العضو المنتدب لشركات أدوية «الحكمة» فى مصر: نتبنَّى خططاً استثمارية توسُّعية تتماشى مع رؤية مصر 2030.. ونتعاون بشكل وثيق مع الجهات الحكومية لتعزيز استقرار قطاع الأدوية
تامر جردانة .. العضو المنتدب لشركات أدوية «الحكمة» فى مصر والسودان
نمتلك فى مصر ثلاث منشآت تصنيعية مرنة من الدرجة الأولى قادرة على إنتاج أدوية معقَّدة إلى جانب مركز للبحث والتطوير بهدف مواصلة الابتكار
لدينا أول مصنع متخصص فى أدوية الأورام فى مصر.. ويمثل إنجازاً مهماً فى دعم احتياجات المرضى وتخفيف عبء الاستيراد
30 منشأة تصنيعية تمتلكها المجموعة فى مختلف أنحاء العالم
17 عدد الأسواق التى تتواجد «الحكمة» بها فى منطقة الشرق الأوسط
150 عدد مستحضراتنا الدوائية تغطى العديد من المجموعات العلاجية
1000 عدد العاملين فى شركات «الحكمة» بمصر.. وهم رأسمالها الحقيقى
تتبنَّى شركة أدوية «الحكمة»، التى تتواجد فى السوق المصرية منذ عام 2007، خُططاً استثمارية وتوسُّعية تتماشى مع رؤية مصر 2030، من خلال ضخِّ مزيد من الاستثمارات المحلية، وتطوير مجموعة مميَّزة من المستحضرات التى تلبِّى احتياجات المرضى عبر ثلاث منشآت تصنيعية مَرِنة مملوكة لها، قادرة على إنتاج أدوية معقَّدة، إلى جانب مركز للبحث والتطوير، مما يُعزِّز حصتها السوقية ويؤكد دورها بوصفها شريكاً طويل الأمد للقطاع الصحى المصرى، برؤية مستقبلية تتجاوز التقلبات قصيرة الأجل للسوق المصرية.
تناول تامر جردانة، العضو المنتدب لشركات أدوية «الحكمة» فى مصر والسودان، فى حديث خاص، العديد من الملفات الحيوية والأفكار المبتكرة؛ حيث تطرَّق إلى عوامل نجاح مجموعة «الحكمة» فى المنطقة وقدراتها الابتكارية وأدويتها المتطورة، وفرصها التصديرية، وخططها التوسُّعية فى السوق المصرية، وبرامج التعليم الطبى، والمسئولية المجتمعية.. وغيرها من الموضوعات المهمة فى الحديث التالى.
حدِّثنا عن بدايات شركة «الحكمة» وأين أنتم الآن؟
تأسَّست «الحكمة» عام 1978، ومنذ ذلك الحين نَمَتْ لتصبح واحدة من كبرى شركات الأدوية فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهى الشركة الأولى عربياً التى تُصدِّر إلى الولايات المتحدة من مصانعها العديدة فى المنطقة.
وتتواجد «الحكمة»، المُدرَجة فى سوق لندن المالية، فى أكثر من 50 دولة حول العالم، بما فى ذلك الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وأوروبا، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ونفتخر اليوم بأن لدينا أكثر من 9100 موظف و30 منشأة تصنيعية فى مختلف أنحاء العالم، يقع 20 منها فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلى جانب 9 مراكز للأبحاث والتطوير حول العالم.
ما أهم عوامل نجاح «الحكمة» فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؟
ترتكز عوامل نجاح شركة «الحكمة» على 7 محاور رئيسية، تتمثل فى: الخبرة الطويلة التى تمتد لأكثر من 45 عاماً فى المنطقة، والتى مكَّنتنا من فَهْم ديناميكيات السوق والتكيُّف مع التغيُّرات بشكل أفضل، إضافة إلى امتلاكنا شبكةً عالميةً واسعةً من المصانع والمورِّدين حول العالم لضمان استمرارية الإمدادات، إلى جانب الاستثمار فى التكنولوجيا الرقمية التى أسهمت فى تحسين عملياتنا وتسهيل التواصل والتعاون بين فرق العمل.
كما تشتمل عوامل نجاح «الحكمة» على التركيز على المرضى؛ حيث نضع صحَّتَهم فى صميم اهتماماتنا، مما دفعنا للعمل بجِدٍّ لتوفير الأدوية التى يحتاجون إليها فى الوقت المناسب، إضافة إلى ضمان استمرارية توريد الأدوية الحيوية للمرضى، خاصة أدوية الأورام، رغم التحديات العالمية، إلى جانب استثمارنا فى تطوير منتجات جديدة تلبِّى احتياجات السوق المتغيِّرة، فضلاً عن تعزيز شراكاتنا مع الجهات الحكومية والمنظمات الصحية لتقديم أفضل خدمة للمرضى.
