علماء يقتربون من لقاح شامل لمجابهة «الإنفلونزا» يمكن أن يكافح جميع سلالات الفيروس
اقترب باحثون من الوصول إلى لقاح شامل للإنفلونزا يمكن أن يكافح جميع سلالات الفيروس ويمنح العالم سلاحاً ضد أوبئة الإنفلونزا.
ووجد علماء أمريكيون أن لقاح الإنفلونزا التجريبي الخاص بهم أصبح قادرا على إقناع أجهزة المناعة لدى المتلقين لإنتاج أجسام مضادة تفاعلية، من خلال صناعة أجسام مضادة للعديد من سلالات الإنفلونزا من النوع A، وهي إحدى المجموعتين الرئيسيتين للفيروس.
وأكدت الباحثة سارة أندروز من مركز أبحاث اللقاحات التابع للمعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، أن الأمر قد يستغرق من 5 إلى 10 سنوات أخرى من التطوير قبل أن يصبح اللقاح جاهزا للعالم الحقيقي إذا سارت الأمور على ما يرام.
وفي الوقت الحالي، تعمل لقاحات الإنفلونزا المتاحة على تحفيز الجسم لمحاربة أربع سلالات من الإنفلونزا: سلالتان من سلالات الإنفلونزا من النوع A، ونوعين من النوع B.
وتكمن المشكلة في وجود العديد من السلالات داخل هاتين المجموعتين، وتنتشر سلالات مختلفة بكثرة في كل موسم من مواسم الإنفلونزا. لذلك يجب تحديث لقاح الإنفلونزا سنويا ليشمل السلالات الأربعة التي يعتقد العلماء أنه من المحتمل أن يهيمن عليها الموسم المقبل.
وقالت الدكتورة ميريلا سالفاتور، الأستاذة المساعدة في طب وايل كورنيل في مدينة نيويورك والمتحدثة باسم جمعية الأمراض المعدية الأمريكية، والتي لم تشارك في البحث الجديد، إن لقاح الإنفلونزا الشامل لا يمكنه فقط التخلص من لعبة التخمين السنوية، بل يساعد أيضا في تسليح الناس لمواجهة جائحة الإنفلونزا القادمة.
والعديد من هذه اللقاحات في مراحل مختلفة من التطوير. ووفقا لسلفاتور، فإن اللقاح الذي تعمل عليه أندروز وزملاؤها اجتاز اختبارا مبكرا.
وقالت: “أظهوروا أنه ينتج استجابة من الجسم المضاد، والأجسام المضادة تدوم لفترة طويلة”.
وبعد عام واحد من التطعيم، كان المشاركون في الدراسة ما يزالون يظهرون أجساما مضادة معادلة لسلالات الإنفلونزا من النوع A، وفقا للنتائج التي نُشرت في مجلة Science Translational Medicine.
وهناك العديد من الأسباب التي تجعل لقاح الإنفلونزا الشامل بعيد المنال، ولكن العقبة الأساسية هي مدى تعقيد فيروس الإنفلونزا.
وأوضحت أندروز أن اللقاح الجديد مصمم للالتفاف حول حاجز رئيسي. وتحتوي لقاحات الإنفلونزا الحالية على فيروسات إنفلونزا ضعيفة أو معطلة مع مزيج من الهيماجلوتينين (HA)، وهو بروتين رئيسي على سطح الفيروس.
وعندما يحصل الناس على لقاح الإنفلونزا، أو عدوى الإنفلونزا، فإن الجهاز المناعي يخلق أجساما مضادة ضد الهيماجلوتينين، خاصة ضد الجزء العلوي، أو “الرأس” من البروتين.
ومع ذلك، فهذه مشكلة، لأن أجزاء من رأس الهيماجلوتينين غالبا ما تتغير، ما يغذي الحاجة إلى تحديث اللقاح السنوي.