د. على عبدالله يكتب.. الشباب.. المعادلة الأصعب في إنتخابات الصيادلة
منذ 25 عاما تقريبا لم يكن يتخطى عدد خريجي كليات الصيدلة في مصر نحو 32 الف من نحو 6 كليات فقط ، الا أن تغيرا دراماتيكيا حدث في عدد كليات الصيدلة في مصر ومن ثم عدد الخريجين ليصل عددها الى 50 كلية ونحو 230 الف خريجي .
وكغيرها من القطاعات المهنية المختلفة نجد أن الغالبية العظمى منها من فئة الشباب الذين يجب أن يلعبو دورا أكثر تأثيرا في ضبط إيقاع مهنة الصيدلة في مصر وتنظيمها سواء فيما يتعلق بالتشريعات الخاصة بها أو الحياة النقابية التي باتو يعزفون عن المشاركة بها .
اسباب عزوف شباب الصيادلة عن الحياة النقابية كثيرة لكنها ليست عين الحقيقة خاصة واذا كانو القوي الأكبر والأكثر تأثيرا والقادرون على تغيير المعادلة لصالحهم ومن ثم يجب أن يشارك كافة الصيادلة خاصة الشباب في عملية التصويت من جهة وأنْ تتمَّ عملية الاختيار والانتخاب وفق معايير دقيقة وقراءة متمعنة في طبيعة مجلس النقابة وفي توجهاتهم وبرامجهم من جهة أخرى.
وهو مايضمن أفضل علاقة إيجابية بنَّاءة ومؤثرة في الإدارة المنتخبة المقبلة، ومن أجل توجيه تلك الإدارة نحو برامج تصب في خدمة الصيادلة.
ولعل من الاسباب الرئيسية من وجهة نظري في عزوف شباب الصيادلة عن المشاركة الإنتخابية تعمد من تحملوا أمانة العمل الصيدلى لسنوات فى بقاء هذا العزوف بل وتغزيته رغبة فى أن يكون التصويت فقط لبنى جلدتهم وان يبقى النجاح فقط لمن يملك الكتلة التصويتية على مستوى محافظات مصر مما يضمن لهم النجاح مرارا ويصعبه على غيرهم .
ورغم رحيل التيار الاخوانى عن النقابة، ظل الإصرار على بقاء نظام التصويت وكان مهندس عملية التصويت باقى مع اختلاف التيار المسيطر على النقابة بوجود لجان انتخابية محدودة للتصويت.
فيكفى أن القاهرة المحافظة الأكبر والمترامية الأطراف والتى يتبعها الكثير من المدن الجديدة يحدد لها لجنة انتخابية واحدة،!.. كيف نتخيل أن تتساوى القاهرة التى يتعدى عدد الصيدليات بها نسبة الـ15%من إجمالى عدد الصيدليات فى مصر مع محافظات مثل مرسى مطروح وشمال سيناء الذى لا تتعدى نسبة الصيدليات بها 1%من عدد الصيدليات.
بعض الزملاء ربما يتقاعسون عن التصويت أيضا بدعوى عدم نجاح النقابة فى تحقيق احلامهم فى الوقت الذى من الممكن أن تكون النقابة سببا فى مزيد من الإخفاقات وتراجع المهنة إما تربحا اوتقصيرا أو عجزا وهذا يعنى أهمية الاختيار الجيد لمن يمثلهم إما سعيا وراء مستقبل واعد وجلبا للمنفعة أو درءا للمفسدة .
أتمنى أن تشهد الأيام المقبلة سعيا من لجنة الإشراف على عملية انتخابات نقابة الصيادلة لزيادة تفاعل الصيادلة بشكل عام والتصويت بأعداد أكبر والقيام بدور ايجابى نحو اختيار من يمثلهم وذلك بزيادة عدد مقرات التصويت خاصة فى القاهرة الكبرى لتشمل المناطق الجغرافية المختلفة والمدن الجديدة التابعة ..وكذلك تخصيص مقر فى كل مركز من مراكز المحافظات المختلفة وذلك حتى يتم استحداث التصويت الإلكترونى كما هو معمول به فى بعض الدول وعسى أن يكون قريبا.
دكتور على عبدالله
مدير المركز المصري للدراسات الدوائية والإحصاء ومكافحة الإدمان