د. محمد سويلم مدير عام روش مصر: أعتبر نفسي محظوظا لأني شغوف بوظيفتي.. والتوازن بين العمل والحياة أهم عامل للنجاح
خصصت نشرة «انتربرايز» فقرة روتيني الصباحي ليوم الخميس للتحاور مع الدكتور محمد سويلم، المدير العام لشركة روش في مصر، حيث تعد «روتيني الصباحي» فقرة أسبوعية تتحاور خلالها «انتربرايز» مع أحد الأفراد البارزين في المجتمع وكيف يبدؤون يومهم، كما تطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. وإليكم مقتطفات محررة من الحوار:
اسمي محمد سويلم، صيدلي من مدينة الاسكندرية، وأنا «اسكندراني» جدا (يضحك). وقعت في حب صناعة الدواء بعد التخرج مباشرة، وعملت في أربع شركات مختلفة في أربع دول مختلفة، بداية من العمل في شركة نوفارتس في الإسكندرية، وأسترازينيكا في الكويت لمدة عامين، وشركة إيلي ليلي في الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية لنحو سبع سنوات.
تعلمت كل شئ في شركة إيلي ليلي – من المبيعات إلى إدارة المبيعات، مرورا بالتسويق وإدارة العلامات التجارية المحلية، ومن ثم انتقلت إلى إدارة التسويق الإقليمي عندما عدت إلى مصر. لم تكن لدي النية للعودة إلى مصر، ولكن اتضح أنه كان أفضل ما حدث في حياتي.
حصلت في إيلي ليلي على تدريب في برنامج فريد من نوعه يدعى Lean Six Sigma Black Belt، حيث تعلمت الكثير عن التطور المستمر وحل المشكلات، وأعدني هذا التدريب جيدا لتولي المهام القيادية. وكان ذلك آخر ما فعلته في إيلي ليلي قبل الانضمام إلى شركتي المفضلة روش. ومن ذلك الحين، وقعت في حب المهمة التي وضعتها روش لنفسها.
ما نفعله في روش هو بالضبط ما أود فعله في الحياة: إحداث التغيير والتأثير في حياة الناس. أعتبر نفسي محظوظا لأنني أستيقظ متحمسا كل يوم للذهاب إلى عملي. أشعر بالتحقق في عملي، وأعلم أنه لا ينبغي أن آخذ ذلك كأمر مسلم به.
مهمة روش هي أن تعمل الآن ما قد يحتاجه المرضى لاحقا. روش شركة خاصة عائلية، وأنا فخور بذلك لأن أهدافنا هي حقا ما يقودنا. لذلك فنحن نبحث دائما عن الجديد في الصناعة، وعن التحديات التي يتعين علينا التعامل معها. نحن رواد في علاج السرطان عالميا، ولدينا ريادة عالمية كذلك في حجم الأموال التي نستثمرها في البحث والتطوير في هذه الصناعة.
أفتخر كوني المدير العام للشركة في بلدي، وهو ما يجعل التأثير الذي تحدثه الشركة شخصي للغاية بالنسبة لي. مع تعداد سكان مصر الذي يتجاوز 100 مليون نسمة وأغلبهم منخفضي إلى متوسطي الدخل، هناك العديد من الأمراض التي يجب مكافحتها، وهو ما يحفزنا ويدفعنا إلى العمل بجدية أكبر. دوري هو تسهيل هذا العمل من خلال وضع الأشخاص المناسبين في الأماكن المناسبة. أقضي جزءا كبيرا من وقتي في مقابلات مع أصحاب المصلحة الخارجيين والمسؤولين الحكوميين. لكن الجانب الأكثر أهمية هو مساعدة فريقي على الأداء بشكل أفضل.
أحاول الاستيقاظ لصلاة الفجر كل يوم، ثم أعود إلى النوم قبل أن أستيقظ مجددا بين الساعة السابعة والثامنة، أتناول ربع لتر من الماء مع الليمون والعسل، وهو مشروب مفيد للجهاز الهضمي. في عطلة الأسبوع، أتمرن في الصباح، أفضل التمرينات الرياضية في الصباح لكن الوقت لا يسعفني، لذلك أتمرن في المساء.
عادة ما يكون لدي 30 دقيقة فقط في الصباح قبل الذهاب إلى عملي، لذلك فهو وقت مزدحم بالنسبة لي. هناك بعض الطقوس الثابتة التي أفعلها في الصباح قبل الخروج من منزلي، أتناول الإسبريسو، أصلي وأقرأ القرآن ثم أغادر إلى العمل.
عندما لا يكون لدي اجتماعات، أحب أن أتجول في المكتب وأتحدث إلى الموظفين. أجندتي مليئة دائما بالاجتماعات المتتالية، ولكني بدأت مؤخرا في تخصيص وقت للراحة بين كل منها. لدي فترتين راحة لمدة 15 دقيقة يوميا، وساعة للرد على رسائل البريد الإلكتروني، والتفكير، والقيام بأي شيء آخر يتطلب طاقة إبداعية لأن الاجتماعات المتتالية لا تعزز الإبداع. تستغرق استراحة الغداء 30 دقيقة وعادة ما تكون غداء عمل.
