دراسة: عقار «موفالابلين» التجريبي من «إيلي ليلي» يخفض مؤشرات أمراض القلب بنسبة 65%
في أول تجربة بشرية، نجح عقار «موفالابلين» التجريبي من «إيلي ليلي» في تقليل ناقلات الكوليسترول التي تسد الأوعية الدموية بمعدلات قياسية.
وتعد الدراسة، التي مولتها «إيلي ليلي»، بتحقيق تقدم كبير في البحث عن طرق لتقليل شكل من البروتين الدهني المرتبط بأمراض القلب والأوعية الدموية؛ وهو السبب الرئيسي للوفاة على مستوى العالم.
وتحمل البروتينات الدهنية الكوليسترول حول أجسامنا عبر الدم؛ حيث تحتاج خلايانا إلى الكوليسترول للقيام بالعديد من المهام الحيوية، بما في ذلك بناء جدران الخلايا الخاصة بها، وإنتاج فيتامين (د)، وصنع الهرمونات. لكن البروتين الدهني (أ)، أو Lp (أ) باختصار، هو الأكثر لزوجة بين هذه الجزيئات وله ميل سيئ إلى سد الأوعية الدموية إذا تجمع مع عدد كبير جدًا من أصدقائه.
ولقد ربطت الدراسات الحديثة هذا الجزيء بأمراض القلب. كما أنه يشارك في ضعف الدورة الدموية والسكتات الدماغية؛ فبمجرد أن يتشكل Lp(a)، يصبح من الصعب تقليله، مع عدم وجود تأثير يذكر للتغييرات في النظام الغذائي وزيادة التمارين الرياضية. كما أن محاولات خفض البروتين الدهني من خلال الأدوية لم تحقق نجاحًا يذكر. لكن، باتباع نهج جديد، يستهدف مطورو الأدوية الآن قدرة Lp(a) على التكوين في المقام الأول.
من جانبه قال الدكتور ستيفن نيكولز طبيب القلب بجامعة موناش هيلث وزملاؤه في ورقتهم البحثية «ان الموفالابلين هو أول دواء يتم تناوله عن طريق الفم تم تطويره خصيصًا لخفض مستويات البروتين الدهني (أ) عن طريق تعطيل تكوينه». وذلك وفق ما نقل موقع «ساينس إليرت» العلمي عن مجلة «JAMA» العلمية المرموقة.
وفي تجربة صيدلانية عشوائية مزدوجة التعمية، قام نيكولز وفريقه باختبار الموفالابلين مع 114 متطوعًا، شملوا مزيجًا من الجنسين والأعراق والأعمار (بين 18 إلى 69 عامًا). وقد شمل الجزء الأولي لتقييم السلامة من الدراسة 55 مشاركًا صحيًا تناولوا جرعة واحدة فقط من الموفالابلين بحدود 1 ملجم إلى 800 ملغم، أو دواء وهميا. أما المجموعة الثانية المكونة من 59 مشاركًا يتمتعون بصحة جيدة، وكانت مستويات Lp(a) أعلى من المستوى الطبيعي في البلازما؛ فقد تم إعطاؤهم علاجًا وهميًا (جرعات فموية قدرها 30 ملغ) أو جرعات تصل إلى 800 ملج.
وفي غضون 24 ساعة فقط بعد الجرعة الأولى، انخفضت مستويات Lp(a) في بلازما الدم. حيث يعتمد مقدار التخفيض على الجرعة، إذ يصل إلى 65 % لدى بعض المرضى على مدار التجربة. وقد استمر انخفاض مستويات Lp(a) أيضًا لمدة تصل إلى 50 يومًا بعد تناول الدواء النهائي. لكن الأفضل من ذلك كله، أنه لم يغير مستويات أي دهون أخرى، وكان جيد التحمل من قبل كل من تناوله.
إن تحديد ما إذا كانت المادة الجديدة آمنة للاستخدام البشري هو الهدف الرئيسي للمرحلة الأولى من التجارب السريرية مثل هذه، لذلك تم تقييم جميع الآثار الجانبية المحتملة بتفاصيل دقيقة.
وفي هذا الاطار، تم الإبلاغ عن 175 حالة سلبية خلال التجربة، بما في ذلك الصداع وآلام الظهر والتعب والغثيان والإسهال. كما لم تتم ملاحظة أي من هذه الحالات بشكل أو بآخر مع مستوى الجرعة، وكانت جميعها خفيفة وتم حلها دون أي عواقب طويلة المدى.
من أجل ذلك، يخلص نيكولز وفريقه إلى أن «هذه النتائج السريرية الأولية للمرحلة الأولى تثبت أن الموفالابلين يخفض بشكل فعال Lp (a) دون أي آثار ضارة خطيرة». وبما أن هذه التجربة أولية وصغيرة، فلا يوجد حتى الآن ما يكفي من الأدلة لتحديد فعالية الدواء بشكل عام. لذلك، يخضع عقار «موفالابلين» الآن للمرحلة الثانية من تجربته السريرية، والتي تشمل مجموعة اختبار أكبر بكثير قبل أن يتم تقييم المخاطر طويلة المدى على مدار عدة سنوات.