شبح «الإنهيار» يلاحق سلاسل الصيدليات في قصة البقاء على قيد الحياة
10 سلاسل صيدلية تختفي من السوق قبل نهاية 2020 ..وارتفاع المخاطر عقبة أمام الإقتراض
بناء المؤسسات والشركات يحتاج الى أسس ومعايير وقواعد وضوابط واضحة المعالم يحكمها الإفصاح والحوكمة، وفقا لرؤية تضمن الاستمرارية والنجاح، تنعكس إيجابا على المجتمع وتضمن حياة جيدة للعاملين بها.
عزيزي الصيدلي.. هذه قواعد لا تنطبق إطلاقا على سلاسل الصيدليات في مصر، بخلاف ثلاثة سلاسل فقط.. نعم 3 سلاسل فقط، هي من تمتلك الرؤية وتعمل وفقا لنظام مؤسسي قادر على مواجهة المخاطر وعبور الأزمات، والاستمرار في السوق .
إقالات جماعية
تؤكد إدارة سلسلة «س» قبول استقالة سيادتكم.. رسالة تلاقها ستة قيادات بواحدة من سلاسل الصيدليات التي تمتلك 40 فرعا منتشرة بالقاهرة الكبرى من بينهم مدير الموارد البشرية!!!.. المؤسف في الأمر أنهم لم يتقدموا باستقالات!!!».
المدراء «المستقلين – المقالين» ذهبو مهرولين الى مقابلة مالك السلسلة، متسائلين ما الذي حدث؟، لم نتقدم باستقالات!!!.. مالك السلسلة.. «ماعنديش فلوس أعمل ايه»!!!.. لك أن تتخيل صديقي الصيدلي أن هذه السلسلة العظيمة أغلقت 50% من فروعها في أقل من شهر، وقامت بتسريح العمالة.
«انتو عارفين طبعا اللي هيروح يشتكي في مكتب العمل مش هايعرف يشتغل في سلاسل تاني سمعتكم هتسبقكم».. بهذه الكلمات باغت مالك السلسلة العاملين والصيادلة والمدراء الذين تم تسريحهم عن العمل وسط زهول الجميع… «قصة قصيرة حزينة».
نقطة ومن أول السطر
2018 ربما يكون العام الفارق في تاريخ سلاسل الصيدليات المصرية.. فرص استثمارية كبيرة .. معدلات نمو جيدة.. هاتين العبارتين كانتا هن الأكثر ترددا على لسان من يرغب في تأسيس سلسلة صيدلية جديدة، أو التوسع في السوق، على مدار عامي 2018 و2019، مما دفع أصحاب السلاسل أنفسهم الى افتتاح سلاسل تحت اسم جديد.. على طريقة « كل نفسك قبل ماغيرك ياكلك».
الدخلاء أزمة ثقة
«انتو محتاجين زكيبة فلوس».. هكذا كان ردي على أحدهم عندما قرر تأسيس سلسلة صيدلية تسعى لامتلاك 50 فرع ولا يمتلك خبرة في هذا الأمر… «أيوه معانا زكيبة فلوس» إحنا داخلين عارفين هنعمل ايه كويس.. إحنا عندنا مخزن أدوية.. وبعدين يادكتور مش هنحتاج فلوس كتير ولا حاجه.. هكذا كان الرد .
تابع.. «إحنا بنأجر صيدليات مش بنشتري وبناخد بضاعه من شركات التوزيع بالآجل وكل مافروعنا تزيد هانضغط عليهم في مدد السداد وكمان نسب الخصم وبيكون في «حرق» كتير بيحصل نهاية كل ربع سنه هنستفيد منه عن طريق مخزنا ومخازن أصدقاء لينا».
«يعني ياباشا مش محتاج غير إني أعمل شوية دعاية كويسه علشان اسمي يسمع في السوق وشركات التوزيع كتير والمخازن أكتر ولو الدنيا زنقت ناخد قرض من أي بنك». .. «قصة أكثر حزنا من سابقتها».
«الدخلاء».. في ظل ضعف الرقابة علي هذا السوق الحيوي الهام كانوا هم السبب الرئيسي في ضعفه وتراجع الثقة فيه، ويحوم حوله شبه الإنهيار سلسلة تلو الأخرى.. بهذه الكلمات ألقت قيادة دوائية كبيرة باللوم عدم تقنين أوضاع سلاسل الصيدليات في مصر حتى الأن على غرار العديد من البلدان المجاورة أبرزها المملكة العربية السعودية التي تمتلك نموزجين هما الأفضل في المنطقة.
