«جلاكسو سميثكلاين» و «أسترازينيكا» وشركات عالمية يخفضون أسعار أدوية 50% لتأمين دخولها للصين
وافقت عدد من شركات الأدوية بدءاً من “أسترازينيكا” و”جلاكسو سميثكلاين” إلى “باي جين” على خفض أسعار أحدث عقاراتها المبتكرة في الصين للنصف لكي يغطيهم صندوق التأمين الوطني في الدولة وفقا لتقرير لوكالة بلومبرج الأمريكية.
وأضيف 119 عقاراً جديد في المجمل -والتي تعالج كل شيء بدءاً من أمراض الرئة والسكري إلى السرطانات والذئبة- إلى تغطية شبكة الأمان الطبية التي تديرها الدولة بعد مفاوضات مطولة؛ حسبما قالت إدارة أمن الرعاية الصحية الوطنية في إخطار نشر على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين.
ويقل متوسط السعر المخفض بنسبة 10% عن تخفيضات العام الماضي، وهو ما يمثل متنفساً لشركات صناعة الأدوية المحلية والخارجية التي شهدت تآكل أرباحها نتيجة مبادرة بكين لتقليص تكاليف الرعاية الصحية.
وتحرص الشركات على وضع عقاقيرها على القائمة حتى وإن كان بتخفيضات كبيرة في الأسعار لكي تتمكن من دخول سوق الأدوية الصيني، ثاني أكبر سوق في العالم.
ولا يتحمل المرضى الصينيون سوى جزء صغير من تكلفة هذه الأدوية ويدفع حصة الأسد صندوق التأمين الطبي الوطني الصيني بقيمة 2.44 تريليون يوان (373 مليار دولار)، والذي يغطي أكثر من 95% من سكان الدولة البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة. ويتم تحديث القائمة سنوياً بمدخلات جديدة منذ 2017 عندما سرعت الصين حملتها لجلب أفضل الأدوية لطبقتها المتوسطة المتنامية بأسرع وأرخص ما يمكن.
وفي المجمل، يستفيد المرضى الصينيون من التأمين الحكومي على 2800 علاج. كما نجحت بكين في خفض الأسعار بأكثر من 40% في المتوسط على 14 عقار تجاوزت المبيعات السنوية لكل واحد منها مليار يوان، وتسري النسخة الجديدة من قائمة الأدوية الطبية اعتباراً من 1 مارس.
وتعد أحدث الأدوية التي انضمت للقائمة هي علاج السرطان “زولادكس” (Zoladex) الذي تنتجه “أسترازينيكا”، وكذلك دواء “بروكينسا” (Brukinsa) الذي يعد أول علاج سرطان صيني على الإطلاق يُعتمد من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، وطورته شركة “باي جين” الواقعة في بكين.
كما انضم للقائمة دواء “بنليستا” (Benlysta) و”فوليبريس” (Volibris) اللذان تنتجهما”جلاكسوسميثكلاين” ويعالجان الذئبة وضغط الدم المرتفع في الرئة على التوالي. ومن بين أحدث وأفضل العلاجات الأخرى التي شملتها القائمة الجديدة، وطورتها شركات متعددة الجنسيات، هي عقار لمرض السكري من قبل “نوفو نورديسك” (Novo Nordisk)، وعلاج لمرض الانسداد الرئوي المزمن من قبل”أسترازينيكا، وعلاج التهاب القولون التقرحي من قبل “تاكيدا فارماسيتيكال” (Takeda Pharmaceutical).
كما تشتمل أحدث الإضافات في القائمة علاجات سرطان مناعية شائعة تعرف بـ”مثبطات PD-1″، وهي علاجات تستخدم النظام المناعي للجسم لمحاربة الأورام، والتي تشكل أولوية لبكين بالنظر إلى أن الصين لديها 4 مليون مريض سرطان جديد سنوياً. وتتضمن تلك العقاقير أدوية طورتها شركات صينية مثل “باي جين”، و”جيانجسو هينغروي ميديسين” (Jiangsu Hengrui Medicine)، و”شنغهاي جونشي بيوساينسيز” (Shanghai Junshi Biosciences).
وتضم القائمة كذلك علاجات “كوفيد-19” مثل مضادات الفيروسات “ريبافيرين” (ribavirin)، و”أربيدول” (arbidol)، رغم احتواء الصين بقدر كبير حالات العدوى والسيطرة على التفشي المشهود منذ عام في ووهان.
وبالنسبة لصناع الأدوية الأجانب، جلبت المنافسة في الصين تضحيات كبيرة، وعادة تباع الأدوية الجديدة التي تدخل السوق الصيني بأسعار أقل مما تباع بها في الغرب. ومع ذلك تواجه منافسة من كتيبة متزايدة من شركات التكنولوجيا الحيوية الصينية التي تطور علاجات مشابهة يمكن أن تباع بأسعار أقل.
وتواجه أيضاً الأدوية الأقدم لشركات الأدوية العالمية التي انتهت مدة حمايتها المكفولة بموجب شهادة براءة الاختراع تخفيضات في الأسعار. وفي حملة وطنية منفصلة اشترت المستشفيات الحكومية كميات هائلة من الأدوية الجينية بأسعار مخفضة بنسبة وصلت إلى 90%.