ما حجم مبيعات «الحكمة» فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؟ وما عدد المستحضرات التى تمتلكها عالمياً؟
«الحكمة» اليوم هى ثانى أكبر شركة أدوية فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من حيث المبيعات، واستجابةً للاحتياجات المتغيِّرة للفئات الاجتماعية التى تخدمها تُوسِّع «الحكمة» مجموعة أدويتها العلاجية للأمراض المزمنة، مثل أدوية النظام العصبى المركزى، وأدوية الأمراض القلبية والأوعية الدموية، وأدوية السكرى، والأورام.
وتوفر الشركة حالياً ما يزيد على 760 دواءً تندرج ضمن الأدوية الجنيسة والأدوية ذات العلامة التجارية المسجَّلة فى جميع أسواقها عالمياً، وتقوم بتزويد أدويتها فى 17 سوقاً فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
تمتلكون استراتيجية تستهدف التوسُّع داخل السوق المصرية خلال الأعوام المقبلة، هل تدفعكم التقلُّبات فى سعر صرف الجنيه المصرى إلى التباطؤ فى التوسُّع فى السوق المصرية؟
نتواجد فى السوق المصرية منذ عام 2007، ولدينا فى مصر ثلاث منشآت تصنيعية مرنة من الدرجة الأولى قادرة على إنتاج أدوية معقدة، إلى جانب مركز للبحث والتطوير بهدف مواصلة الابتكار، ونحرص على دعم استثمار «الحكمة» بنجاح فى مصر من خلال ضخ الخبرات العالمية من شركاتنا ومصانعنا فى الولايات المتحدة الأمريكية والبرتغال وألمانيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدعم عملياتنا المحلية وتعزيزها.
وتتبنَّى شركة أدوية «الحكمة مصر» خططاً استثمارية وتوسُّعية تتماشى مع رؤية مصر 2030؛ حيث تُعدُّ مصر واحدة من أفضل الأسواق الاستثمارية فى منطقة الشرق الأوسط؛ إذ تشهد معدَّلات نُمو وفُرص استثمارية واعدة، بفضل الإصلاحات الاقتصادية والتشريعية النوعية التى اتخذتها الدولة خلال الأعوام القليلة الماضية وامتلاكها منظومة متكاملة لتمكين صناعات حيوية مثل صناعة الأدوية، مما يسهم فى تنويع الاقتصاد وتعزيز مرونته وتوفير فرص عمل للكفاءات المحلية المدرَّبة والمتمكِّنة، ورغم التحديات المرتبطة بتقلُّبات سعر صرف الجنيه المصرى فإن التزامنا تجاه السوق المصرية يظل قوياً وثابتاً.
ندرك أن مثل هذه التقلُّبات قد تفرض ضغوطاً مالية وتشغيلية، ولكنها لا تؤثر على قرارنا بالتوسُّع والاستثمار فى مصر؛ حيث نتَّبع استراتيجية طويلة الأجل تعتمد على ضخِّ استثمارات مستدامة فى الإنتاج المحلى، وتطوير مجموعة منتجاتنا، بما يخدم احتياجات المرضى المصريين.
ويتضمن جزءٌ من خطتنا للتوسُّع زيادة نسبة التصنيع المحلى، مما يُقلِّل من تأثرنا بتقلُّبات العملة، ويزيد من قدرتنا على تقديم منتجات عالية الجودة بتكلفة مناسبة للسوق المحلية.
ونتعاون بشكل وثيق مع الجهات الحكومية لتعزيز استقرار قطاع الأدوية، مما يدعم خططنا الاستثمارية ويسهم فى استمرارية التوسُّع، وتتجاوز رؤيتنا المستقبلية للسوق المصرية التقلُّبات قصيرة الأجل، ونتطلَّع إلى تحقيق نُمو مستدام يُعزِّز حصتنا السوقية، ويؤكد دورنا كشريك طويل الأمد للقطاع الصحى المصرى.
هل تعتزمون إجراء أىٍّ من أنواع التحديث أو زيادة خطوط الإنتاج لمصانعكم فى مصر خلال الفترة المقبلة؟
تضخُّ شركة أدوية «الحكمة مصر» استثمارات فى تطوير إمكانيات التصنيع ونقل الخبرات والتكنولوجيا، وتُخطِّط لضخ استثمارات جديدة سنوياً لتطوير تقنيات التصنيع الحديث باستمرار، وتقديم الحلول الفاعلة لإنتاج المستحضرات الدوائية بمختلف أشكالها وتوفيرها بشكل دائم، إلى جانب مواصلة جهودنا فى مجال الأبحاث والتطوير والابتكار، من أجل الوصول إلى حلول متقدمة من شأنها مساعدة أفراد المجتمع فى تعزيز صحتهم، وتوفير البديل المحلى للاستيراد.
