الدكتور محمد معراوى: حجم استثماراتنا فى مصر تجاوز 50 مليون دولار.. ومصنعا «كرمان» و«رفادة» يعملان وفقاً لاستراتيجية تكاملية لتوفير الأدوية بأعلى كفاءة وفاعلية ومأمونية
الدكتور محمد معراوى الرئيس التنفيذى لمصنع «كرمان» للصناعات الدوائية
نخطط للدخول فى شراكة استراتيجية مع إحدى كبريات شركات التوزيع فى السوق المصرية لتسويق وتوزيع أدويتنا
نركز بشكل كبير على ملف التصدير.. و20% من إنتاجنا فى 2024 تم تصديرها ونستهدف زيادة تلك النسبة إلى 30% فى 2025
نمتلك قدرات تصنيعية كبيرة تُمكننا من تصنيع 250 مستحضراً دوائياً ومُكمِّلاً غذائياً لأكثر من 70 شركة أدوية
تأسيس كيان مشترك مع مؤسسة دوائية كبرى برعاية مجلس الوزراء وهيئة الدواء لتصدير الأدوية المصرية للسوق السعودية من خلال مصنعنا بالمملكة
1000 طن حجم السعة الاستيعابية لمخازن مصنع «كرمان»
30 مستحضراً دوائياً ومُكمِّلاً غذائياً نستهدف طرحها فى 2025
تتبنَّى شركة «كرمان» خطةً طموحاً للتوسُّع بقوة فى سوق الدواء المصرية، متسلِّحةً بخبرة المجموعة الأم (الرازى للصناعات الدوائية)، التى تمتد لأكثر من 70 عاماً فى سوريا والمملكة العربية السعودية، ومزودةً بقدرات تصنيعية كبيرة قادرة على توفير أدوية مبتكرة وفعَّالة وذات جودة عالية للمريض المصرى والعربى؛ حيث تخطط للدخول فى شراكة مع واحدة من كبريات شركات توزيع الأدوية فى مصر، مما يمكنها من تسويق وتوزيع أدويتها على أوسع نطاق، إضافة إلى الدخول فى شراكة مع واحدة من أكبر الكيانات الدوائية فى مصر، لتوفير أدويتها فى السوق السعودية من خلال مصنع المجموعة فى المملكة، وذلك برعاية مجلس الوزراء وهيئة الدواء المصرية.
الدكتور محمد معراوى، الرئيس التنفيذى لمصنع «كرمان» للصناعات الدوائية، قال إن حجم استثمارات الشركة فى مصر يتجاوز 50 مليون دولار، ومن المقرر ضخ مزيد من الاستثمارات خلال الفترة المقبلة؛ حيث نستهدف إضافة خط إنتاج جديد لتصنيع البخاخات الاستنشاقية ذات الجرعات المقننة، وخط آخر لـ«بديل سوفت جيلاتين»، الذى يُعدُّ أول خط من نوعه فى مصر، إضافة إلى خط إنتاج لقطرات العين، وستعمل هذه الخطوط جنباً إلى جنب مع خطوط إنتاج مصنع «رفادة» المميزة والنادرة، مما يدعم السوق والمريض المصرى من خلال توفير الأدوية بأعلى كفاءة وفاعلية ومأمونية.
بدايةً، ما أبرز ملامح استراتيجية عملكم فى مصر خاصة أنكم تمتلكون خبرة كبيرة فى السوق السورية والسعودية؟
تمتلك المجموعة خبرة كبيرة فى صناعة الدواء فى المنطقة العربية تمتد لنحو 70 عاماً؛ فمصنع «كرمان» هو جزء من مجموعة «الرازى جروب»، التى تأسست فى سوريا عام 1954، وتمتلك مصنعين دوائيين هناك، بجانب مصنع آخر لمستحضرات التجميل، إضافة إلى مصنع أدوية فى المملكة العربية السعودية «رازى المدينة»، ومصنعين فى مصر: «كرمان» و«رفادة»، واستراتيجيتنا فى المجموعة بشكل عام تتمحور حول هدف رئيسى هو المساهمة فى توفير العلاجات الآمنة والفعَّالة للمريض، بما يعزِّز من قدرات منظومة الرعاية الصحية فى مختلف الدول التى نتواجد فيها، وذلك من خلال طرح مستحضرات دوائية ومُكمِّلات غذائية مبتكرة، بجانب إنشاء وحدات صناعية وخطوط إنتاج وفقاً لأعلى المعايير العالمية، تسهم فى توفير الفرصة المناسبة لشركات الأدوية التى لا تمتلك مصنعاً لإنتاج مستحضراتها بمختلف أشكالها، سواء الكبسولات أو الأقراص أو غيرها.
