نيبال دهبة: «جينفاكس» يجعل مصر مركزاً إقليمياً قادراً على تغطية احتياجات القارة الإفريقية من اللقاحات السنوات المقبلة
الدكتورة نيبال دهبة الشريك المساهم والمدير التنفيذى لشركة «جينيكس وجينفاكس» القابضة:
نتطلَّع لإنتاج 16 لقاحاً داخل مصنع «جينفاكس» تشمل جميع اللقاحات المدرجة بجدول التطعيمات الإجبارى وغير المدرجة
نستهدف توفير 700 فرصة عمل تغطى مستويات مختلفة من الخبرة والمسؤلية لتعزيز الرعاية الصحية فى مصر
خصَّصنا 60 مليون دولار للحصول على موافقات منظمة الصحة العالمية «WHO PQ» اللازمة لتصنيع اللقاحات واعتمادها لأن هدفنا التصدير وجلب العملة الصعبة
قمنا بشراء خط تعبئة اللقاحات الأعلى عالمياً من «syngeton» الألمانية، والأول بخاصية «isolater» تماشيا مع المعايير الدولية.. كما اشترينا خط التغليف من «Marchesini» الإيطالية
حصولنا على الرُّخصة الذهبية من رئيس الوزراء يُعدُّ دعماً مباشراً من الدولة لتشجيع المستثمرين الجادِّين وشهادة على الابتكار والالتزام الذى يُجسِّده «جينفاكس مصر»
150 مليون دولار حجم استثمارات مشروع «جينفاكس» لإنتاج الأدوية واللقاحات
60 % من ميزانية مصنع «جينفاكس» مخصَّصة لبنائه وفقاً للمعايير العالمية
أكدت الدكتورة نيبال دهبة، الشريك المساهم والمدير التنفيذى لشركة «جينيكس وجينفاكس» القابضة، أن «الابتكار» هو حجر الزاوية فى استراتيجية شركتها داخل السوق المصرية، ممَّا يدفعها للاستثمار بقوة فى البحث والتطوير لضمان إنتاج لقاحات ليست فعَّالة فحسب، بل مُصمَّمة خصوصاً لتلبية احتياجات السوق المصرية والإفريقية، مؤكدة أن التزام «جينفاكس» بالتميُّز لا يقتصر فقط على مواجهة التحديات الصحية الحالية، ولكن يمتد إلى توقُّع الاحتياجات المستقبلية للجيل الجديد من اللقاحات وإنتاجها وفقاً للمعايير الدولية للجودة والفعالية.
وقالت د. نيبال إن شركتها تعتزم ضخَّ استثمارات تتجاوز 150 مليون دولار فى مصنع «جينفاكس»، المقرر إقامته على مساحة 49 ألف متر مربع بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مؤكدة أن 60% من تلك الاستثمارات ستُوجَّه إلى بناء المصنع وفقاً لمعايير منظمة الصحة العالمية ووكالة الأدوية الأوروبية.
تواجه سوق الدواء المصرية العديد من التحديات خلال الفترة الحالية لعلَّ أبرزها «تدبير العملة الأجنبية» لاستيراد المادة الخام الدوائية.. كيف ترون هذا التحدِّى؟ وما مدى تأثيره على مُعدَّلات نُمو وربحية السوق؟ وكيف يمكن التعامُل معه؟
إن تأثير هذا التحدِّى على مُعدَّلات النمو والربحية كبير، ويمكن أن تؤدِّى التقلُّبات فى توافر العملات الأجنبية إلى زيادة تكاليف المواد الخام، ما يؤثِّر بدوره على أسعار المنتجات النهائية وزيادة السعر الفعلى لتكلفة الدواء مقارنة بالتسعيرة الجبرية الحاصل عليها من هيئة الدواء، ممَّا قد يؤدِّى إلى نقص الأدوية واللِّقاحات، وللتخفيف من تأثير هذا التحدِّى لدينا فإننا نعمل على وضع مجموعة متنوِّعة من الحلول.
ويُعدُّ تنويع سلسلة التوريد من خلال توسيع شبكة مُورِّدينا إحدى الاستراتيجيات الأساسية التى نستخدمها، وهذا فيما يتعلَّق بالمواد الخام والمنتجات الواردة التى توجد بدائل لها، كما نعمل على تقليل التكاليف، وتبنِّى ممارسات إدارية متميزة لضمان الحفاظ على النمو والربحية فى مواجهة هذه التحديات.
