ألفت غراب: ننفذ استراتيجية شاملة لتوطين صناعة الدواء فى مصر بقوة هيكلنا المالى والتشغيلى والدعم المطلق من الدولة
الدكتورة ألفت غراب رئيس مجلس إدارة شركة «أكديما»:
نستهدف تعزيز واجهة شركاتنا عبر استهداف ضخ استثمارات نوعية وتطوير خطوط الإنتاج وإنشاء كيانات صناعية جديدة
توفير الدواء للمريض بجودة عالية وأسعار مناسبة هدفنا الرئيسى.. وقادرون على صناعة جميع الأدوية محلياً
بدأنا تدشين «الشركة العربية للخامات الدوائية» بـ«اقتصادية قناة السويس» بتكلفة تقديرية 150 مليون دولار
نعتزم ضخ مليار جنيه وطرح ما يزيد على 100 مستحضر جديد خلال العام الجارى
1200 عدد المستحضرات الدوائية التى تنتجها شركات أكديما
14 مليار جنيه حجم مبيعات «أكديما» خلال عام 2023
تُعدُّ الشركة العربية للصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية «أكديما الدوائية» من أبرز الكيانات الكبرى فى صناعة الدواء المصرية، وإحدى أذرع الدولة القوية لتلبية احتياجات السوق؛ كونَها مورداً رئيساً للأدوية فى جميع مبادرات رئيس الجمهورية، وبمحفظة منتجات نوعية تشمل 1200 مستحضر دوائى تنتجها 16 شركة تابعة، ودورها الرائد فى التعاون مع كبرى شركات الأدوية العالمية لنقل التكنولوچيا الحديثة فى صناعات الأدوية، وأيضاً لاعتبارات تتعلق بتاريخ إنشائها وسلسلة نجاحاتها المتعددة فى كل أنشطتها التشغيلية والمالية والمجتمعية.
وعن مسيرة الشركة الممتدة، ودورها الاستراتيجى، والدعم المطلق من الرئيس عبد الفتاح السيسى والحكومة، تحدَّثت الدكتورة ألفت غراب، رئيس مجلس إدارة «أكديما»، عن محاور النجاح التى تعمل عليها الشركة خلال الفترة الحالية لتعزيز قدراتها التصنيعية، ولتعزيز واجهة شركاتها التابعة، عبر استهداف ضخ استثمارات نوعية، وتطوير خطوط الإنتاج وإنشاء كيانات صناعية جديدة، بهدف استكمال توطين صناعة الدواء بشكل كامل، بما يشمل الأدوية الحيوية وأدوية الأورام وأيضاً المواد الخام، مؤكدة أن تحقيق الاكتفاء الذاتى من الدواء وفتح آفاقٍ للتصدير يُعدَّان من أهم أهداف القيادة السياسية.
ما استراتيجية شركة «أكديما» للتعامل مع المعطيات المحيطة بالسوق التى فرضتها التداعيات العالمية فى الوقت الراهن؟
استراتيجية «أكديما» وشركاتها الـ 16 ترتكز خلال المرحلة الحالية على ثلاثة محاور رئيسة؛ أولها ضمان توفير الدواء الآمن والفعَّال بأسعار مناسبة للمريض المصرى، ونؤمن بأن ذلك هو الهدف الأهم والأسمى لكل شركات «أكديما»، خاصة فى ظل ما يشهده العالم من أزمات اقتصادية وسياسية، ولذلك نعمل بشكل متكامل لتأمين استهلاكنا من الخامات الدوائية لمدة 6 شهور على الأقل إلى 12 شهر .
المحور الثانى هو العمل على زيادة حجم التصدير؛ لأنه المصدر الرئيس للعملة الأجنبية، التى يتم إعادة ضخِّها بالبنوك لسداد الالتزامات المالية بالعملة أو فى صورة اعتمادات لاستيراد المواد الخام ومستلزمات التطوير لضمان الاستمرارية، وهنا يجب التأكيد على الدور الكبير الذى تلعبه اللجنة العليا التى تم إنشاؤها لتحديد أولويات استيراد الشحنات والمستلزمات الطبية والأدوية والمواد الخام الدوائية، وتضم: وزارة الصحة، وهيئة الدواء، وهيئة الشراء الموحَّد، ووزارة المالية، والبنك المركزى، وكل الجهات المعنية، التى تقدم دعماً كبيراً لشركات الأدوية الجادة فى ظل أزمة الدولار والظروف الاستثنائية التى يمر بها الاقتصاد العالمي.