الحفاظ على التنظيم والتركيز هي مهمة شاقة، بالنظر إلى بيئة العمل الديناميكية التي تحاوطنا في الوقت الحالي والمهام العديدة التي نقوم بها في نفس الوقت. أحاول أن أكون واضحا بشأن ما أفعله، والقيمة التي أضيفها، والأهداف التي أريد تحقيقها.
لسنا مثل الشركات الكبرى التي لديها خطة تمتد لعام. لدينا رؤية طويلة المدى بالطبع، ومع ذلك، فإننا نعمل في دورات مدتها 90 يوما. نحدد نتائجنا وما نريد تحقيقه كل 90 يوما. أستعين بجوجل كاليندر في تنظيم مواعيد الاجتماعات، وأنا محظوظ لأن لدي مساعدا رائعا ينقذني من الاجتماعات إذا استمرت لفترة طويلة.
هناك ثوابت كثيرة في يومي. الجانب الروحي مهم جدا بالنسبة لي، وكذلك الجانب الرياضي. لقد مارست لعبة الكرة الطائرة والجودو منذ الصغر، وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، كنت أمارس الملاكمة. أنا أستمتع بتقنيات اللعبة، وهي طريقة رائعة للتخلص من التوتر في نهاية اليوم.
في أيام العمل، أمارس تمريناتي الرياضية في الساعة التاسعة مساء. الدقائق القليلة بين 8:30 و8:40 تكون الأصعب لقلة طاقتي واستعدادي لاتخاذ القرار. ولكن أستعيد طاقتي بعد ارتداء القفازات وأعود نشيطا لمدة ثلاث إلى خمس ساعات إضافية بعد التمرين.
ثابت آخر هو علاقتي بعائلتي. لدي ولدان وبنت. جزء من روتيني اليومي هو الحفاظ على علاقة وثيقة معهم. في نهاية اليوم، نتحدث أنا وزوجتي عما حدث خلال النهار.
من الصعب للغاية تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية. في مرحلة ما كنت أعمل طوال أيام الأسبوع، خاصة عندما كنت أشغل منصب المدير الأول. كان جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بي مفتوحا بشكل دائم، وكنت أعمل طوال عطلة نهاية الأسبوع.
تعلمت بالطريقة الصعبة أننا قد نخسر بعض الأشياء ويمكن أن تنهار العلاقات إذا كنت تأخذها كأمر مسلم به. وإذا لم تخصص وقتا لممارسة الرياضة، فقد تتأثر صحتك. توقفت عن ممارسة الرياضة لفترة، وانتهى بي الأمر باكتساب الوزن وحتى الإغماء أثناء لعب كرة القدم في رمضان. كنت في أواخر العشرينات من عمري في ذلك الوقت، لذلك كان الأمر بمثابة جرس إنذار لي، وقد تعلمت منه.
عملت على تحسين التوازن بين العمل والحياة تدريجيا من خلال دمج الرياضة في نمط حياتي وعدم استخدام الكمبيوتر في عطلات نهاية الأسبوع. أصبحت عطلات نهاية الأسبوع مخصصة فقط لعائلتي وبيتي. يشغل العمل الآن ما يقرب من 80-90% من وقتي، وأمنح نفسي تقييما 7 من 10 عندما يتعلق الأمر بالتوازن بين العمل والحياة.
أمارس الملاكمة للاسترخاء بعد وقت طويل من العمل. لا أحب مشاهدة التلفزيون كثيرا، أفعل ذلك عندما أشاهد فيلما مع عائلتي فقط. استمتع بالطبخ أيضا، وأعد أفضل «باستا سي فوود».
أحتاج إلى عطلة نهاية أسبوع طويلة للاسترخاء حقا بين الحين والآخر. نحتاج إلى ما هو أكثر من مجرد عطلة أسبوعية للاسترخاء من بيئة العمل السريعة. أذهب في إجازات عائلية، أو أسافر إلى مكان جديد، أو أذهب إلى الصحراء، أو إلى السعودية لأداء العمرة. استمتع بالصيد أيضا، لذا يمكنني قضاء بعض الوقت على متن قارب بمفردي في بعض الأحيان.
أفضل نصيحة تلقيتها مؤخرا هي أن أعظم هدية تتمثل في أم تكون محاطا بأشخاص يقدمون ملاحظات حقيقية وإيجابية وبناءة، وأنه ويجب على أن انتبه إليها جيدا. لدي مسؤولية تجاه التعليقات التي أتلقاها، وأحرص على أن انتبه إلى نظرة الآخرين على المستوى المهني والشخصي، وهذا هو السبيل إلى التطور والتحسن.
استخدم نموذج نافذة جوهاري لتعزيز الوعي الذاتي والتواصل مع الآخرين، وأدرك المنطقة العمياء لدي. وأعتقد أن القدرة على التواصل الجيد هي جوهر القيادة، وأنه إن كان بإمكاني التأثير على نفسي لأصبح نسخة أفضل منها، فسأكون قادرا على التأثير على الآخرين وأن أصبح قائدا جيدا.