لكن للخروج من أزمة الدولار وتأثيرها على قطاع الدواء بشكل كامل يجب أن يكون هناك استثمار جادٌّ فى البحث والتطوير، بهدف زيادة قدراتنا على إنتاج المزيد من المنتجات الدوائية واللقاحات محلياً، ممَّا يُقلِّل من اعتمادنا على الواردات ويدعم الاقتصاد الوطنى من خلال التصدير وجَلْب العملة الصَّعبة بدلاً من استنفادها.
ما أبرز ملامح استراتيجية عمل شركتكم فى توطين اللِّقاحات بالسوق المصرية خلال السنوات المقبلة؟
إن استراتيجية عملنا مُتعدِّدة الأوجه، وحَجَرُ الزاوية فى نهجنا هو «الابتكار»، ونحن نستثمر بقوة فى البحث والتطوير لضمان قدرتنا على إنتاج لقاحات ليست فعَّالة فحسب، بل مُصمَّمة أيضاً لتلبية الاحتياجات المُحدَّدة لمجتمعنا، ويشمل ذلك التركيز على الأمراض المنتشرة فى مصر والمناطق المحيطة بها.
وقد وقَّعنا عدَّة اتفاقات لنقل تكنولوجيا التصنيع الكاملة، وأؤكد على أنها «كاملة»، أى متضمنة جميع المراحل الإنتاجية، وليس فقط التعبئة والتغليف مع العديد من الشركات العالمية المنتجة للقاحات، كما تعاقدنا مع أكبر خبراء الجودة لإدارة مشروع «جينفاكس»، ووقَّعنا بروتوكولات خطوات نقل التكنولوجيا المتضمنة دراسة مفصَّلة بجدول زمنى مُحدَّد.
وتقوم شركتنا الآن بتوريد بعض اللقاحات المهمة والحيوية كمنتج مُورَّد نهائى الصُّنع لحين الانتهاء من إجراءات تسجيل ملفات اللقاحات المقدَّمة لهيئة الدواء، ثم التواجد النهائى من خلال منتج محلى.
ويجب التأكيد على التزامنا بالتواصل الدائم مع الحكومة والسلطات الصِّحية لضمان توافق جهودنا مع أهداف الرعاية الصِّحية الوطنية.
باختصار، استراتيجيتنا هى الابتكار والتعاون والاستمرارية والتواصل، ونحن نعتقد أن هذا النَّهج الشامل سوف يُصنِّفنا شركةً رائدةً فى صناعة اللِّقاحات فى مصر ويُسْهِم بشكل كبير فى صحَّة مجتمعنا وتقدُّمه.
ما القيمة المضافة التى توفرها «جينيكس وجينفاكس» القابضة للسوق المصرية والقارة الإفريقية من خلال تصنيع اللقاحات الطبية؟
إن التزامنا بالتميُّز لا يقتصر فقط على مواجهة التحديات الصحية الحالية، ولكن أيضاً على توقُّع الاحتياجات المستقبلية للجيل الجديد من اللقاحات، الذى نضعه فى خطتنا الإنتاجية، ومن خلال الاستفادة من أحدث التطورات فى مجال التكنولوجيا الحيوية أصبح لدينا الرؤية الواضحة والمستقرة لإنتاج لقاحات وفقاً للمعايير الدولية للجودة والفعالية.
كما أن جزءاً كبيراً جداً من اهتماماتنا و 60% من ميزانية مصنع «جينفاكس» مُخصَّص لبناء المصنع طبقاً لمعايير منظمة الصحة العالمية ووكالة الأدوية الأوروبية لضمان حصول جميع اللقاحات المنتجة بمصنع «جينفاكس» على WHO PQ، ممَّا يجعله منتجاً متميزاً للتصدير، وهى من أهم النقاط التى تُميِّز مصنع «جينفاكس» مقارنة بالمصانع الأخرى.
