك فيل» يمكن أن نسميها «محامي العاملين بالشركة» حيث تسعى دائما لتخفيض الجزاءات الموقعة من الإدارة، وهو أمر قلما يحدث حيث تؤمن الإدارة بقدرات كافة العاملين وتحرص دائما على استخدام سياسة الترغيب بدلا من الترهيب التي يتم استخدامها في أضيق الحدود.
وماذا عن كورونا.. العديد من الشركات قامت بتسريح بعض العاملين أو خفضت رواتبهم، كيف تعاملت بارك فيل مع هذه الأزمة؟
اعتبرنا أزمة كورونا بمثابة اختبار حقيقي لنا، هل سنلتزم بمبادئنا التي وضعناها من قبل الأزمة والتي يأتي على رأسها الموظفين، أم سنتخلى عن تلك المبادئ؟، لذلك وضعنا في مقدمة اهتماماتنا عنصرين أساسيين تم التفكير فيهم مع بداية الأزمة، وهما الحفاظ على الموظفين وتأمين مستقبلهم، وكذلك الحفاظ على الشركة.
ولم يتم الاستغناء عن أي موظف بل بالعكس زاد عدد الموظفين من 220 وقت بداية كورونا إلى 285 موظف الأن، وكنا من أوائل الشركات التي بدأت العمل من المنزل حفاظا على حياة موظفين والتزاما بالإجراءات الاحترازية قبل أن تفرضها الحكومة المصرية، كما أن الزيادة السنوية في الرواتب تمت كعادتها بدون أي تخفيض.
انتقال الموظفين من شركات إلى أخرى فيما يسمي بعملية «خطف الكوادر» كيف ترون هذا الأمر؟، خاصة وأن هناك أموالا تنفق عليهم لرفع مهاراتهم؟
نحن في سوق مفتوح، ونؤمن أن من حق كل موظف البحث عن المكان الأفضل له ولذلك نسعى دائما أن نكون نحن الأفضل من خلال توفير بيئة عمل مثالية بجانب تقديم رواتب مناسبة للعاملين. وهنا أود التأكيد على أننا استعدنا بعض الكوادر بعدما تركوا العمل في قطاع الدواء، وحققوا نجاحات مبهرة.
وماذا عن الجوائز التي حصلتم عليها؟
هذه الجوائز نتيجة لما نتحدث عنه وليست هدفا في حد ذاتها، ولم نسعى إليها على الإطلاق، فجائزة أفضل مكان للعمل «the best place for work»، والتي تعتمد على استطلاع رأي العاملين بالشركة ومعدل رضاهم عن بيئة العمل معنا وكنا فخورين بالجائزة طبعا، لكن كنا فخورين أكثر بتعليقات العاملين لدينا عن بيئة «بارك فيل».
أما جائزة «ستيفي» فيتم التقديم لها، لكنها بدون رسوم أو اشتراك حتى لا يفهم أنها جائزة مدفوعة. وهناك قواعد صارمة لاختيار الفائزين بالجائزة.
وماذا عن التعاون مع الجامعات وتدريب الطلاب؟
أول خطوة تم اتخاذها بعد إنشاء إدارة الموارد البشرية عام 2015 هو بدء تدريب طلاب كليات الصيدلة وأول دورة تدريبية ضمت 80 طالبا وساعدتنا «كورونا» فى زيادة العدد بعدما تحول التدريب لنظام الـ “أون لاين” حيث تم تدريب 180 طالب العام الماضي ونستهدف تدريب 250 طالبا خلال العام الجااري من مختلف جامعات مصر.
وهل هناك فرصة لتعيين عدد من هؤلاء الطلاب لدى الشركة؟
أحد الأهداف الرئيسية التي نفكر فيها دائما هو توفير فرص عمل للشباب وكذلك نسعى لتعيين المتدربين لدينا وبالفعل هناك موظفين لدينا كانوا متدربين معنا عام 2015 وكانوا وقتها في عامهم الأول بكلية الصيدلة ولفتوا انتباهنا من وقت التدريب، وبالفعل انضموا الينا بعد تخرجهم.
في النهاية كيف تقيمين العمل من المنزل؟
هو أسلوب مختلف قد يكون مناسب في بعض الأحيان ويجب أن نستفيد من فترة كورونا، فيمكن أن تتم بعض الاجتماعات “أون لاين” بدلا من حضور الجميع خاصة وأن منهم من يأتي من الإسكندرية وغيرها من المحافظات، لكن في الوقت نفسه التواجد في مقر العمل أمر هام. ويجب الدمج بين الطريقتين.