الدواء المصرى vs الأجنبى.. أيهما يفضل الطبيب والفرق بينهما مع كل مرض دواء
باتت أزمة الأدوية المستوردة من أكبر المشكلات التى تهدد حياة الملايين من المرضى، وبين التمسك بالأدوية المستوردة وقلة وجودها وعدم توفير بدائل لها وغلاء الأسعار صراع لا ينتهى، وفى محاولة للتعرف على أزمة الأدوية من وجهة نظر بعض الأطباء وكيفية استخدام البدائل للتغلب على الأزمة، أفاد الأطباء بالتالى..
مخ وأعصاب
وعن أدوية أمراض المخ والأعصاب، أوضح الدكتور “تامر عمارة” أستاذ المخ والأعصاب كلية طب جامعة عين شمس، أن غالبية الأدوية مستوردة وليس هناك بدائل مصرية لكل الأنواع، مثل جلطة المخ والتصلب المتناثر وبعض حالات الصرع والصداع.
وتابع، أحيانا نجبر على كتابة دواء مصرى للمريض كبديل عن المستورد وهو يكون أقل فاعلية ولكن لا يوجد اختيار آخر لأن يشترط فيه الثقة وعدم تعرض المريض لمضاعفات أو آثار جانبية له.
وأشار الدكتور “عمارة” إلى أن المشكلة الأكبر تكون فى مستشفيات التأمين الصحى فنظرا لعدم توفر الأدوية يتم صرف البدائل المتغيرة وأدوية أمراض المخ والأعصاب تحتاج إلى الثبات فترة والتغيير يكون تحت إشراف الطبيب ولكن فى كل مرة صرف للروشتة يحصل المريض على بديل للدواء المكتوب فى الروشتة وهو ما يجعل المريض يشعر باللخبطة وعدم الانتظام فهو يحتاج إلى تعديل للجرعات وفقا لكل نوع على حسب حالته الصحية.
نفسى
وعن الأدوية النفسية قال الدكتور “مينا جورج” أخصائى طب المخ والأعصاب والطب النفسى وعلاج الإدمان، يعتمد العلاج النفسى على الجلسات التى يكتشف من خلالها الطبيب سبب المشكلة لدى المريض ويعتبر الأدوية دورها مكمل فى بعض الحالات وهناك بعض المدارس الطبية تكتفى بجلسات العلاج النفسى فقط، ولكن هناك فى مصر بدائل عن الأدوية المستورد فى المجال النفسى ولا يقل فى تأثيرة وفاعليته شىء عن المستورد، على سبيل المثال هناك حقنة مستوردة تستخدم فى علاج اضطراب الفصام ثمنها 700 جنيه والبديل المصرى ونفس الفعالية بـ6 جنيه.
وتابع، تعتمد الشركات الأدوية خاصة للأمراض النفسية على ثقافة الشعب المصرى التى تفضل المستورد دائما فى كل شىء فضلا أن المريض المصرى يظن أنه بدون دواء لن يعالج، ولكن نحن كأطباء نفسيين نعتمد فى علاجنا لمختلف الاضطرابات النفسية على تغيير سلوك المريض ومواجهته لمرضه لتغيير نمط حياته مما يساعده على التغلب على الاضطراب النفسى سواء الاكتئاب أو القلق أو غيرها من الاضطرابات.
وأشار الدكتور “مينا” إلى أن وقف الاستيراد حاليا للكثير من الأدوية تعتبر فرصة قوية للشركات المصرية للمنافسة بقوة عن طريق تصنيع الأدوية بجودة عالية فى كل المجالات ليس فقط فى مجال الأدوية النفسية، ومن الاضطرابات النفسية التى لا يوجد لها بديل مصرى والمستورد منها لم يعد متوفر هى أدوية فرط الحركة وتشتت الانتباه، وهى مشكلة تواجهها الأسر التى ممن يعانوا أطفالهم من هذا الاضطراب.
عظام
ومن جانب آخر أشار الدكتور “الظاهر حسن الظاهر” أستاذ جراحة العظام طب عين شمس، إلى أن أغلب أدوية العظام المستوردة لها بديل مصرى جيد يقوم بنفس دورها ولا يقل فاعلية عنها، وذلك بفضل انتاج شركات مصرية كثيرة لهذه الأدوية مما أدى إلى زيادة المنافسة فيما بينهم ومحاولة كلا منها الاقتراب للعلاج الفعال من أمثال أدوية الالتهابات.