وبالتحرك خارج حدودنا فإن تأثيرنا فى القارة الإفريقية لا يقلُّ أهمية؛ حيث يعمل مصنع «جينفاكس» على تعزيز الشراكات التى تُمكِّننا من نقل التكنولوجيا وبناء القدرات إلى البلدان الإفريقية، من أجل تمكين إفريقيا من إنتاج لقاحاتها الخاصة، وتقليل الاعتماد على المصادر الخارجية، وبناء بنية تحتية للرعاية الصحية أكثر اكتفاءً ذاتياً.
منح مجلس الوزراء الرُّخصة الذهبية لشركة «جينفاكس إيجيبت» لإقامة وتشغيل مصنعكم للأدوية واللقاحات والأمصال الطبية.. حدِّثينا أكثر عن تفاصيل هذا المصنع؟
الرُّخصة الذهبية التى يمنحها مجلس الوزراء ليست مجرد موافقة تنظيمية، إنها شهادة على الابتكار والالتزام الذى يُجسِّده «جينفاكس مصر» بوصفه مصنعا فريدًا من نوعه فى المنطقة، مُخصَّص لإنتاج اللقاحات الحيوية، ويُعدُّ هذا الترخيص الذهبى دعماً مباشراً من الدولة لتشجيع المستثمرين الجادِّين للعمل داخل جمهورية مصر العربية.
ويُقام المشروع باستثمارات تصل إلى 150 مليون دولار، على مساحة 49 ألف متر مربع تقريباً، بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ويتمتع بموقع استراتيجى لتحسين الإنتاج والتوزيع، والمصنع مُصمَّم لاستيعاب مجموعة واسعة من خطوط الإنتاج عالية الحجم، بطاقة إنتاجية 115 مليون جرعة لخط الإنتاج الواحد للوردية الواحدة بالعام، على أن يتضمن المصنع أكثر من خط إنتاج وإمكانية مضاعفة ورديات الإنتاج.
ولقد بدأنا الأعمال الإنشائية بأرض المصنع فعلياً، كما حجزنا خطوط الإنتاج، وهى خطوط إنتاج أوروبية، ومن المقرر إنهاء الإنشاءات فى النصف الأول من 2026.
حيث قمنا بشراء خط تعبئة اللقاحات الأعلى عالمياً من شركة «syngeton» الألمانية، والأول بخاصية «isolater»، وذلك تماشيا مع المعايير الدولية لتصنيع الأدوية الحيوية، كما اشترينا أيضا خط التغليف من شركة «Marchesini» الإيطالية.
هل سيقتصر الإنتاج على توفير احتياجات السوق المحلية أو تستهدفون أن تصبح مصر مركزاً رئيساً لتصدير اللقاحات الطبية إلى كل بلدان المنطقة؟
مشروع «جينفاكس» مُعدٌّ لجعل مصر مركزاً إقليمياً لتغطية احتياجات القارة الإفريقية، وقد قام الخبراء بعمل دراسة جدوى تضم احتياجات الدول الإفريقية، وخاصة الدول التى ستخرج من دعم GAVI لتوفير اللقاحات لهذه البلدان، بوصفها جزءاً لا يتجزأ من خطة الإنتاج والتوريد.
كم لقاحاً تعتزمون تصنيعها فى مصر خلال الفترة المقبلة؟ وهل ستكون لهيئة الدواء المصرية مرجعية التصنيع أو ستكون وفقاً لمؤسسات دولية؟
من المقرر إنتاج 16 لقاحاً داخل مصنع «جينفاكس»، تشمل جميع اللقاحات المدرجة بجدول التطعيمات الإجبارى وغير المدرجة، أى (اللقاحات المخصَّصة للمسافرين ولتطعيمات المدارس، واللقاحات المقرر إدراجها فى التطعيمات الإجبارية)، وهى قائمة أولويات نظراً لارتفاع أسعار اللقاحات المتوافرة منها من خلال المنتج النهائى الصُّنع والمستورد.
ومما لا شكَّ فيه أن هيئة الدواء المصرية هى الجهة الرئيسية لتسجيل وتقييم جميع الملفات الفنية لجميع اللقاحات، ولا يتوافر منتج بالسوق المحلية بدون موافقة وتصريح هيئة الدواء، كما أننا لا بُدَّ أن نفتخر بحصول هيئة الدواء المصرية على Maturity level 3 مما يسهل مهمتنا لحصول منتجاتنا المحلية على WHO PQ حال توافر منتج محلى بمعايير عالية الجودة.