المحور الثالث ضمن استراتيجية «أكديما» يتمثَّل فى العمل على توطين صناعة الدواء بشكل كامل، بما يشمل الأدوية الحيوية وأدوية الأورام وأيضاً المواد الخام، تماشياً مع استراتيجية الدولة المصرية، وتوجيهات القيادة السياسية، وقد اتخذنا خطوات مهمة وسريعة فى هذا المجال؛ حيث استطعنا توطين العديد من الأدوية المستوردة، ومنها أدوية التخدير والكورتيزون، ومنع الحمل، وأمراض الجهاز العصبى، والأمراض النفسية، وقطرات العيون،والغسيل الكلوي وأصبحت هذه الأدوية يتم تصنيعها محلياً بدلاً من استيرادها، بما يوفر العملة الصعبة، بالإضافة إلى تصديرها وجلب عملة حرة إلى جانب خراطيش الأنسولين وأدوية الأورام والأدوية المثيلة والبدائل الحيوية «Biosimilars & Biologicals»، إضافة إلى مشروع تصنيع المواد الخام الدوائية (API) لتلبية احتياجات مصر الدوائية، وللإسهام فى تقليل الفاتورة الاستيرادية وزيادة حجم الصادرات.
تحدَّثتِ عن توطين الخامات الدوائية فى مصر.. ما الخطوات الفعلية التى تم اتخاذها فى هذا الشأن؟
بدأنا بالفعل فى العمل على توطين صناعة الخامات الدوائية من خلال إنشاء «الشركة العربية للخامات الدوائية» Arab API؛ حيث حصلنا على الأرض لإنشاء المصنع على مساحة 85 ألف متر مربع بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وتحديداً بالعين السخنة، وتصل تكلفته الاستثمارية إلى حوالي 150 مليون دولار.
ومن المساهمون فى هذا المشروع الجديد؟
هيكل المساهمين يضم «أكديما» بنسبة 60% ، وإيبيكو 30%، والهيئة الاقتصادية لقناة السويس 10%؛ حيث تم احتساب الأرض كحصة عينية لصالح الهيئة الاقتصادية ضمن النسبة المقررة لها.
وهل تعتزمون إقامة شراكات عالمية لدعم تشغيل هذا المشروع المهم؟
نفاوض شركة هولندية من بين كبريات الشركات العالمية فى إنتاج المواد الخام لنقل التكنولوجيا الخاصة بإنتاج الخامة الوسيطة بدءاً من «الزيرو»، وبالفعل قاموا بمعاينة الأرض، والمفاوضات تسير بشكل جيد، والاتفاق يتم على أساس حصول «مصر» على احتياجنا المحلى من الخامة المنتجة، والباقى سوف يُصدَّر بالتعاون بين الشريك الهولندى والشركة؛ حيث تم تحديد الأسواق التى سيعمل كل طرف فيها، كما ستتولى الشركة الهولندية تصدير المنتج الدوائى تام الصنع فى حال توافر كميات إضافية بعد استهلاكنا محلياً، بجانب إمكانية إنتاج أدوية للشريك الهولندى مُسجَّلة فى دول أخرى، ولا تُستخدم فى مصر بهدف التصدير المباشر.
والشركة الهولندية سوف تتولى الإشراف الكامل على المصنع، وهناك عروض من 5 شركات صينية وهندية للتنفيذ الفعلى للمشروع جاري دراستهم.
وما المطلوب من الحكومة لدعم هذا المشروع المهم؟
فى الحقيقة نحن نشعر بدعم كبير من الحكومة بكل مؤسساتها، وفى مقدمتها وزارة الصحة وهيئة الدواء المصرية وهيئة الشراء، فالجميع يعلم أن «أكديما» كيان جادٌّ ويسعى دائماً للصالح العام، ومن ثمَّ فإن ما نقوم به هو فى الأساس لخدمة المريض والاقتصاد القومى.
ومتى يبدأ تشغيل مصنع الخامات الدوائية؟
من المتوقع أن يبدأ تشغيل المرحلة الأولى من مصنع الخامات الدوائية مع نهاية عام 2026، بإنتاج خامة سيفالوسبورين ومنها ينتج 12 مادة خام، ومن المقرر البدء مباشرة فى إنشاء المرحلة الثانية فور انتهاء المرحلة الأولى، وفقاً للمعايير العالمية وأنظمة متعددة الأغراض، بما يتيح إنتاج أكثر من خامة دوائية فى حال حدوث أى طارئ للخامة المستهدفة عالمياً، ويزيد من قدرات المصنع ويوفر خامات دوائية فى قطاعات مختلفة.
