محمد صبحى عثمان: نستهدف تدشين مصنع «شيرا فارما» أبريل المقبل.. و50% زيادة فى تكلفته الاستثمارية بسبب تحديات العملة
الدكتور محمد صبحى عثمان رئيس شركة «شيرا فارما» لصناعة الأدوية ومستحضرات التجميل:
أزمة تدبير العملات الأجنبية تمنح صناعة الدواء ومستحضرات التجميل فرصة تاريخية للتوطين والتوسُّع محلياً وخارجياً
نثق بقدرة مصر على تخطِّى تحديات السوق وعودة الاقتصاد أقوى واستعادة ثقة المستهلك بالمنتجات المصرية
نعتزم فى 2024 تحقيق صادرات بقيمة مليون دولار والتوسُّع بمنتجاتنا فى 5 بلدان
نستهدف زيادة مبيعاتنا 100% خلال العام الجارى.. وطرح 60 مستحضراً مبتكراً بجودة عالية وأسعار اقتصادية
100 مليون وحدة سنوياً طاقة إنتاجية مستهدفة لمصنعنا
400 موظف عدد العاملين المستهدف بالشركة خلال العام الجارى
قال الدكتور محمد صبحى عثمان، رئيس مجلس إدارة شركة «شيرا فارما» لصناعة الأدوية ومستحضرات التجميل، إن تدبير العملات الأجنبية يمثل التحدِّى الأكبر الذى يواجه الصناعة المصرية خلال الفترة الحالية، بسبب الاعتماد على استيراد مدخلات الإنتاج، لكنه يُعدُّ فرصة تاريخية أمام توطين صناعة الدواء ومستحضرات التجميل، والتوسُّع على المستويين المحلى والخارجى، مما ينعكس إيجاباً على الحصة السوقية للصناعة المحلية، وقدرتها على التوسُّع والمنافسة خارجياً، مستفيدة من جودة المنتجات المصرية والميزة التنافسية لتراجع قيمة الجنيه.
وأكد الدكتور محمد عثمان أن شركة «شيرا فارما» تتبنَّى استراتيجية توسُّعية رغم التحديات التى تواجه السوق؛ حيث تستهدف افتتاح مصنعها فى شهر أبريل من العام الجارى، مما ينعكس إيجاباً على حجم مبيعاتها الذى تخطط لمضاعفته عن العام الماضى 2023، إضافة إلى التوسُّع الخارجى من خلال تحقيق مليون دولار صادرات، والتوسُّع بصادراتها فى 5 بلدان إضافية، إلى جانب طرح من 50 إلى 60 مستحضراً جديداً تُلبِّى احتياجات المستهلك المصرى.
تواجه سوق الدواء المصرية العديد من التحديات خلال الفترة الحالية.. كيف ترون هذه التحدِّيات ومدى تأثيرها على مُعدَّلات نمو وربحية السوق؟ وكيف يمكن التعامل معه؟
توفير وإدارة العملة الأجنبية فى استيراد المواد الخام والماكينات أحد التحديات الرئيسة لشركات الصناعة الدوائية ومستحضرات التجميل، ويُقلِّل هذا التحدِّى من مُعدَّلات النمو، بل ويعيق التوسُّع المستقبلى، مما يؤدى إلى تأجيل بعض المشروعات، ويتسبب فى نقص المنتجات فى الأسواق، بسبب عدم القدرة على توفير المادة الخام، مما يؤثر على ربحية الشركات فى مجالات الأدوية ومستحضرات التجميل والمُكمِّلات، وشركة «شيرا فارما» واجهت التحديات نفسها فى توفير الماكينات بمصنعها، ولكن تمكنَّا فى النهاية من التغلُّب على هذه الصعوبات.
كيف تؤثر أزمة تراجع قيمه الجنيه أمام العملات الأجنبية من ناحية وعدم توافر الدولار تحديداً من ناحية أخرى على قدراتكم التشغيلية، ومن ثم خططكم المستقبلية؟
أثَّرت أزمة عدم توافر الدولار على ترتيب أولويات خطوط الإنتاج فى مصنعنا، مما أدَّى إلى إعادة التفكير فى الخطط المستقبلية، كما زاد تراجع قيمة الجنيه أمام العملة الأجنبية من التكلفة الاستثمارية للمصنع، وتأثَّر مصنعنا بتذبذب العملة المحلية وعدم توافر العملة الصعبة؛ حيث إن 80% من المدخلات تعتمد على واردات خارجية، مما أثر على جدول افتتاح المصنع، وتأجيله لمدة وصلت إلى تسعة شهور من أجل توفير المستلزمات اللازمة للتشغيل.
ما القيمة المضافة التى تقدمها شركة «شيرا فارما» فى مجال مستحضرات التجميل الطبية، سواء اختيار المستحضرات أو توطين تلك الصناعة؟
«شيرا فارما» شركة رائدة فى مجال مستحضرات التجميل الطبية، وهو قطاع مَرِن وقابل للتوسُّع بشكل كبير، مما يتيح فرصاً واعدة للتوسُّع فى هذه الصناعة التى تم توطينها جزئياً فى الماضى، والشركة تعمل على تثبيت هذا التوطين وتعزيزه فى المستقبل، وتقدم أفكاراً جديدة للأسواق ومنتجات بديلة لمنتجات مستوردة، إضافة إلى ذلك تعمل «شيرا فارما» على دراسة الأسواق بشكل دقيق وفهم احتياجاتها لتقديم منتجات تلبِّى تلك الاحتياجات.
