سوق الدواء
كل ما تريد معرفته عن سوق الدواء

مدير «الصحة العالمية» خلال القمة العالمية للحكومات: تداعيات كورونا لم تنته والعالم غير مستعد لأزمات أوبئة

أكد الدكتور تيدروس جيبريسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، أن تداعيات جائحة كورونا لم تنته حتى الآن، مشيراً إلى أن العديد من بنود اتفاق تعزيز الوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها، الذي تم توقيعه في جنيف عام 2021 لم يتم تنفيذه حتى الآن من قبل الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية.

جاء ذلك خلال جلسة ضمن فعاليات اليوم الأول من القمة العالمية للحكومات 2024 بدبي بعنوان: “هل مستقبل البشرية مرهون باتفاق الأوبئة؟”.

وأشار الدكتور تيدروس جيبريسوس إلى أن العالم ما زال غير مستعد لمواجهة أزمات طارئة.

ولفت إلى تنبؤه منذ ست سنوات، بحدوث وباء على العالم، وأن العالم غير جاهز لذلك، وحلّ فعلاً وباء فيروس كورونا بعدها بأقل من عامين تقريباً، والعالم لم يكن جاهزاً لذلك.

تابع الدكتور تيدروس جيبريسوس، “اليوم أقف أمامكم بعد مرور الجائحة، وبعدما تكبّد العالم خسائر وضحايا بالملايين وصدمات وأزمات اجتماعية واقتصادية وصحية كثيرة، وبالرغم من إحرازنا لبعض الإنجازات مثل التقدم برصد الجائحة وزيادة إنتاجية اللقاح بفترة قصيرة وغيرها، إلا أن العالم ما زال غير جاهز لوباء آخر قادم، كما أن هناك دروساً كثيرة مستفادة من الجائحة ولكننا قد ننساها، وإن فشلنا من أخذ العظة والعبرة من تلك الدروس، ستكون المرة القادمة قاضية؛ فالأمر لا يتعلق بموعد حلول أزمة قادمة، بقدر تعلقه بمستوى الاستعداد لها”.

وأضاف: “انتشرت تنبيهات عديدة حول مرض (X)، لكنها بالواقع ليست المرة الأولى التي نسمع فيها عن هذا المرض أو الفيروس، وسواءً كان هذا المرض أو غيره، فإن العالم سيواجه جائحة جديدة يصحبها التحديات نفسها التي واجهها خلال جائحة كورونا، فقد اجتمعت الدول الأعضاء في ديسمبر 2021 في جنيف للاستجابة والتصدي للجائحة ضمن اتفاق الأوبئة الدولي لحماية أنفسهم والأعضاء، وإنهاء ما ينص عليه الاتفاق خلال وقت محدد، أي مايو 2024، ومع ذلك لم تتمكن مجموعة من الدول من إنهاء ما جاء في هذه الاتفاقية”.

وأوضح تيدروس جيبريسوس أن اتفاق الأوبئة الدولي يشمل مجموعة من اللوائح لتعزيز قدرة العالم على الدفاع ومواجهة الأوبئة من عدة نواحي، منها: الأمراض الأحادية، وتقديم الرعاية الصحية، والقيام بالدراسات والبحوث، وصلاحية الحصول على اللقاحات والمواد الطبية، ومشاركة التقنيات والمعلومات المتعلقة بالقطاع الصحي والطبي.

ولفت إلى أن “الالتزام باتفاق الأوبئة بمثابة التزام للأمن القومي لجميع دول العالم، خاصةً أن الفيروسات لا تبالي بالحدود الموجودة على الخريطة بين الدول، ولا ضخامة اقتصاد الدول أو قوة جيوشها وغيرها. وأننا جميعا نشارك نفس الحمض النووي ونفس الكوكب، وليس لدينا أي مستقبل سوى مستقبل واحد مشترك”.

وحول الشائعات المنتشرة حول منظمة الصحة العالمية ورغبتها بالسيطرة على العالم، وتقييد حريات الشعوب، وفرض إغلاق جديد على العالم وغيرها، أشار جيبريسوس إلى إنها لا تمت للواقع بصلة.

وقال: “نحن لن نسمح لأكاذيب وأقاويل نظرية المؤامرة من هدم هذا الصرح التاريخي للمنظمة، لا سيما أن مهمتنا في المنظمة تقتصر على دعم الحكومات بالنصح والإرشاد بناءً على الأدلة والبراهين التي نتوصل إليها علمياً، أما القرارات فهي تعود إلى تلك الحكومات بشكل تام، فنحن لم نلزمها بفرض ارتداء الكمامات ولا الإغلاق ولا غيرها”.

واختتم مدير عام منظمة الصحة العالمية، خطابه بالقول: “لا للمعلومات المضللة والأكاذيب، ونعم للتعاون الدولي والمساواة والتضامن الإنساني، وفيما يتعلق بالجيل الذي تحمل أعباء كوفيد، فنحن نتحمل كامل المسؤولية لحماية الأجيال القادمة من أية مخاطر قادمة. فليكتب التاريخ أننا وقفنا أمام هذه الجائحة وتصدينا لها”.

يُذكر أن القمة العالمية للحكومات 2024 تشهد حضور أكثر من 4000 متخصص من 140 حكومة و85 منظمة دولية و700 شركة عالمية لبحث التوجهات المستقبلية العالمية الكبرى في أكثر من 110 جلسات رئيسة حوارية وتفاعلية، يتحدث فيها 200 شخصية عالمية، إضافة إلى عقد أكثر من 23 اجتماعاً وزارياً وجلسة تنفيذية بحضور أكثر من 300 وزير.

 

اترك تعليق