شركات الأدوية الكبرى تحذر من ارتفاع أسعار الأصناف الأكثر مبيعًا بسبب الرسوم الجمركية بين أمريكا وأوروبا
تحث شركات الأدوية إدارة ترامب ومسؤولي الاتحاد الأوروبي على استثناء المنتجات الطبية من حروب التعريفات الجمركية المتوسعة، على أمل تجنب ارتفاع أسعار الأدوية الأكثر مبيعًا المصنعة في أوروبا، كدواء ويجوفي من شركة نوفو نورديسك، وعلاج السرطان المناعي «كيترودا» من شركة ميرك.
وفي محادثات مع مسؤولين أمريكيين، جادل قطاع الأدوية بأن الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي ستزيد من تكاليف الأدوية وتخلق عوائق أمام وصول المرضى إليها، مما يُهدد الأولويات المحددة في الأوامر التنفيذية المتعلقة بالصحة التي أصدرها الرئيس دونالد ترامب بشأن تسعير الأدوية وزيادة متوسط العمر المتوقع للأمريكيين، وفقًا للتصريحات أكثر من 6 مصادر في قطاع الأدوية على دراية مباشرة بالمناقشات لوكالة رويترز.
ويشير البعض إلى استعدادهم لتوسيع التصنيع في الولايات المتحدة، مع الضغط من أجل إعفاءات ضريبية وتغييرات تنظيمية تُسهّل تحقيق ذلك.
وصرح مسؤول تنفيذي كبير في شركة أدوية أوروبية: “نُوجّه رسالة حازمة إلى إدارة ترامب والاتحاد الأوروبي مفادها أن المرضى سيدفعون ثمن الرسوم الجمركية.
وأضافت عدة مصادر أن مسؤولي الصناعة يُطالبون أيضًا المسؤولين في الاتحاد الأوروبي على تأجيل فرض رسوم جمركية انتقامية حتى لو أدرج ترامب الأدوية في نزاع تجاري.
وأشار البعض إلى استبعاد الأدوية المنقذة للحياة من العقوبات المفروضة على روسيا بعد غزوها لأوكرانيا.
وقال مسؤول تنفيذي كبير في شركة أدوية أوروبية كبيرة أخرى: “نحن، كدول غربية، لدينا سلاسل توريد مترابطة في هذا القطاع. وسيؤثر انقطاع هذه التدفقات سلبًا على وصول المرضى إلى الأدوية المنقذة للحياة، مؤكدا على إنه وضع خاسر للجميع.
ولطالما نجت المنتجات الصيدلانية من الحروب التجارية نظرًا للأضرار المحتملة، لكن تحرك ترامب لزيادة الرسوم الجمركية على السلع الواردة من الصين، بما في ذلك الأدوية الجاهزة والمكونات الخام، بالإضافة إلى جولة أولية من الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على سلع مثل الصلب والبوربون، أثار توقعات بانضمام الأدوية إلى القائمة.
وغالبية المستلزمات الطبية المستوردة من الصين منخفضة القيمة النقدية، لكن الولايات المتحدة تعتمد على الأدوية المنتجة جزئيًا في أوروبا والتي تحقق إيرادات بمئات المليارات من الدولارات.
على سبيل المثال، تُصنع شركة نوفو نورديسك جزئيًا بعض المكونات الدوائية الفعالة لحقن السمنة «ويجوفي» في الدنمارك، بينما يُصنع منتج «ميرك» الضخم «كيترودا» و«بوتوكس» لعلاج التجاعيد من شركة آبفي في أيرلندا.
وصرح لارس فرويرجارد الرئيس التنفيذي لشركة نوفو نورديسك، هذا الشهر أن شركته ستواجه آثارًا قصيرة المدى من الرسوم الجمركية، لكنها تتجه لإنتاج المزيد من أدويتها محليًا وبيعها في الولايات المتحدة.
وأعلنت الشركة العام الماضي عن استثمار بقيمة 4.1 مليار دولار لتوسيع الإنتاج في ولاية كارولينا الشمالية، بينما رفضت شركة ميرك التعليق على هذه القصة كما رفضت شركة آبفي التعليق على مكان تصنيع الأدوية الفردية، لكنها قالت إن لديها شبكة تصنيع قوية عالميًا.
وصرح سايمون بيكر، رئيس أبحاث الأدوية الحيوية العالمية في ريدبيرن أتلانتيك، بأن حكومة الولايات المتحدة، وهي مشترٍ رئيسي للأدوية لبرامجها الصحية الضخمة ميديكير وميديكيد، قد تواجه أسعارًا أعلى لتغطية تكلفة الرسوم الجمركية.
من جانبها قالت إميلي فيلد، رئيسة أبحاث أسهم شركات الأدوية الأوروبية في باركليز، لرويترز بأنها حتى وقت قريب جدًا كانت تعتقد أن الرسوم الجمركية على الأدوية الموصوفة لا تُشكل تهديدًا خطيرًا. وأضافت أنها الآن “تتلقى أسئلة متواصلة حول هذا الأمر من العملاء”.
