نيرفانا شلبى نائب رئيس شركة «نرهادو»: عزَّزنا قدراتنا الإنتاجية ثلاثة أضعاف بتكلفة استثمارية تجاوزت 500 مليون جنيه.. وأدرنا أزمة نقص العملة باحترافية مكَّنتنا من توفير كل أدويتنا بنجاح
نيرفانا شلبى نائب رئيس مجلس إدارة شركة «نرهادو» للأدوية
نخطط للاستحواذ على 2% من مبيعات سوق الدواء المصرية فى 2025 ونعتزم طرح 15 منتجاً قادرة على تحقيق قيمة مضافة للسوق
2025 عام انطلاق «نرهادو» بقوة للتوسُّع خارجياً.. ونثق بجودة منتجاتنا وفريق عملنا فى تحقيق طفرات سريعة بصادراتنا
مستحضرات «نرهادو» ستتواجد فى السعودية خلال الربع الثانى من 2025.. ونتفاوض مع شريك قوى لتصنيع وتسويق منتجاتنا فى الإمارات
23 عدد المستحضرات التى تمتلكها «نرهادو» فى السوق بنهاية 2024
1.3% حجم الحصة السوقية لشركة «نرهادو» خلال العام الماضى
تُعدُّ شركة «نرهادو» واحدة من كبريات الشركات الفاعلة فى سوق الدواء المصرية، التى كان لها السَّبق فى إدخال العديد من المستحضرات الفعَّالة، بجانب دورها فى توفير تقنية الـO.D.F التى تلقى منتجاتها طلباً متزايداً داخل السوق. ويمتلك مجلس إدارة «نرهادو» خبرة كبيرة ورؤية مستقبلية عزَّزت من قدراتها فى مواجهة الأزمة التى تعرَّضت لها سوق الدواء خلال العام الماضى؛ نتيجة عدم توافر العملة الصعبة، بما حافظ على تواجد منتجات «نرهادو» بالسوق، وساعدها على تنفيذ خططها الاستثمارية ومضاعفة الطاقة الإنتاجية لمصنعها ثلاثة أضعاف الطاقة السابقة، بتكلفة استثمارية تتجاوز 500 مليون جنيه، مما عزَّز من قدراتها التصنيعية لتواكب استراتيجيتها التوسُّعية الهادفة إلى التوسُّع محلياً وإقليمياً.
نيرفانا شلبى، نائب رئيس مجلس إدارة شركة «نرهادو»، كشفت عن استراتيجية عمل الشركة وخططها التوسُّعية خلال الفترة المقبلة؛ من سعيها إلى زيادة حصتها السوقية فى سوق الدواء المصرية إلى 2% خلال 2025، إضافة إلى طرح 15 مستحضراً جديداً قادرة على تلبية شريحة كبيرة، إلى جانب البدء فى توفير منتجاتها فى المملكة العربية السعودية خلال الربع الثانى من العام الحالى، فضلاً عن السير فى إجراءات الحصول على اعتمادات الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة الأمريكية بما ينعكس سريعاً على حجم صادراتها.
واجهت سوق الدواء الكثير من التحديات خلال العام الماضى، تمثل أبرزها فى عدم القدرة على تدبير العملة الصعبة لتوفير المادة الخام.. كيف تعاملتم مع تلك التحديات؟
شهد عام 2024 تحديات كبيرة أثَّرت على سوق الدواء المصرية فى ظل عدم توافر النقد الأجنبى وارتفاع سعر الصرف، وهو ما انعكس بقوة على تكلفة إنتاج الدواء؛ حيث يتم استيراد المواد الخام وكذلك مواد التعبئة والتغليف، وهو ما أثَّر على شركات الأدوية وتحديداً التى لا يتوافر لديها موارد دولارية، نتيجة ارتفاع تكلفة الإنتاج وتثبيت أسعار الدواء بسبب التسعير الجبرى، لكننا فى «نرهادو» لم يحدث نقصٌ فى أىٍّ من منتجاتنا بالصيدليات؛ حيث كانت لدينا رؤية مستقبلية مكَّنتنا من اتخاذ خطوات استباقية، وقمنا بعمل شراكة مع إحدى الشركات الأجنبية التى استحوذت على جزء من «نرهادو»، وتم رفع رأسمال الشركة بالدولار، وهو ما منحنا قوة كبيرة من الناحية المالية، ومكَّن الشركة من توفير احتياجاتها الدولارية، وبجانب ذلك فإن عدداً من الأصناف التى ننتجها غير مُسعَّرة جبرياً، مما ساعدنا على تجاوز أزمة ارتفاع التكلفة؛ حيث تم تحريك سعر هذه الأصناف على مدار العام الماضى، بما يتماشى مع ارتفاع تكلفة الإنتاج، ومن ثمَّ نجحنا فى تفادى حدوث أى نقص، وهو الهدف الأهم الذى نعمل من أجله لضمان توافر أدويتنا للمريض.