وماذا عن توطين الأدوية الحيوية وأدوية الأورام؟
بعد نجاح المرحلة الأولى من مشروع مصنع سيديكو لأدوية الأورام، وتسجيل وإنتاج 12 مستحضر، وإنشاء المعامل، فإننا نعمل حالياً على المرحلة الثانية لإنتاج الكبسول والأقراص، ونستهدف الانتهاء منها مع نهاية 2024، وهنا لا بُدَّ من التأكيد مرة ثانية على دعم الدولة للمشروعات الجادة؛ فهيئة الدواء منحتنا كل الصلاحيات بالمعمل المرجعى الخاص بها لإجراء الفحص اللازم على المستحضرات داخل المعمل المرجعى، كما نجد دعماً كبيراً فى مراحل تسجيل هذه الأدوية نظراً لاحتياج المريض إليها.
ونعمل أيضاً على إنشاء خط إنتاج لتوطين صناعة كل أشكال الأنسولين بعد الفيال والخرطوش بشركة المهن الطبية للأدوية حيث نتجه حالياً نحو تصنيع الأقلام وكل الأشكال الحديثة.
وفيما يخص الأدوية الحيوية والبيولوجية بشركة إيبيكو تم البدء فى تركيب الخطوط بمصنع إيبيكو 3 جاهزة التصنيع بأوربا والسويد، وتسجيل من 12 إلى 15 مستحضراً من الأدوية الحيوية، ونتابع تنفيذ المصنع لحظة بلحظة، ومن المقرر أن يتم التشغيل للمصنع الجديد مع بداية النصف الثانى من العام الحالى 2024 تحت اسم ابيكو 3.
وهذا المصنع أيضاً يبدأ من الخطوات الأولى لإنتاج الأدوية الحيوية، وهو بمنزلة نواة لصناعة الخامات الدوائية فى مصر، وسوف يجعلنا ننتج العديد من خامات الأدوية الحيوية بدلاً من استيردها.
وكذلك فى «أكديما إنترناشيونال» تم تسجيل 50 مستحضراً جديداً فى مجال تنظيم الأسرة ومنع الحمل وأدوية الهرمونات العلاجية والكورتيزون، ونستهدف تطوير المنطقة العقيمة لإنتاج هذه الأصناف الحديثة، بجانب إنتاج الأدوية الأخرى فى مصنع مستقل وفقاً للمعايير والاشتراطات الخاصة بذلك.
وماذا عن المركز المالى لـشركة «أكديما» وحجم الاستثمارات المستهدف ضخُّها فى 2024؟
تتمتع شركة «أكديما» بملاءة مالية جيدة؛ لذلك نسعى دائماً إلى تطوير شركاتنا القائمة والبدء فى مشروعات قومية كبيرة، وخاصة التى تحتاج ملاءة مالية كبيرة، كما نستهدف ضخ استثمارات جديدة خلال 2024 بقيمة مليار جنيه، وسوف توجه فى محاور رئيسة تشمل زيادة حصة الشركة فى الشركات التابعة خاصة المدرجة بالبورصة، أو تطوير المصانع والشركات القائمة، وجميع شركاتنا وخطوط إنتاجها للتوافق مع معايير GMP، كما يتم إنشاء مشروعاتنا الجديدة وفقاً للمعايير الدولية، إلى جانب العمل على إنشاء كيانات صناعية جديدة، خاصة أننا فى «أكديما» نُفضِّل إعادة الضخ فى استثمارات جديدة، ثقةً منا بالاقتصاد وسوق الدواء المصري.
وما حجم مبيعات «أكديما» خلال العام الماضى 2023؟
مبيعات «أكديما» وشركاتها التابعة بلغت نحو 14 مليار جنيه خلال عام 2023، ومن المتوقع أن نحقق معدلات نمو جيدة خلال العام الجارى 2024.
ما عدد مستحضرات الشركة؟ وهل سيتم طرح مستحضرات جديدة خلال 2024؟
نمتلك نحو 1200 مستحضر دوائى تغطى كل المجموعات الدوائية، ونستهدف طرح ما يزيد على 100 مستحضر جديد خلال العام الجارى 2024؛ فكما ذكرت نحن نستهدف توطين صناعة الدواء وتوفير مثيل للأدوية المستوردة وبنفس الكفاءة، خاصة فى ظل أزمة الدولار التى نعانى منها ويشعر بها الجميع.
وماذا عن مستهدفات التصدير خلال 2024؟
نعمل على زيادة التصدير، لكن أولوياتنا هى توفير الاحتياجات الداخلية أو لا، وذلك رغم إيماننا التام بأهمية العملة الأجنبية، لكن المريض المصرى له الأولوية في تأمين احتياجاته.
والأزمة الحالية جعلتنا نفكر بشكل مختلف، ونقدم كل ما هو ممكن لتوفير الدواء للمريض المصرى، من خلال إنتاج الأصناف التى كانت متوقفة ونبحث عن توطين الأصناف للمستوردة، وكذا إنتاج مختلف الأشكال الصيدلانية، وزيادة إنتاج الأصناف المطلوبة، والهدف الرئيسى هو الإتاحة وتقليل الإنفاق الدولارى.