أثارت الحملة التي أطلقتها وزارة الصحة مؤخرا للقضاء علي الديدان المعوية لطلبة المدارس بسبب استخدامها لعقار الميبندازول وسط تحذيرات من تفاعل تلك المادة مع الكثير من العقاقير وتأثيرها سلبا على صحة الأطفال .
ومن هذا المنطلق يجب التأكيد أولا على أن الكثير من الأدوية تتفاعل مع بعضها البعض نتيجة التأثير المختلف في عمليات التمثيل الدوائي خاصة سيتوكروم الكبد.. كما أن عقار الميبندازول المستخدم في حملة تطعيم الأطفال يتفاعل مع حوالي ٨٨٥ منتج دوائي آخر(علاجات كثيرة لمختلف الأعراض والأمراض مثل أدوية سيولة وكورتيزون وعلاجات ضد فيروسات وحساسية ومخفضات للحرارة ومضادات حيوية وغيرها الكثير)،
مما قد يوثر سلبا علي كفاءة تلك الأدوية ولكن الأخطر هو الآثار الجانبية الشديدة عند أخذ العلاج مع مركب الميترونيدازول المعالج للطفيليات وما قد ينتج عنه متلازمة ستيفين جونسون الخطيرة وأعراض جلدية خطيرة.
علي المستوي العلمي نحن جميعا مع هذه الحملات الهامة لوقاية أطفالنا من العديد من الأمراض لكن يجب أن تتوفر بها العديد من الشروط الهامة أبرزها :
- مناقشة المردود الصحي لتلك الحملات مع المتخصصين وبحث الجدوي العلمية من حيث، المخاطر والتكلفة،(cost benefit)-(risk- benefit) ومن واقع دراسات علمية منشورة ومتفق عليها من الهيئات الدولية.
- إعداد تدريبات وافية للقائمين علي الحملة لتوعيتهم حول المخاطر المحتملة والنصائح عند استخدام هذا العلاج الجماعي .
- توعية مجتمعية عن موانع الاستخدام وكذلك المحاذير الواجب اتخاذها عند إعطاء العلاج وماهي الأدوية التي يحذر استخدامها مع هذا العلاج .. وكيفية التصرف عند حدوث أي أعراض جانبية
- الاستعانة بالسجل الطبي للأطفال والإطلاع عليه قبل إعطائه علاج الحملة وضرورة معرفة التاريخ الدوائي للطالب ومعرفة الأدوية التي يتناولها قبل إعطائه الميبندازول مع إعطاء كل طالب بيان تحذيري مكتوب بأسماء الأدوية بالاسم التجاري التي يمنع استخدامها والمدة التي يمكن استخدامها بعدها (وأعيد: مكتوبة) مع كيفية التصرف عند حدوث أي آثار جانبية محتملة.
- يجب ان تقوم وزارة الصحة والسكان بإنشاء موقع الكتروني لتسجيل ورصد أية آثار جانبية ومضاعفات محتملة والتي قد تحدث نتيجة العلاج أو التفاعلات نتيجة أخذ أدوية تتفاعل مع الميبندازول..
كما يجب على الدولة ممثلة في وزارة الصحة الإعلان عن الحملات التي ستقوم بها إعلاميا متضمنة موانع الاستخدام والأدوية الممنوعة مع هذا العلاج وضرورة التشاور مع الطبيب المعالج للطالب قبل إعطائه العلاج.
يجب يا سادة التخلص من سياسة العمل في جزر منعزلة خاصة عند القيام بأي حملات طبية مجمعة..وضرورة الاستفادة من التجارب الناجحة مثل حملة ١٠٠ مليون صحة المتميزة من جميع المقاييس.
حمي الله أولادنا الكنز الحقيقي لمصر.