وكيف ترون الإجراءات التى اتخذتها الحكومة لمواجهة تلك التحديات؟
الدولة تعمل على دعم الصناعة لضمان استدامة الإنتاج وتوافر الأدوية، لكنى أعتقد أن ما تم غير كاف، خاصة أن تحريك سعر الصرف يغيِّر التكلفة الفعلية للدواء بشكل كبير وفورى، والمريض هو الذى يتحمَّل هذه الضريبة، خاصة أن شركات الدواء تجد نفسها أمام خيارين؛ فإما أن تتوقف عن الإنتاج لارتفاع تكلفته عن سعر بيعه مما سيؤدى لنقص الدواء، وإما أن ترفع سعر الدواء على المريض، ومن ثم فإن المريض هو الذى سيدفع الثمن فى كل الحالات.
ومن وجهة نظرى يجب أخذ بعض التدابير للحيلولة دون تكرار هذه الأزمة والتخفيف من وطأتها، من خلال منح شركات الأدوية أولوية دائمة لتوفير الدولار باعتبار أن صناعة الدواء أمنٌ قومى، ومن ثم يجب أن تعمل كل مؤسسات الدولة على تحقيق هذا الهدف وضمان استدامة الإنتاج وتوافر الأدوية للمريض بسعر مناسب.
والشىء الثانى أن شركات الأدوية، وخاصة منتجى أدوية الأمراض المزمنة أو الأدوية الاستراتيجية، مثل علاجات السكر والضغط وفيتامين (بى) أو أدوية العيون وغيرها من الأمراض الأكثر انتشاراً، يجب أن يتم منحها كل التسهيلات البنكية، وألا تحقق البنوك أى أرباح منها، عن طريق إدراجها ضمن مبادرات؛ كتلك المطروحة فى حالة الشركات الصغيرة، التى يتم تمويلها بفائدة فى حدود 5%، فى حين أن البنوك تفرض على شركات الأدوية فوائد تصل لنحو 32%، وهو ما يُهدِّد الصناعة، ولذلك لا بُدَّ من منح هذه الشركات، خاصة المنتجة للأدوية الاستراتيجية، تمويلات بنكية بشكل مختلف.
كما يمكن منحها حوافز أخرى؛ مثل الإعفاءات الضريبية أو الجمركية أو تخفيض أسعار الطاقة أو المياه؛ إذ يتم معاملة شركات الأدوية بأسعار مرتفعة كونها فى المناطق الصناعية، وتتم محاسبتها بالأسعار التجارية، وفى حال تخفيض أسعار هذه الخدمات سوف ينعكس ذلك على تكلفة الإنتاج، بما يعزِّز من قدرات شركات الأدوية على مواجهة الأزمات التى تتعرض لها، وضمان عدم تعرُّض المريض لاختفاء الأدوية أو زيادة تكلفتها.
وهل يمكن أن تساهم المبادرة التمويلية لدعم الصناعة من خلال توفير قروض بنكية بـ15% فائدة فى دعم شركات الأدوية؟ وما تقييمك لهذه المبادرة؟ وإلى أى مدى تعتمدون فى «نرهادو» على التمويل البنكى؟
أىُّ مبادرات من شأنها منح تمويلات ميسَّرة للشركات، مثل الـ15٪، ستنعكس على خفض التكلفة، ومن ثم سيعطينا ذلك فرصة لزيادة إنتاجنا، أيضاً عندما تحصل على تمويل بفائدة مناسبة فإن ذلك يُعزِّز من سياساتك التوسُّعية وجذب مزيد من الاستثمارات.
ونحن فى «نرهادو» نعتمد على البنوك بشكل كبير، ونسبة الـ15٪ تُعدُّ متوسطة، لكن عنصر الفوائد ليس المؤثر الوحيد فى التكلفة، فاليوم أصبحت التكلفة مضاعفة لأى توسُّعات أو فتح اعتمادات، وتكلفة الدولار اليوم ضاعفت التكلفة بالجنيه المصرى، ومن ثمَّ هى المؤثر الرئيسى، ويجب أن تكون هناك منظومة متكاملة تضمُّ كما ذكرت «البنوك، الجمارك، الكهرباء، المياه، الضرائب»؛ منظومة متكاملة لدعم شركات الأدوية وضمان استدامة الإنتاج.
أعلنتم فى عام 2024 عن خطة لتوسيع مصنعكم وزيادة خطوط الإنتاج بتكلفة استثمارية 500 مليون جنيه.. ماذا تم فى هذا الملف؟
بالفعل، ورغم التحديات الاقتصادية التى أشرنا إليها فإننا نجحنا فى تحقيق خططنا الاستثمارية، وتم الانتهاء من التوسُّعات المستهدفة، وبدأ الإنتاج فى شهر أكتوبر 2024، وهو ما يضاعف الطاقة الإنتاجية للمصنع لتصبح ثلاثة أضعاف الطاقة الإنتاجية السابقة لمستحضرات الـO.D.F، لكن التكلفة الاستثمارية تجاوزت الـ500 مليون جنيه نتيجة تحرك سعر الصرف وانعكاسه على أسعار الماكينات أو التوسُّعات المختلفة فى خطوط الإنتاج.
