د. نيبال دهبه تكتب.. أين يجب أن نركز خلال جائحة «كوفيد-19» ؟
غالبًا ما تتم دراسة برامج التطعيم من منظور علمي أو سريري أو وبائي، وهو منظور صحيح فاللقاحات في النهاية تهدف إلى تحسين النتائج الصحية، لكن هذا ليس هو المنظور الوحيد الذي يمكن من خلاله فهم آثار برامج التطعيم.
وأطرح هنا عَبر هذه المقالة منظوراً مختلفا حول برامج التطعيم، مع تفصيلات خاصة لدراسة استقصائية جديدة تفيد بأهمية التطعيم لتحقيق الأهداف الاقتصادية الوطنية للدول، خاصة خلال هذا التوقيت الذى يمر به العالم بوباء غير مسبوق وهو «فيروس كورونا المستجد».
فالعديد من الدراسات والأبحاث كشفت أن الإنفاق الوطني على برامج تطعيم الأطفال لا يحد فقط من مرض معين أومعدلات الوفيات في دولة ما، وإنما أيضًا يعزز النمو الاقتصادي الوطني ويحد من الفقر.
تكلفة الاستشفاء
ويمكننا أن نبدأ بمظهر عالمي يشير إلى أدلة قوية تمتد من صحة السكان إلى الرفاهية الاقتصادية، ومناقشة، كيف أن المعرفة بالفوائد الاقتصادية للصحة تُحوِّل بشكل أساسي طبيعة فهم قيمة التطعيم، بالإضافة إلى تقديم الدليل على حجم العوائد التي تحصل عليها البلدان عندما تستثمر في برامج التحصين – وهي العوائد التي لم يتم رصدها بالكامل من خلال التحليلات الاقتصادية التقليدية بما في ذلك انخفاض «تكلفة الاستشفاء».
وبصرف النظر عن هذه الرؤية والتي تنطبق على العام الجاري، فإن عام 2020 مختلف تماما، فنحن رأينا بوضوح مع جائحة COVID-19 ، كيف يمكن للأمراض المعدية أن تهدد حياة الإنسان ورفاهيته، وأحيانًا بطرق لا يمكن التنبؤ بها وعلى نطاق عالمي.
سانوفي باستور
وهو مايدفع ويحفز دائما شركة سانوفي عَبر قسم اللقاحات الخاص بها «سانوفي باستور» على المضى قدما وبجد، للعمل ضد الفيروسات التاجية من خلال متابعة العلاجات واللقاحات كجزء من التزاماتها المستمرة تجاه الصحة العامة.
إن صناعة اللقاحات ليست بالبساطة كما يتصورها البعض، فهى معقدة جدا في صنعها وتوصيلها، وأيضا التأكيد على جودتها وسلامتها لتطعيم الأشخاص الأصحاء ، لذلك بينما نقوم بكل ما في وسعنا لتطوير لقاح جديد، نحن في نفس الوقت نقدم اللقاحات المبتكرة للأمراض المعدية الأخرى مثل الإنفلونزا والتهاب السحايا والحمى الصفراء وشلل الأطفال والتهابات الطفولة الأخرى التي سببت الخوف والمعاناة لأوقات طويلة في السابق، ولكن يتم منعها والسيطرة عليها الآن.
لقاح التهاب السحايا
بالإضافة إلى ذلك، حصلنا على موافقة مسبقة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على لقاح التهاب السحايا الجديد قبل بضعة أيام.
وعلاوة على ذلك ، فإن العديد من هذه النماذج تتنبأ بوصول موجات وبائية لاحقة حتى تتوفر اللقاحات أو العلاجات الفعالة.
وكما ذكر ائتلاف رائد من الخبراء الطبيين في مجلة «لانسيت» مؤخرًا ، فإن تطوير لقاحات « COVID-19» التي يمكن استخدامها عالميًا يعد أولوية لإنهاء الوباء.
وخلال الأسبوع العالمي للتحصين ضد الأوبئة هذا العام، ليس هناك وقت أفضل للتفكير في قيمة اللقاحات في ذلك الوقت الفريد من تاريخ البشرية، فاللقاحات أداة حاسمة ليس فقط في محاربة فيروس كورونا المستجد، ولكن أيضًا في الحفاظ على الصحة وحمايتها بمرور الوقت، وهي قيمة أساسية لا يمكننا أبدًا نسيانها.
وباء غير مسبوق
فالعالم يواجه حالياً وباءً غير مسبوق، يتخوف منه الكثيرين في جميع أنحاء العالم من تأثيره السلبي على صحة الأفراد والمجتمعات، وأيضا تأثيره السلبي الكبير على الاقتصاد العالمي وتوجهيه ضربات لكافة القطاعات نتيجة الإجراءات الاحترازية التى تبنتها بعض الدول وقرارات الإغلاق لاحتواء الفيروس.
وتتمتع شركة سانوفي، بإرث كبير ومشرف من الاكتشافات العلمية والخبرة في تطوير اللقاحات والترخيص والتصنيع للاستجابة لتهديدات الصحة العامة الناشئة مثل فيروس كورونا المستجد .
«BARDA»
واستجابة لذلك، أنشأت سانوفي تعاونًا مع هيئة البحث والتطوير الطبي المتقدمة «BARDA»، لفتح مسار سريع نحو تطوير لقاح واعد، وأنشأت الشركة أيضا تعاونًا ثانيًا مع شركة «Translate Bio»، لتطوير مرشح لقاح مرنا جديد ضد فيروس كورونا المستجد.
وأنشأ المدير العام لمنظمة الصحة العالمية مجموعة الخبراء الاستشارية الاستراتيجية «SAGE» المعنية بالتحصين في عام 1999 لتقديم المشورة بشأن عمل منظمة الصحة العالمية.
«SAGE»
مجموعة الخبراء الاستشارية الاستراتيجية «SAGE»، هي مجموعة استشارية رئيسية لمنظمة الصحة العالمية في أعمال اللقاحات والتحصين، وهي مكلفة ومعنية بتقديم المشورة لمنظمة الصحة العالمية بشأن السياسات والاستراتيجيات العالمية الشاملة، بداية من اللقاحات والتقنيات إلى البحث والتطوير لإنجاز تقديم خدمات التحصين وعلاقته بالتدخلات الصحية الأخرى. ولا تُعنى مجموعة الخبراء الاستشارية الاستراتيجية «SAGE» فقط بلقاحات وتحصينات الأطفال، ولكنها معنية بجميع الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات.
وتركز «SAGE» بشكل كبير خارجياً وداخلياً على رسالتين رئيسيتين خلال هذا الوباء، عَبر «التركيز الخارجي» مع أخصائيي الرعاية الصحية الذين يعالجون المرضى في ظروف صعبة للغاية في بعض الأحيان بالإضافة إلى الأطباء والباحثين والسلطات الصحية.
و«التركيز الداخلي»، عَبر إفتخارنا الدائم بالعاملين لدينا، والآلاف الذين يعملون عن بُعد والذين يعملون في المختبرات، والعمل السريري ومواقع التصنيع، لضمان استمرارية العمل والإمداد المستدام والضروري للقاحات.
مليار جرعة من اللقاحات سنويا
وأنا بدوري فخورة جدًا بأن «سانوفي باستور»، يوفر أكثر من مليار جرعة من اللقاحات سنويا، مما يسمح بتحصين أكثر من 500 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.
وأخيرا وليس آخرا، أود أن ألخص تجربتنا في جملة واحدة نؤمن بها وهي ، «لا ينبغي أن يموت أحد أو يعاني من مرض يمكن الوقاية منه».