د. علي عبدالله يكتب.. ميزان العدل في قضية نقيب الصيادلة
القدرة على الاستماع وقبول كل الآراء واحتواء الآخر واحترام الاختلاف وامتلاك الرؤية لا تولد مع الإنسان لكن غالبا ما تكتسب بقدر المرور بتجارب شتى والوقوع فى أخطاء ثم العودة إلى الصواب وهكذا وبالطبع لاينفى وجود الموهبة والقبول الشخصى والحس والذكاء الإجتماعى الفطرى.
أقول هذا بعد حبس نقيب الصيادلة على ذمة التحقيق فى قضية الاعتداء على أحد الصيادلة الذى أوشك على الموت فى معركة تاريخية بين بلطجية اقتحموا مبنى نقابة الصيادلة بجاردن سيتى وتحت سمع وبصر النقيب ذاته وفى كل الأحوال يتحمل النقيب ذلك بحكم موقعه وبحكم مسؤليته عن من هم فى حكم رعاياه .
فالنقيب ليس رئيسا للجمهورية يصدر قرارات بحكم القوانين قاطعة التنفيذ بل هو مثل قائد الجيش لكى يكسب معاركه لابد أن يثق فية ويؤمن به جنوده وبعدالة المعركة.. وعلية أن يمتلك القدرة على الاحتواء وبعد النظر …وإن يطلق العنان لمجلس نقابته ومجالس النقابات الفرعية واللجان النقابية المتعددة للابداع الفكري والمهني .
النقيب المحبوس لم يمارس العمل العام قط قبل وصوله لموقعة فظلمه من أتى به وظلم به آلاف الصيادلة فتعامل مع موقعة كما يعامل مع وظيفته الحكومية يقاتل حتى يحتفظ بها ومكتسباتها يصرح تارة بأن الدواء المغشوش قد تعدى الـ15 مليارا من الجنيهات فى عام كان رقم أعمال الدواء فى مصر لم يتعدى الـ36 مليار أى نصف ما يتداوله المصريون وهو يدرك أبعاد ما يقول من إساءة للصناعة المصرية والصيادلة المصريون .
ثم يعترض مغازلا صانع القرار ومناكفا وزير الصحة بأنه لايجوز تمديد تاريخ صلاحية الأدوية مخالفة بذلك ثوابت علمية راسخة وما يترتب على ذلك من أضرار على الدولة والصناعة والأهم لم يستغل الواقع لصالح الصيادلة فى إثبات عدم سمية وضرر الدواء بعد انتهاء صلاحيتها وبالتالى إخراج الصيادلة من معضلة غش الدواء باعتبار البعض جهلا الأدوية منتهية الصلاحية دواء مغشوشا .
ينظر البعض لسيطرة النقيب على جغرافيا نقابة على أنه انتصار له لكن انقسام مجلس نقابة الصيادلة وسيطرة شركات أمن وبلطجة على النقابة وضبابيه المشهد الانتخابى بوجود لجنتين لتلقى طلبات الترشح وعدم وجود تاريخ انتهاء وموعدين لإجراء الانتخابات وهل ستجرى الانتخابات من الأساس أم لا؟ لإجراءات سابقة تاريخية يتحملها النقيب ومن صعد به وتنسف فكرة الإنجازات التى يعدها لنفسة اى كانت.
لابد أن يدرك الصيادلة الدرس ويعود جيدا فى كيفية اختيار النقيب القادم ومجلسة وان يكون استبعاد اى مرشح لم يكن له سابقة تدخل بما أتيح له و على قدر استطاعتة ومن رأى مهنتة تطلب العون والنجده ولم يمد لها العون …من حق البعض أن يتعاطف مع مصير نقيب الصيادلة كصيدلى شاب ظلم نفسه ولكن للعدالة ميزان ولابد أن تتحقق .