ما الاعتمادات التى تعملون للحصول عليها ليتوافق المصنع مع المعايير العالمية؟ وما حجم إنفاقكم على هذا الملف؟
التزامنا بالجودة والسلامة لا يتزعزع؛ فنحن نسعى جاهدين للحصول على شهادات من هيئات دولية بارزة، مثل منظمة الصحة العالمية، وووكالة الأدوية الأوروبية، والحصول على هذه الاعتمادات هو شهادة على التزامنا بأعلى معايير التصنيع، ولتحقيق هذه الغاية خصَّصنا حوالى 60 مليون دولار للحصول على موافقات منظمة الصحة العالمية اللازمة لتصنيع اللقاحات واعتمادها وتصديرها للخارج مما يتيح توفير العملة الصعبة للبلاد.
وأؤكد أن استثمارنا فى هذا المجال ليس مالياً فقط؛ إنه استثمار فى مستقبل دور مصر فى الصحة العالمية، ومن خلال التركيز على الاعتمادات الدولية فإننا نبنى أساساً من الثقة مع شركائنا وعملائنا المستقبليين، مما يضمن أن اللقاحات المنتجة فى مصر مرادفة للجودة والموثوقية.
ما المؤسسات التى تتفاوضون معها لنقل تكنولوجيا تصنيع اللقاحات الطبية للسوق المصرية؟ وما التكلفة المترتبة على ذلك؟
نُجرى حالياً مفاوضات متقدَّمة مع العديد من شركات التكنولوجيا الحيوية العالمية، ومن بين هؤلاء القادة فى مجال ابتكار اللقاحات، وهم منتجون للعديد من اللقاحات المتواجدة بالسوق العالمية، وشركاؤنا من جنسيات متعددة (أوربيون، وصينيون، وكوريون، وهنود).
حيث وقعنا اتفاقية مع شركائنا الصينيين، Minhai Beijing Biologics، العمالقة المشهورين في صناعة اللقاحات، هذه الاتفاقية محورية لنقل التكنولوجيا، والتي نعتقد اعتقادًا راسخًا أنها ستكون بمثابة حجر الزاوية التحويلي، مما يمهد الطريق نحو تصنيع اللقاحات في مصر وفي جميع أنحاء أفريقيا.
أعلنتم عن إنشاء أكاديمية «جينفاكس» بهدف إعداد الكوادر الطبية والعلمية من الشباب وصقل مهاراتهم للنهوض بصناعة اللقاحات فى مصر.. ما الذى تم بهذا الملف ومردوده على سوق الدواء المصرية؟
يُعدُّ إنشاء أكاديمية «جينفاكس» علامة فارقة نفخر بها بشكل خاص، وسيتم إنشاء الأكاديمية بمصنع «جينفاكس»، وهى مدرجة بمراحل المشروع لحين الانتهاء من إنشاء وتسجيل مقر الأكاديمية وترخيصه من الجهات المعنية. وقد تم توقيع اتفاقية تعاون مع هيئة الشراء الموحَّد لتقديم برامج تدريبية متكاملة لعدد 92 كادراً من الكوادر الطبية من خلال منظمات دولية على أيدى خبراء أجانب فى مجال صناعة اللقاحات، وبالفعل أطلقنا أول دفعة تدريبية فى 6 نوفمبر 2023، وتضمَّن برنامج التدريب 23 كادراً طبياً وعلمياً من كوادر الدولة، وبالفعل أنهوا الفترة التدريبية والحصول على شهادات إتمام التدريب، ومن المقرر إطلاق الدفعة الثانية قريباً، ويأتى ذلك إيماناً منا بأن النهوض بأى صناعة يبدأ بالنهوض علمياً بأبنائها، كما أن شق التدريب والبحث العلمى هو الركيزة الأساسية فى صناعتنا.
ما عدد فُرص العمل التى ستوفرها «جينيكس» القابضة فى مصر خلال الفترة المقبلة؟
من المتوقَّع أن توفِّر شركة «جينيكس» القابضة ما يتراوح بين 500-700 فرصة عمل، تُغطِّى مستويات مختلفة من الخبرة والمسئولية، مما يُسْهِم فى تعزيز قطاع الرعاية الصحية فى مصر.