وحرصنا على رفع الطاقة الإنتاجية لمستحضرات الـO.D.F نتيجة تزايد الطلب والاحتياج إليها بشكل كبير.
وهل تستهدفون ضخ استثمارات جديدة خلال 2025؟
كما ذكرت فنحن انتهينا من تطوير المصنع ورفع طاقته الإنتاجية لثلاثة أضعاف الطاقة السابقة، والآن لا توجد لدينا توسُّعات أخرى داخل مصر فى الفترة الحالية، ولكننا نستهدف التوسُّع خارجياً، وبصدد إنشاء شركة ومصنع فى المملكة العربية السعودية، كما أبرمنا اتفاقية تعاون مع أحد مصانع الأدوية فى الإمارات العربية المتحدة وبلاد أوروبية وعربية أخرى؛ بهدف زيادة حجم صادراتنا، وهذه أهم مستهدفاتنا الحالية لزيادة الدخل الدولارى.
ما حجم مبيعات «نرهادو» خلال 2024؟ وما مستهدفات العام الحالى 2025؟
مبيعات «نرهادو» تجاوزت 3.4 مليار جنيه خلال 2024، ونستهدف تحقيق نمو بنسبة تتراوح من 35٪ إلى 40٪ خلال 2025، كما نستحوذ على 1.3٪ من حجم سوق الدواء المصرية، ونخطط للوصول بحصتنا السوقية إلى 2% خلال 2025.
ماذا عن عدد مستحضراتكم فى سوق الدواء المصرية؟
لدينا 23 مستحضراً، كما نمتلك أكثر من 15 مستحضراً آخر من المرجَّح زيادتها وطرحها فى السوق خلال 2025.
تركزين دائماً على العائد الدولارى، وهو ما يدفعنى للسؤال عن التصدير.. كيف تنظرون إلى هذا الملف؟
التصدير بات أمراً حتمياً لتدبير احتياجاتنا الدولارية؛ لذلك نركز بشكل كبير على هذا الملف خلال الفترة الحالية، ونعمل على تسجيل جميع مستحضراتنا بالأسواق المستهدفة، ومن ثم سوف نعتبر أن عام 2025 نقطة انطلاقة «نرهادو» فى التصدير، ونثق بجودة منتجاتنا وفريق عملنا فى تحقيق معدَّلات جيدة وطفرات سريعة فى الأسواق التى سنتواجد فيها، والتى ستبدأ بأسواق الخليج، وفى مقدمتها السعودية، كما نسير فى إجراءات الحصول على اعتمادات الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة الأمريكية بما ينعكس سريعاً على حجم صاراتنا.
ذكرتِ أنكم بصدد إنشاء مصنع فى المملكة العربية السعودية وتوقيع شراكات فى الإمارات.. ما التفاصيل؟
بالفعل، لقد نجحنا فى الحصول على أرض فى المملكة العربية السعودية، وبصدد إنشاء مصنع والعمل على تسجيل جميع منتجاتنا هناك، وإن شاء الله ستتواجد مستحضراتنا فى السوق السعودية بدءاً من الربع الثانى من العام الحالى 2025، وكذلك فى دول الخليج.
وفيما يتعلَّق بالإمارات لا نزال فى مرحلة التفاوض مع أحد المستثمرين فى مجال الصناعات الدوائية لإقامة شراكة تعود بالنفع على الطرفين.
أخيراً.. ملف المسئولية المجتمعية كيف تنظرون إليه؟
الخدمة المجتمعية من أهم المسارات التى نهتم بها؛ لأننا نستفيد من مجتمعنا الذى نتعامل معه؛ فيجب أن نقوم بواجبنا تُجاهه، ليس فقط بتوفير منتجاتنا بأسعار مناسبة وبجودة عالية، ولكن يجب أن نستثمر أيضاً فى شبابنا، وبناءً على ذلك فنحن نتولَّى بالفعل العديد من البرامج لتدريب الصيادلة الطلاب خلال فترة دراستهم الجامعية من خلال برنامج «بصمة»، وأيضاً بدأنا تبنِّى برنامج لخريجى كليات الصيدلة والطب للحصول على دورات تدريبية منتظمة عن طريق الـWebinars لأكثر من ألف وخمسمائة طبيب وألف صيدلى، ونحرص على الاستمرار فى تفعيل هذه البرامج؛ لأنها لاقت نجاحاً كبيراً، ولها تأثير إيجابى كبير على شباب مصر؛ إذ تصقلهم بالمعرفة والتدريب والخبرة؛ حيث يتم منح الطلاب والخريجين الفرصة للتدريب والاحتكاك المباشر بكبار الصيادلة والأطباء.
