«اللجنة العليا للفيروسات» تُحذر من ظهور متحور «دلتا» في مصر خلال الأشهر المقبلة
قال الدكتور عادل خطاب، عضو اللجنة العليا للفيروسات التنفسية بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي وأستاذ الأمراض الصدرية بجامعة عين شمس، إنه يتوقع دائمًا أن تحدث تحورات للفيروسات، وهو ما حدث مع فيروس كورونا الذي تحور أكثر من مرة.
جاء ذلك خلال مؤتمر علمي عُقد في قصر عابدين، لمناقشة دور مضادات الفيروسات في مواجهة تحورات كورونا الجديدة، بحضور نخبة من أساتذة وخبراء الأمراض الصدرية في مختلف المحافظات.
وأوضح خطاب: «من بين هذه السلالات، سلالة ألفا التي ظهرت لأول مرة في بريطانيا، وبيتا التي ظهرت في جنوب إفريقيا، وجاما التي ظهرت في البرازيل، ودلتا التي ظهرت في الهند».
مشيرا إلى أن مصر لم ترصد حتى الآن أي حالات مصابة بمتحور «دلتا» من فيروس كورونا، إلا أنه يتوقع ظهوره خلال الأشهر القادمة، خاصة مع انتشاره في الكثير من دول العالم، وتأكد تفشيه في الولايات المتحدة والصين والهند والكثير من الدول الأوروبية.
وكشف أن معدل العدوى بسلالة «دلتا» أعلى بأكثر من 50% من معدل العدوى بسلالة «ألفا»، المنتشرة في مصر خلال الموجتين السابقتين من كورونا.
وذكر أنه حتى أمس، أشارت الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، إلى تخطي عدد حالات الإصابة بعدوى فيروس كورونا «كوفيد 19» حاجز الـ197 مليون إصابة على مستوى العالم، فيما يقترب العدد الإجمالي للوفيات من 5 ملايين حالة، أما حالات التعافي فتخطت حاجز الـ178 مليون حالة.
وتابع: «تحور الفيروس يثير الكثير من المخاوف لأنه يؤثر على طريقة اكتشافه بطرق التشخيص المختلفة، وكذلك مدى كفاءة العلاجات، وفاعلية اللقاحات».
وقال إن دراسة علمية أجريت بالتعاون بين عدد من أطباء قصر العيني ومؤسسة مستشفى سرطان الأطفال 57357، أثبتت وجود 30 طفرة في فيروس «كوفيد -19»، خلال فترة انتشاره من عام 2020، وحتى مطلع 2021، وجاءت «ألفا» و«بيتا» كأكثر التحورات انتشارًا.
وأكد خطاب فعالية المضادات الفيروسية المستخدمة في علاج فيروس كورونا المستجد «كوفيد -19»، وهما دواءين «ريمديسيفير إيفا فارما»، و«أڤيبيراڤير»، في مواجهة تحورات الفيروس الظاهرة حتى الآن مثل «سلالة دلتا» المنتشرة عالمياً.
ووصف عضو اللجنة العليا للفيروسات التنفسية دواءي «ريمديسيفير إيفا فارما» و«أڤيبيراڤير» بأنهما من أكثر علاجات كورونا فعالية عالمياً، لافتة إلى أن مصر تُحقق الاكتفاء الذاتي من تلك الأدوية بفضل تصنيعها محلياً.
وقال إن «ريمديسيفير» هو أول دواء حصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لمعالجة الفيروس، وتم وضعه في مقدمه الخطوط الإرشادية العالمية، بعد أن أثبت قدرته على وقف انتشار فيروس كورونا المستجد، مع خفض الفترة اللازمة للعلاج داخل المستشفيات، خصوصا عند استخدامه في الأيام الأولى للإصابة بالفيروس.
وأضاف: تشمل العلاجات أيضًا مادة «فافيبيرافير» المتوفرة تجاريًا باسم دواء «أڤيبيراڤير» الذي تم طرحه مؤخرًا في الصيدليات للحالات المعزولة منزلياً، مؤكدًا وجود دراسات عديدة على المرضى أثبتت أهمية «أڤيبيراڤير» للغاية لمرضى الحالات البسيطة والمتوسطة من مصابي كورونا، وأنه كلما تم استخدامه بشكل مبكر كانت النتيجة أفضل
وأشار إلى أن الدواء ظهر عام 2014 كعلاج للإنفلونزا باليابان، وأرسل لأكثر من 40 دولة لاختباره سريرياً لحالات فيروس كورونا المستجد، واعتمدته أكثر من دولة في بروتوكولات علاجها، منها مصر والهند والصين، وروسيا، بالإضافة لليابان.
وأشار إلى أن اللقاحات ما تزال فعالة في مواجهة الفيروس وتحوراته، لكن فعاليتها قد تقل قليلاً، لافتاً إلى أن دراسات عالمية أجريت حول فعالية اللقاحات، وجدت أن لقاح «أسترازينيكا» على سبيل المثال فعَّال في منع الإصابة بالسلالات المتحورة بنسبة أقل؛ بنسبة 75% بمواجهة سلالة «ألفا» لدى الحصول على جرعة واحدة، بينما تقل هذه النسبة في سلالة دلتا إلى 67%.
وشدد «خطاب» على أهمية الحصول على لقاحات كورونا لحماية الجسم من المضاعفات الأكثر خطورة لفيروس كورونا.
من جانبها، قالت الدكتورة مايسة شرف الدين، أستاذ الأمراض الصدرية بقصر العيني ورئيس قسم الأمراض الصدرية السابق، إن الفيروسات حينما تجد مقاومة تتحور من أجل البقاء، مشيرة إلى أنه لم يتم تسجيل تحورات أو طفرات لفيروس كورونا مقلقة في مصر حتى الآن.
وذكرت أن الدراسات أظهرت أن سلالة «دلتا» مرتبطة بأعراض مختلفة مقارنة بالسلالات السابقة لفيروس كورونا، كما أن متحور «دلتا» لديه قدرة أكبر على الانتشار، والعدوى، أو التسبب في مرض أشد، بالإضافة إلى أنه يقلل نسبة الأجسام المضادة التي تتكون من خلال الحصول على اللقاح.
وحذرت من عدم التزام البعض بالإجراءات الاحترازية لمجابهة مخاطر كورونا لحين الانتهاء من تطعيم المواطنين بلقاح كورونا، مع ضرورة ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي، خاصة مع الإجازات الصيفية.