يُعدُّ هذا الاستثمار السنوى الإضافى امتداداً لاستثمارات مجموعة «الحكمة»، وذلك عبر الاستفادة من نقل الخبرات والتكنولوجيا المماثلة لمصانع «الحكمة» فى كل من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا لإنتاج مستحضرات علاجية محلية مماثلة فى مصر.
وتحرص شركة أدوية «الحكمة مصر» على دعم الاستثمار من خلال توطين الخبرات العالمية بالاستفادة من خبرات الشركات والمصانع الشقيقة لها فى العالم لدعم عملياتها المحلية وتعزيزها.
ما عدد المستحضرات التى تمتلكها الشركة بنهاية 2024 وعدد المستحضرات المستهدف طرحها خلال2025؟
بوصفنا شركةً رائدةً فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدينا محفظة متنامية من العلاجات التى تشمل الأدوية الجنيسة والحيوية والعلاجات المناعية والابتكارات المتطوِّرة، إضافة إلى أكثر من 150 منتجاً فى مختلف المجالات العلاجية، ونهدف لزيادة طرح مستحضرات جديدة كل عام تغطى مجالات علاجية متنوعة وتستهدف فئة واسعة من المرضى لتوفير صحَّة أفضل فى البلاد.
تمتلكون أول مصنع لأدوية الأورام فى مصر.. حدثنا أكثر عن هذا المصنع؟
نفتخر فى شركة أدوية «الحكمة مصر» بامتلاكنا أول مصنع مختص فى أدوية الأورام فى السوق المصرية، وهو يمثل إنجازاً مهماً فى دعم احتياجات المرضى وتخفيف عبء استيراد هذه الأدوية، ويجسِّد هذا المصنع التزامنا العميق بتقديم حلول علاجية متطورة تسهم فى تحسين حياة المرضى المصريين، ولا سيما فى مجال علاج الأورام الذى يُعدُّ من أكثر المجالات العلاجية أهميةً وحساسية؛ حيث يقدم المصنع عدة فوائد رئيسية للسوق المصرية، تشمل القدرة على تأمين إمداد مستمر من أدوية الأورام المهمة، وتقليل الاعتماد على الاستيراد الخارجى، مما يسهم فى تقليل التكلفة على المرضى والنظام الصحى.
وإلى جانب ذلك، يتيح لنا المصنع تطوير منتجات تتماشى مع الاحتياجات المحلية، وهو ما يدعم الاستراتيجية الوطنية للاعتماد على الصناعة المحلية فى تلبية الاحتياجات الصحية، كما يوفر المصنع العديد من الأدوية المتطورة لعلاج الأورام، بما فى ذلك مستحضرات جديدة تمثل إضافة نوعية لمحفظة شركة أدوية «الحكمة مصر»، وتشمل هذه العلاجات أدوية لأمراض السرطان المختلفة، وأدوية المناعة، مما يتماشى مع رؤية مصر 2030 الهادفة إلى توطين صناعة الأدوية.
ويمثل مصنعنا خطوة استراتيجية نحو تحقيق الاكتفاء الذاتى فى علاج الأورام، ويجسد التزامنا بتقديم حلول علاجية مبتكرة ومستدامة للمجتمع المصرى.
هل تكتفون بضخِّ كامل الإنتاج من مصنعكم لأدوية الأورام للسوق المصرية أو تلجأون إلى التصدير للخارج؟
تستهدف شركة أدوية الحكمة أن تكون مصر مركزاً استراتيجياً للتصدير، وتؤدِّى مصانعنا فى مصر دوراً فى تلبية احتياجات الأسواق الخارجية، وأولويتنا هى تحويل مصر إلى قاعدة تصديرية مهمة، وقد بدأنا بالفعل فى تصدير منتجاتنا المصرية إلى الدول المجاورة، مع السَّعى إلى زيادة هذه الصادرات فى المستقبل.
أصبح التعليم الطبى المستمر أحد أهم الملفات الرئيسية داخل سوق الدواء.. ما أبرز البرامج التى أطلقتها الشركة فى هذا الصدد؟
يُمثل التعليم الطبى المستمر إحدى أولوياتنا فى «الحكمة»، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030؛ حيث ندرك أهمية هذا الجانب فى دعم الكوادر الطبية وتطوير مهاراتهم لمواكبة أحدث التطورات العلمية، وفى هذا السياق أطلقنا عدَّة برامج متخصصة وورش عمل بالشراكة مع خبراء محليين ودوليين، بهدف تزويد الأطباء بآخر المستجدات فى العلاجات والممارسات الطبية، وخاصة فى مجالات علاج الأورام وأمراض الجهاز المناعى والأمراض المزمنة ودعم صحَّة المرأة.
كما وقَّعنا اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع العديد من الجامعات المصرية لتمكين الطلبة، من خلال فرص التدريب العملى والتوجيه وصقل القدرات؛ لبناء مستقبل واعد للأجيال القادمة فى قطاع الصناعات الدوائية.