هناك مفهوم خاطئ وثابت فى ذهن البعض عند ذكر عملية تصغير حجم الثدى، حيث إنه بمجرد طرح الأمر للنقاش أو مشاهدة إعلان عن تلك العملية الجراحية، تستدعى الذاكرة ذلك الاعتقاد الخاطئ بأن الهدف الأساسى من عملية تصغير الثدى، هو السير وفقا للموضة وأنها عملية تجميلية فقط وليس هناك أى ضرورة لإجراءها، لاقتصارها فقط على استكمال المظهر الجمالى للمرأة.
الدكتور وائل غانم استشارى جراحة التجميل وتنسيق القوام وإصلاح العيوب الخلقية، مؤسس مركز أوركيد لجراحات التجميل، له رأى آخر فى هذا الأمر، حيث يقول فى تصريحات لـه ، إن عملية تصغير الثدى ضرورية لعدة اعتبارات، إذ أنها عضو هام فى إظهار إنوثة وجمال المرأة، وعلى الجانب الآخر هناك البعد الوظيفى، فالثقل الموجود فى الثدى يمكن أن يؤثر على فقرات العنق ويتسبب فى انزلاق فى فقرات العنق، كذلك يتسبب فى ثقل فى النفس.
وحذر استشارى جراحة التجميل وتنسيق القوام، من أن كبر حجم الثدى يمكن أن يتسبب فى حدوث ثقل على مشد الثدى ما يترتب عليه التهابات فى الكتف وتحت الثدى، هذا إضافة إلى أنه كلما أزلنا جزء من الحمل الزائد فى الثدى، فإننا نقلل فرص الإصابة بالأورام، لأننا فى هذه الحالة أزلنا من أنسجة الثدى حمل غددى ودهنى، ما يقلل الإصابة بسرطان الثدى، وبالتالى يكون تصغير الثدى أمر ضرورى، مضيفًا “لدينا نموذج واضح ومعلوم للجميع وهى الممثلة الأمريكية أنجلينا جولى التى أجرت العملية كوقاية من الإصابة بسرطان الثدى بسبب وجود تاريخ مرضى فى عائلتها، وعملية التصغير فى هذه الحالة يمكن أن نقوله أناه وقاية خير من العلاج، وتتم تلك العملية عن طريق الجراحة فى عملية واحدة”.
وأشار الدكتور وائل غانم مدير مركز أوركيد لجراحات التجميل، إلى أن الحالات المرضية التى تستوجب التدخل الجراحى لتصغير حجم الثدى عديدة، ومنها الشكوى من وجود آلام مزمنة فى الظهر والرقبة والكتف بما يجعل المرأة تتناول الكثير من الأدوية المسكنة للألم، أو فى حالة ظهور طفح جلدى مزمن أو تهيج الجلد تحت الثديين، كذلك فى حالة الإصابة بآلام الأعصاب، أو صعوبة ارتداء حمالات الصدر والملابس، وكذا عندما يتسبب كبر حجم الثدى فى التقيد وعدم القدرة على القيام بالأنشطة البدنية، هذا إضافة إلى البعد النفسى نتيجة الشعور بعدم الرضا عن حجم الثدى.
ولفت استشارى جراحة التجميل، إلى أنه يمكن إجراء جراحة تصغير الثدى لمختلف الأعمار حتى فى سن المراهقة، وقد تكون هناك حاجة إلى جراحة متابعة لاحقة فى المستقبل إن لم تكن النتائج مرضية، مشيرًا إلى أنه يمكن تأجيل إجراء تلك العملية، فى بعض الحالات إذا كان للسيدة خطط مستقبلية قد تأثر بشكل طبيعى على حجم الثدى، أو قد تكون العملية فى حالتها سببًا للمشاكل، ويكون ذلك فى حالتين هما وجود خطط مستقبلية للولادة، حيث تكون الرضاعة الطبيعية صعبة بعد الجراحة، وكذلك فى حال وجود خطة لإنقاص الوزن، وممارسة التمرينات الرياضية، واتباع نظام حياة صحى، الأمر الذى يمكن أن يحدث معه تغيرات فى حجم الثدى، مما لا يستدعى وقتها إجراء عملية تصغير للثدى.
وعن مخاطر العملية، أكد الدكتور وائل غانم، أن عملية تصغير الثدى ليس لها مخاطر خاصة، ولكنها مثل أى عملية جراحية أخرى قد يترتب عليها بعض النتائج والتى لا تحدث بنسب كبيرة، ومنها حدوث نزيف، عدوى، رد فعل سلبى تجاه التخدير، الكدمات التى قد تكون مؤقتة، التندب، أما الآثار المتعلقة بالعملية ذاتها، فإنه من الممكن فقدان أو إزالة حلمات الثدى والجلد المحيط بالحلمتين (الهالات)، صعوبة الرضاعة الطبيعية بعد الجراجة، عدم تناسق حجم الثديين ما يستدعى الحاجة إلى جراحة متابعة.