وجد باحثون برازيليون في سمّ العنكبوت الذي يعيش في أمريكا الجنوبية، جزيئًا يعمل على علاج ضعف الانتصاب.
العنكبوت محل الدراسة، هو واحد من أكثر العناكب فتكًا في العالم، واسمه العنكبوت البرازيلي الجوال (Phoneutria, Spider- Banana) ويسبب للضحية ظاهرة تسمى Priapisme – الانتصاب المستمر والمؤلم – قبل أن يقتل ضحيته. وقد بحث علماء برازيليون من جامعة ميناس جيرياس الاتحادية في البرازيل هذه الوظيفة الغامضة، والتي تتسم باحتمال قوي لإيجاد حل للرجال الذين يعانون مشاكل الانتصاب.
وقد نجحوا أخيرًا في تطوير هلام (جل) من هذا السم، وأطلقوا على الجل اسم BZ371 والذي ساعد الفئران التي تعاني العجز الجنسي، في الحصول على انتصاب خلال أقل من نصف ساعة، من دون أن يؤدي إلى آثار سلبية ثانوية. وأوضح الباحثون في مجلة الطب الجنسي Sexual Medicine الصادرة في شهر مارس 2019 كيف نجحوا فعليًّا في استخلاص البيبتيد PnPP-19. ثم قاموا بعد ذلك بتصنيع جزيء بطريقة تخلصوا بواسطتها من سميّة الجزيء من دون تجريده من جميع خصائصه الطبية المناسبة.
أثناء التجارب اكتشف العلماء أنّ هذا العلاج الذي يتم تطبيقه موضعيًّا (مباشرة على الجلد)، يزيد من تدفق الدم نحو العضو التناسلي بنسبة 113 في المئة.
وكتب العلماء في الدراسة : “من دون تحفيز للإثارة الجنسية، لوحظ حدوث تورم في القضيب بعد 20 دقيقة من تطبيقه ولمدة 60 دقيقة، من دون أن يحدث أيّ انزعاج”. وتشير هذه النتيجة إلى أنّ (الجل – الهلام) قادر على إحداث الانتصاب، بشكل مستقل عن أيّ تحفيز أو إثارة جنسية. إنه في الواقع يزيد من مستويات أكسيد النيتريك، الأمر الذي يؤدي إلى توسع الأوعية الدموية الصغيرة التي تضخ الدم إلى القضيب أثناء الإثارة.
يقدر مؤلفو الدراسة أنّ هذا العلاج هو أكثر فاعلية من الفياغرا. ووفقًا لهم فإنَّ ” هذا العلاج يشكل خيارًا آمنًا وفعالًا للمرضى الذين يعانون ضعف الانتصاب”. وقالت البروفسورة ماريا إلينا دو ليما التي قادت الدراسة، لصحيفة الصن Sun: “نحن نعتقد أنّ هذا العلاج يمكن أن يسدّ فجوة كبيرة في السوق، ويساعد ملايين الناس في جميع أنحاء العالم. ويمكن لهذا الاكتشاف على سبيل المثال، أن يساعد المرضى الذين لا يستطيعون تناول الفياغرا على وجه الخصوص، ومرضى السكري، أو الأشخاص الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم، وأيضًا النساء اللواتي لديهنّ انخفاض في الشهوة الجنسية “.