وتابع، أما هناك بعض أدوية هشاشة العظام المستوردة ليس لها بديل مصرى وهو ما قد يؤثر على بعض الحالات المرضية، ولكن الشركات المستوردة تؤكد دائما أنها توفر الدواء رغم زيادة الأسعار وأن الصيادلة هم من يخزنون الأدوية لحين ارتفاع سعرها حتى يكون هناك مكسب مضاعف، لذلك لابد أن تقوم الوزارة بالحد من هذه الإجراء حتى لا يدفع المريض الثمن، فهناك مرضى كثر مثل مرضى الأورام لا يوجد بديل مصرى لعلاجهم وهم بحاجة للمستورد.
جلدية
وعن أدوية الأمراض الجلدية، تقول الدكتورة “رانيا حسين” أخصائية أمراض جلدية جامعة بنها ، الأمراض الجلدية غالبية أدويتها مستوردة، وتكمن مشكلة نقص الأدوية فى مصر هو ارتفاع سعر الدولار وقلة توفره، وهناك بعض أدوية الأمراض الجلدية لها بديل مصرى ولكنه غير فعال بنفس الصورة التى هى عليها الأدوية المستوردة، حيث أن الأدوية البديلة نظرا لشرط الوزارة على أصحاب شركات الأدوية من تخفيض سعره مما يجعل صاحب الشركة يقوم بالتوفير من خلال تقليل نسبة المادة الفعالة فى الدواء لهذا نجدها أقل فاعلية من المستورد مما يؤدى إلى شفاء المريض فى مدة أطول.
وأضافت، فى أمراض الجلدية نحن ننقسم إلى قسمين الأول تجميلى وكل الأدوية الخاصة به مستوردة وغير متوفرة مع الأزمة التى نعيشها، القسم الثانى هو الجلدية والتناسلية وهو مثل باقى أقسام الطب ينقصه الدواء المستورد والبديل المحلى، لأن الفكرة فى الدواء المصرى تكمن فى شراء المادة الخام التى تحتاج دولارات أيضا ثم تصنيعه هنا، نحن بحاجة لتصنيع المادة الخام نفسها فى مصر حتى نتمكن من منافسة المستورد بقوة.
وأشارت المريض فى مصر يرغب دائما فى استخدام المستورد على بشرته نظرا لفاعليتها واستماعه لتجارب الآخرين التى لم تؤثر عليهم أو تترك أى آثر سلبى على بشرتهم فضلا عن سرعة الشفاء بها، ولكن مع انقطاع استيراد الأدوية وعدم توفرها فى الصيدليات حاليا يجبرنا لكتابة الأدوية المصرى وأحيانا هذه الأدوية يحتاج منها جرعتين بدلا من واحدة لتكون فعالة ومؤثرة فى مواجهة المرض.
وعن الحلول تقترح الدكتورة “رانيا” بأهمية الرقابة على أسعار الدواء المصرى والمستورد بالإضافة إلى تفعيل قانون يلزم الشركات بتوفير الدواء طالما حصلت على ترخيص بدلا من قيامهم بالفكرة التجارية التى تعتمد على عدم إنزال الدواء للأسواق فيزداد الطلب عليه ثم تنزله بأسعار عالية نظرا لحاجة المرضى إليه.
جهاز هضمى وكبد
أما أدوية الجهاز الهضمى والكبد أوضح الدكتور “محمد أنور سليمان” استشارى الجهاز الهضمى ومدير وحدة الكبد والجهاز الهضمى بمستشفى المنيل الجامعى، لا يوجد مشكلة فى أدوية الجهاز الهضمى والكبد حاليا فالمصرى منها متوفر وله فاعلية عالية ولا يوجد فرق بينها وبين المستورد، ولكن هناك بعض أدوية التهابات القولون التقرحية المستوردة هى التى تنقص المرضى وبعض أدوية فيروس B ولكن جميعهم لهم بديل مصرى جيد.