وكيف كانت بداية عملكم فى مصر؟ وما أبرز خطوط الإنتاج التى لديكم؟
مصنع «كرمان» للصناعات الدوائية أُنشئ بالمنطقة الصناعية ببياض العرب فى بنى سويف على مساحة تتخطى 10 آلاف متر مربع، وبدأ إنتاجه الفعلى فى عام 2020، ومنذ ذلك الوقت حصل المصنع على اعتمادات: ISO9001، ISO45001، ISO14001 ،ISO22000، وشهادات GMP الخاصة بالتصدير، ويضم مصنعنا الآن 8 خطوط إنتاج لتصنيع الأقراص والكبسول بطاقة إنتاجية تصل إلى ما بين 700 و900 مليون كبسولة، ومليار قرص، بجانب خط الأكياس الفوارة وغير الفوارة، بطاقة إنتاجية من 50 إلى 52 مليون «كيس» سنوياً.
وما حجم استثماراتكم؟ وهل تستهدفون ضخ استثمارات جديدة؟
حجم استثمارات مصنع «كرمان» يصل لنحو 50 مليون دولار، كما نستهدف خلال العام الجارى (2025) إضافة خط إنتاج جديد لتصنيع البخاخات الاستنشاقية ذات الجرعات المقننة، وكذلك إنتاج الكبسولات المملوءة بالسوائل والزيوت (بديل سوفت جيلاتين – Liquid filled hard Gelatin capsules)، الذى يُعدُّ أول خط من نوعه فى مصر، إضافة إلى خط إنتاج لقطرات العين يتوقع دخوله حيِّز التشغيل قبل نهاية العام.
وما العلاقة بين مصنعكم فى بنى سويف ومصنع «رفادة» فى مدينة بدر باعتباركم تابعين لنفس المجموعة؟
كما أشرت، فإن مصنعى «كرمان» و«رفادة» تابعان لمجموعة «الرازى»، ونحن فى مصر نعمل معاً وفقاً لاستراتيجية تكاملية بين المصنعين؛ لكنهما مستقلين إداريا، وماليا، فمصنع «رفادة» به خطوط إنتاج نادرة وجديدة مثل الـ odf وpov واليونيت دوز، والسمى سوليد، والسليوشن؛ فنحن حريصون فى السوق المصرية على التنوُّع بين المصنعين لتغطية كل الأشكال الصيدلانية.
عام 2024 شهد تحديات اقتصادية صعبة أبرزها عدم توافر العملة الصعبة، كيف أثر ذلك على أعمالكم خلال العام الماضى؟
بالفعل عام 2024 كان مليئاً بالتحديات، لكن الحقيقة أن الإجراءات التى اتخذتها الدولة المصرية والحكومة ووضعها الصناعات الدوائية فى مقدمة أولوياتها لتدبير العملة الصعبة ساهمت فى تخفيف حدة الأزمة بشكل كبير؛ من خلال الإفراج عن المواد الخام الدوائية، التى بلغت قيمتها بالنسبة إلينا وقتها نحو مليونى دولار؛ فالدولة سعت لاتخاذ العديد من الإجراءات لتوفير النقد الأجنبى الذى أسهم بدوره فى الإفراج عن البضائع والمنتجات ومستلزمات الإنتاج بشكل فورى فى مختلف الموانئ المصرية، مما منحنا دفعة قوية وساهم فى زيادة إنتاجنا لتلبية احتياجات السوق المحلية والتصدير للخارج.
لكن السوق تعرَّضت لنقص شديد فى العديد من المستحضرات؟
هدفنا الرئيس هو ضمان توافر الدواء للمريض؛ ولذلك فنحن فى «كرمان» نحرص دائماً على امتلاك مخزون استراتيجى كافٍ من المواد الخام، يضمن استمرارية الإنتاج، ولذلك فإن السعة الاستيعابية لمخازن المصنع تصل إلى نحو ألف طن، وتمتد على مساحة 2000م2، وهو ما عزَّز من قدراتنا فى مواجهة الأزمة الماضية وحافظ على استمرارية الإنتاج، ولقد عملنا على مدار 24 ساعة لتأمين احتياجات السوق المصرية ومتطلبات هيئة الشراء الموحَّد، بالتنسيق مع هيئة الدواء المصرية، التى قامت بدورها بمجهود كبير لتجاوز الأزمة، والحمد لله لم يتعرض أىُّ من مستحضراتنا أو الشركات التى تصنِّع لدينا لأى نقص خلال الفترة الماضية.