وتابع.. «السوق هيصحح نفسه بنفسه وخلال عام 2021 مش هتلاقي غير عدد سلاسل يتعدو على أصابع الإيد».. «التوسع كان غير مدروس اللي هيعدي الأزمة دي هيكمل وهيكبر في السوق السنين اللي جايه» هكذا يرى.
أزمة سيولة طاحنة
«الكل في الأزمة أي حد يقولك ماعنديش نقص سيولة بيضحك عليك المبيعات متراجعة وفي فروع لسلاسل فاضيه مافيهاش بضاعه وده هيأثر على سمعة السوق كله الشهور اللي جايه».. هكذا كان رأي أحد أصحاب السلاسل الذين قاموا بالتنازل عن سلسلته لشركة المتحدة للصيادلة مقابل تسوية مديونياته».
تابع.. «الديون تراكمت بسبب التوسع غير المدروس السنتين اللي فاتو.. كمان المنافسة كانت شرسة لدرجة ان سماسرة الصيدليات كانوا مش مصدقين الأسعار المعروضه في السوق.. اللي إيجارها يساوي 20 ألف كانت بتوصل لـ 40 ألف، وده حمل السلاسل أعباء كبيرة».
«تصدق يامؤمن إن فرع صيدلية يتم تاجيره بـ 200 ألف جنيه في الشهر ليه هو هيتباع فيه ايه!! وهيكسب كام!!.. طيب تصدق إن مدير سلسله ياخد 120 ألف جنيه راتب في الشهر.. وتحت منه 5 قيادات رواتبهم 300 ألف.. كل الأعباء دي خلت السلاسل كلها بلا استثناء تعمل خسائر خلال النصف الأول».
«حاولت أخد قرض علشان احتفظ بالسلسلة واسدد الديون لشركات التوزيع اللي «قفلت عليا» لكن الموضوع ماكملش.. صديق في البنك قالي مخاطر السلاسل بقيت مرتفعة جدا وصعب تاخد القرض».
شيكات مرتدة
«تخيل لما تكون سلاسل الصيدليات مديونه لشركة توزيع واحدة بـ 2 مليار جنيه.. ديون مشكوك في تحصيلها» بهذه الكلمات أبدي مدير سلسله «بدون عمل»، تعجبه من حال السلاسل الصيدلية في مصر.
تابع..« إكتشفت إن عندنا ديون تتخطي الـ 200 مليون وكل الشكات بترتد، رغم إن البيع في 2019 كان كويس وكسبنا كويس، ليه ترتد الشيكات.. صاحب السلسله قالي السوق كله بيرتد له شيكات عادي.. الفلوس بس «مزنوقه» معايا في مصلحة سريعة والدنيا هتتحرك قريب».
كورونا تعصف بالمبيعات
وأضاف «وعلشان نكون منصفين كورونا أثرت بشكل كبير على المبيعات وفترة الحظر كانت فترة صعبه لولا إن البنك المركزي أجل اقساط البنوك 6 شهر كانت انهارت 20 سلسله دفعة واحدة.. لان فعلا السيولة ضعيف بسبب تراجع البيع.. وكل السلاسل مديونه وواخده قروض»
إنهيار 10 سلاسل
وأبدى قيادي كبير في سوق الصيدلة المصرية قلقه من إنهيار مالا يقل عن 10 سلاسل خلال الشهور الثلاثة المقبلة.. «إحنا دخلنا في الجد والإنهيار هيكون للسلاسل اللي اتبنت في سنتين بشكل غير مدورس».
وتباع.. «تقنين أوضاع السلاسل الصيدلية ووجود تشريع ملزم يضمن تنقية السوق من الدخلاء ويحافظ على هذه الصناعة القادرة على جذب استثمارات أجنبية ضخمة السنوات المقبلة حتمي».
وأضاف..«في قلق كبير داخل السلاسل من الصيادلة اللي مش بيحصلوا على رواتبهم بشكل منتظم .. الرواتب متأخره ولسه ماقبضوش شهر أغسطس وسبتمر الماضيين في 10 سلاسل على الأقل، ودخلين على الشهر الثالث، واللي بيسيب مكانه مش بيلاقي فرصه بسرعه، الفرص قليله جدا والسلاسل بتستغل ده»
سوق الدواء يفتح ملف السلاسل الصيدلية الـ 10 المهددة بالإنهيار في حلقات منفصلة.. قريبا.