نشرت صحيفة “ذى صن البريطانية”، فى تقرير لها اليوم، أن هناك فيروسا جديدا يسمى “جدرى القردة” يثير مخاوف انتشاره لدى 50 شخصا بعد ظهور أول حالة لشخص نيجيرى فى بريطانيا بعد اقترابهم من المريض.
وقالت الصحيفة: إنه عادة ما ينتقل الفيروس القاتل فقط من خلال الاتصال الجسدى الوثيق، ويعتقد أن ضابطا بحريا نيجيريا سافر إلى المملكة المتحدة بعد الإصابة بالمرض مكث فى قاعدة للبحرية فى “كورنوال”، أثناء مشاركته فى تدريبات قبل التأكد من اصابته بالمرض يوم الجمعة.
الصحة العامة بإنجلترا اتصلت بالركاب على متن الطائرة الذين كانوا يجلسون بالقرب من الرجل للتحذير من إمكانية تعرضهم للعدوى.
وهى أول حالة يتم تسجيلها على الإطلاق فى مجال جدرى القرود فى بريطانيا، حيث قد تم نقل المصاب إلى المستشفى بعد أن شعر بالمرض فى القاعدة البحرية.
ويعتقد أن خطر الإصابة على الذين كانوا قريبين منه قليل، لأن انتقال المرض يتطلب اتصالا جسديا وثيقا، حيث يمكن أن ينتقل المرض إلى البشر من الحيوانات، وتشير الإحصائيات أنه يبلغ معدل وفيات القرود بين 1 و10% نتيجة الإصابة بهذا المرض، وعادة ما يكون نقل الفيروس ممكنا فقط من خلال الاتصال الجسدى الوثيق، وتشمل الأعراض الحمى، والصداع، وآلام فى العضلات، وألم الظهر وتورم الغدد الليمفاوية، والقشعريرة والإرهاق، كما يمكن أن يتطور إلى الطفح الجلدى المؤلم، والقروح المفتوحة، وعادة ما تبدأ على الوجه، وإذا انتشر الطفح الجلدى للعيون فإنه يمكن أن يسبب العمى.
وأشارت الصحيفة أن هذا المرض ظهر لأول مرة فى القردة فى ستينات القرن الماضى، وتم تشخيص الحالة البشرية الأولى فى عام 1970 فى جمهورية الكونغو الديمقراطية.
من جانبه قال الدكتور أمجد الخولى استشارى الوبائيات بمنظمة الصحة العالمية، إن هذا المرض موجود فى القردة، ويمكن أن ينتقل من خلال القردة للإنسان من جميع سوائل جسم القردة، ويبدأ بحمى شديدة، وآلام بالظهر والمفاصل، ثم يظهر على شكل قرح، ويحتاج إلى علاقة وثيقة بين البشر لكى يتم انتقاله من شخص لآخر، موضحا أنه حتى الآن لا يسبب أى مشكلة صحة عامة، لأن انتقاله محدود، والمريض الذى ظهرت عليه الأعراض كان يعيش فى نيجريا، ويتوقع أنه قد خالط سوائل قرد مصاب، وينتقل للإنسان، وهيئة الصحة العامة بإنجلترا تتابع المخالطين، ولم يثبت أى حالات إيجابية، ولابد من انتظار 5 أيام لظهور الأعراض لأن هذه الفترة هى فترة الحضانة.
وقالت منظمة الصحة العالمية، إن جدرى القردة مرض نادر يحدث أساسا فى المناطق النائية من وسط أفريقيا، وغربها بالقرب من الغابات الاستوائية الممطرة.
يمكن أن يتسبب فيروس جدرى القردة فى إصابة البشر بمرض قاتل، ورغم أنه مشابه لجدرى البشر الذى سبق استئصاله فإنه أخف وطأة منه بكثير.
ينتقل فيروس جدرى القردة إلى البشر من طائفة متنوعة من الحيوانات البرية، ولكن انتشاره على المستوى الثانوى محدود من خلال انتقاله من إنسان إلى آخر.
يتراوح فى العادة معدل الأماتة فى الحالات الناجمة عن فاشيات جدرى القردة بين 1 و10 %، وتلحق معظم وفياته بالفئات الأصغر سنا.
لا يوجد أى علاج أو لقاح متاح لمكافحة المرض رغم أن التطعيم السابق ضدّ الجدرى أثبت نجاحه فى الوقاية أيضا من جدرى القردة.
وجدرى القردة مرض فيروسى نادر وحيوانى المنشأ (ينتقل من الحيوان إلى الإنسان)، وتماثل أعراض إصابته للإنسان تلك التى كان يشهدها فى الماضى المرضى المصابون بالجدرى، ولكنه أقل شدة، ومع أن الجدرى كان قد تم استئصاله عام 1980 فإن جدرى القردة لا يزال يظهر بشكل متفرق فى بعض أجزاء أفريقيا.
وينتمى فيروس جدرى القردة إلى جنس الفيروسات الجدرية التابعة لفصيلة فيروسات الجدرى.
وأكدت المنظمة أن العدوى بالمرض تنجم من الحالات الدالة عن مخالطة مباشرة لدماء الحيوانات المصابة بعدواه أو لسوائل أجسامها، أو آفاتها الجلدية أو سوائلها المخاطية، ومن المُحتمل أن يكون تناول اللحوم غير المطهية جيداً من الحيوانات المصابة بعدوى المرض عامل خطر يرتبط بالإصابة به.
ويمكن أن ينجم انتقال المرض على المستوى الثانوى من إنسان إلى آخر عن المخالطة الحميمة لإفرازات اللعاب من شخص مصاب بعدوى المرض، أو لآفاته الجلدية أو عن ملامسة أشياء لملوثة مؤخراً بسوائل المريض، أو بمواد تسبب الآفات، وينتقل المرض فى المقام الأول عن طريق جزيئات الجهاز التنفسى، مما يعرّض أفراد الأسرة من الحالات النشطة لخطر الإصابة بعدوى المرض بشكل كبير.
تتراوح فترة حضانة جدرى القردة (وهى الفترة الفاصلة بين مرحلة الإصابة بعدواه ومرحلة ظهور أعراضها) بين 6 أيام و16 يوما، بيد أنها يمكن أن تتراوح بين 5 أيام و21 يوما.