تابعنا زيارة رئيس الوزراء لمصنعكم خلال العام الماضى.. ماذا تمثل هذه الزيارة لكم؟ وما أبرز ما تم فيها؟
بالقطع زيارة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى لمصنعنا شرف كبير، وتعكس حرص الحكومة على دعم الصناعة، وخاصة الصناعات الاستراتيجية، ومنها صناعة الأدوية، ولقد تفقد رئيس الوزراء سير العمل داخل المصنع، وتابع بنفسه خطوات الإنتاج، وأكد حرص الدولة على إتاحة المزيد من التيسيرات والمحفزات لدعم صناعة الدواء، وتشجيع القطاع الخاص.
ما حجم مبيعاتكم المستهدفة فى مصر خلال 2025؟
نستهدف تحقيق نمو كبير خلال العام الجارى، مرتكزين على طرح 10 مستحضرات دوائية و20 مُكمِّلاً غذائياً، وذلك بالشراكة مع إحدى كبريات شركات التوزيع كشراكة استراتيجية جديدة من نوعها فى السوق المصرية، بجانب 5 مستحضرات متواجدة بالفعل لعلاج الكوليسترول وأدوية السكر والجهاز الهضمى، تقدم قيمة مضافة كبيرة فى هذا المجال، كما نمتلك أكثر من 100 مستحضر متنوع فى مراحل التسجيل المختلفة، ستُطرح تباعاً خلال السنوات المقبلة.
ملف التصدير أحد أهم المحاور لضمان احتياج شركات الأدوية الدولارية.. كيف تتعاملون مع هذا الملف؟
نركز بشكل كبير على ملف التصدير، و20% من إنتاج أدويتنا وأدوية الشركات التى تصنِّع لدينا يتم تصديرها، كما نستهدف زيادة هذه النسبة لتصل إلى 30% خلال 2025، مرتكزين على جودة منتجاتنا والانتهاء من تسجيل مصنعنا فى أكثر من دولة، ومنها الإمارات والعراق وكردستان واليمن، بجانب السوق السعودية التى تمثل لنا فرصة كبيرة من خلال الشراكة مع مصنعنا بالمملكة، وهناك مبادرة برعاية مجلس الوزراء المصرى وهيئة الدواء المصرية لتصدير الأدوية المصرية من خلال مصنعنا بالسعودية، ليكون منتجاً مصرياً سعودياً، وذلك سيضاعف من العوائد الدولارية، كما نستهدف التوسُّع فى الأسواق الإفريقية، بجانب تغطية أسواق الخليج والعراق واليمن.
وماذا عن التصنيع للغير وعدد الشركات التى تصنِّع لديكم؟
أكثر من 70 شركة أدوية تصنع منتجاتها لدينا بإجمالى 250 مستحضراً دوائياً ومُكمِّلاً غذائياً، وفى 2024 بلغ إجمالى مبيعات إنتاج مصنعنا نحو 21 مليون دولار فى مصر. وكما ذكرت فإن أحد أهدفنا الرئيسية هو توفير مصنع وفقاً لأعلى المعايير العالمية، لتلبية احتياجات شركات الأدوية التى لا تمتلك مصنعاً لإنتاج مستحضراتها.
أخيرا.. كم عدد العاملين فى الشركة؟
العاملون فى المؤسسة هم رأس المال الحقيقى، ولدينا حوالى 300 موظف، ونستهدف إتاحة أكثر من 400 وظيفة مباشرة وغير مباشرة خلال 2025، كما نوفر للعاملين بالشركة بيئة عمل مناسبة، إضافة إلى الحرص على تطوير وتدريب مهاراتهم، كما وقعنا اتفاقية تعاون مع كلية الصيدلة بجامعة بنى سويف لتدريب طلاب الامتياز بالكلية، ونحرص على توظيف المتميزين منهم.
أيضاً وقعنا اتفاقية شراكة استراتيجية مع جامعة بنى سويف لتدريب طلاب جميع الكليات ذات الصلة بصناعة الأدوية؛ مثل كليات الهندسة وإدارة الأعمال، حيث نقوم بتدريب الطلاب وتوظيف عدد منهم بمصانعنا.