توصلت دراسة حديثة إلى أن الناجين من فيروس كورونا معرضون بشكل متزايد لخطر تشخيص إصابتهم بالسكري حديثًا لمدة تصل إلى عام واحد بعد التعافي.
ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين تعافوا من كورونا، كانوا أكثر عرضة بنسبة 40% لتطوير حالة جديدة من مرض السكري مقارنة بمجموعة التحكم، ما يعني أن 1 من كل 100 شخص معرض لخطر متزايد للإصابة بمرض السكري بعد الإصابة بعدوى كورونا.
وبحسب شبكة “ABC” نيوز، أصيب 79.5 مليون شخص بكورونا في الولايات المتحدة، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، اعتبارا من يوم الاثنين، ما يعني أنه قد يكون هناك 795000 تشخيص جديد لمرض السكري نتيجة لذلك.
وقال الدكتور زياد العلي، المؤلف الرئيسي للدراسة، إن فيروس كورونا لا يتعلق بالآثار الحادة فقط، بل يؤدي إلى ترك الكثير من الأشخاص يعانون من عواقب صحية طويلة المدى سيتعين عليهم التعامل معها مدى الحياة وهذا أمر مزعج ومن المقلق قبوله.
ووفقا للدراسة التي نشرت يوم الاثنين، في مجلة Lancet Diabetes & Endocrinology، نظر الفريق في بيانات المرضى من وزارة شؤون المحاربين القدامى الأمريكية بين 1 مارس 2020 و30 سبتمبر 2021.
وقارنوا أكثر من 181000 مريض ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا بأكثر من 4.1 مليون مريض لم يصابوا بالعدوى خلال نفس الفترة، وتمت مقارنة البيانات أيضًا بـ 4.28 مليون مريض آخرين عولجوا في VA في 2018 و 2019.
وقال العلي، إن الفريق اعتقد في البداية أن الخطر المتزايد لن يظهر إلا بين الأشخاص الذين لديهم عوامل خطر للإصابة بمرض السكري مثل السمنة، لكن النتائج أظهرت أن الخطر كان واضحًا في جميع الفئات، متابعا: “كان واضحًا في الأشخاص السود والبيض؛ كان واضحًا في الشباب والأشخاص الأكبر سنًا؛ كان واضحًا في الذكور والإناث؛ والأهم من ذلك كان واضحًا أيضًا حتى في الأشخاص الذين ليس لديهم عوامل خطر للإصابة بمرض السكري في كل شيء”.
وأضاف أن هناك بعض النظريات حول كيفية زيادة كورونا لخطر الإصابة بمرض السكري، على الرغم من عدم إثبات أو دحض أي منها.
وتقول إحدى النظريات إن فيروس كورونا يسبب الالتهاب الذي قد يضعف إفراز الأنسولين وحساسيته، والسبب الآخر هو أن مرض كورونا يسبب اضطرابات في تكوين ووظيفة الميكروبيوم، ما قد يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري.
وأوضح العلي، أنه عندما يفكر معظم الناس في الآثار الصحية طويلة الأمد بعد كورونا، فإنهم يفكرون في ضيق التنفس وصعوبة التركيز واضطرابات النوم، لكن المزيد والمزيد من الدراسات أظهرت أن الناجين من فيروس كورونا يمكن أن يعانون من مشاكل في القلب، ومشاكل في الكلى، وفي هذه الحالة مرض السكري.
واستكمل: “على مدار العام الماضي أو نحو ذلك، بدأنا نلاحظ في بعض المرضى أن تلك المظاهر طويلة الأمد ليست مجرد إجهاد وضباب في الدماغ، ولكن الناس يصابون بمرض السكري الجديد”.
ومن بين المرضى الذين أصيبوا بمرض السكري، أصيب أكثر من 99% بداء السكري من النوع 2، وهو الشكل الأكثر شيوعًا لمرض السكري، ويختلف هذا عن داء السكري من النوع 1، والذي يتم تشخيصه عادةً عند الأطفال والمراهقين، ويحدث عندما لا ينتج البنكرياس الأنسولين أو ينتج القليل جدًا من الأنسولين.
وهذه الدراسة الجديدة ليست الأولى التي ربطت بين الإصابة بمرض كورونا ومرض السكري، فهناك دراسة نُشرت الأسبوع الماضي، إذ وجد باحثون من مركز لايبنيز لأبحاث السكري في جامعة هاينريش هاينه في دوسلدورف بألمانيا، زيادة بنسبة 28% في خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 بالنسبة لأولئك الذين سبق لهم الإصابة بكورونا.
وأكد العلي، أن أفضل طريقة لتقليل مخاطر الإصابة بمرض السكري هي أن يمنع الناس أنفسهم من الإصابة بكورونا في المقام الأول عن طريق التطعيم، ولكن بالنسبة للأشخاص الذين أصيبوا بالفعل بالفيروس، يجب عليهم مراقبة العلامات التحذيرية لمرض السكري مثل العطش الشديد وكثرة التبول.