«شيرا فارما» تدرك التحديات التى تواجه المستوردين فى مجال مستحضرات التجميل والمستلزمات الطبية والمُكمِّلات الغذائية، لكن ترى فى هذه التحديات فرصة للتوسُّع وتوسيع دائرة الاختيار فى المستحضرات، مما يُسْهِم فى توطين الصناعات، وتطور البديل المحلى، وتعزيز الثقة بالمنتجات المحلية، وهو ما يمنح الصناعات المصرية فرصة تاريخية، بما فى ذلك صناعة الأدوية ومستحضرات التجميل.
أعلنتم عن افتتاح مصنعكم فى 2023.. حدثنا عمَّا تم فى ذلك، وحدِّثنا أكثر عن المصنع من حيث التكلفة الاستثمارية والطاقة الإنتاجية والتصنيع للغير؟
كما ذكرت سابقاً، واجهنا تحديات متعلقة بتراجع قيمة الجنيه أمام العملات الأجنبية، مما أدى إلى تأخير تسليم المصنع، ونتيجة لعدم توافر العملات الأجنبية زادت التكلفة الاستثمارية بنسبة تقارب 50% على ما هو مُخطَّط له سابقاً؛ لهذا أعدنا ترتيب بعض الأولويات بخصوص الطاقة الإنتاجية.
تستهدف «شيرا فارما» تحقيق طاقة إنتاجية قدرها 100 مليون قطعة سنوياً فى دورة التشغيل الواحدة على مدى 3: 5 سنوات، ويبدأ الإنتاج بسعة 40% من هذا الرقم المستهدف، حيث سيشكل التصنيع للغير حوالى 60% من الإنتاج الكلى، ومن المتوقع أن يتم ترخيص المصنع فى فبراير وافتتاحه فى أبريل من عام 2024.
ماذا عن مُعدَّلات النمو المستهدفة فى حجم مبيعاتكم وحصتكم السوقية خلال 2024 مقابل مبيعاتكم وحصتكم السوقية فى 2023؟
تم تنفيذ الخطة المُعدَّة للمبيعات فى عام 2023؛ حيث تضاعفت مبيعاتنا مقارنة بعام 2022، ونستهدف مضاعفة حجم المبيعات فى عام 2024 من خلال زيادة مبيعات المنتجات الحالية وإطلاق منتجات جديدة، وهذا سيشجعنا على بداية عملية التوسُّع فى الإنتاج فى مصانعنا، بعد أن اعتمدنا سابقاً على التصنيع لدى الغير.
ما نسبة البيع الإلكترونى من حجم مبيعاتكم؟ وما مستهدفاتكم فى هذا المجال؟
تُولى الشركة التسويق الإلكترونى اهتماماً كبيراً؛ حيث تسعى إلى تحقيق 50% من مبيعاتها عبر هذا النوع من التسويق، كما تضع الشركة خطة للتوسُّع فى مجال البيع الإلكترونى، مع الاعتماد على طرق التسويق التقليدية (الأوفلاين) وزيارة الأطباء، إضافة إلى المشاركة فى المؤتمرات الطبية والمعارض المتخصصة فى مجال مستحضرات الطبية ومستحضرات التجميل.
ما عدد المستحضرات التى تمتلكها شركتكم فى سوق الدواء المصرية فى الفترة الحالية والقيمة التى تضيفها للسوق؟
وفَّرنا بالفعل 30 مستحضراً، ونستهدف طرح ما بين 50 و60 مستحضراً خلال العام الجارى 2024؛ حيث قدَّمنا هذه المستحضرات بدائل للمستحضرات المستوردة، وأسهمت هذه المنتجات فى إثراء السوق وتقديم أفكار جديدة، كما تم تطوير بعض المنتجات القديمة، وقدَّمنا أيضاً بعض المستحضرات التى كانت متداولة فى الأسواق لسنوات، والتى اعتبرها المستهلك علامة على التميُّز والإتقان، مع الحفاظ على سعر اقتصادى، وهو الشعار الذى نتبناه دائماً فى «شيرا فارما»: سعر اقتصادى وجودة أعلى.
ما أبرز المستحضرات التى تعتزمون طرحها فى 2024؟ وما المجموعات الدوائية الخاصة بها؟
تتجاوز الشركة حدودها من خلال إطلاق مجموعة جديدة من المستحضرات فى العام الجارى تغطى احتياجات السوق فى مجال المستحضرات الطبية والمُكمِّلات الغذائية، وسيتم تقديم منتجات الشركة فى قطاع العناية بالفم والأسنان، إضافة إلى خدمات مستحضرات ما بعد جراحات التجميل، وذلك بتقديم أفكار جديدة ومبتكرة وفعَّالة اقتصادياً فى مجالات التجميل والعناية بالجلد والبشرة والشعر.
كما تعتزم الشركة أيضاً تقديم مجموعة جديدة من المُكمِّلات الغذائية بجودة عالية لتلبية الفجوة الناشئة نتيجة لنقص المنتجات المستوردة فى مجال المُكمِّلات والفيتامينات والأملاح المعدنية فى السوق المحلية.
ما نسبة التصدير من إجمالى مبيعات الشركة؟ وما المستهدف لها خلال السنوات المقبلة؟
تعرفون أن عُمر مستحضرات الشركة فى الأسواق لا يتعدى العام والنصف، ورغم ذلك صدَّرنا منتجاتنا إلى السوق اليمنية والإماراتية وسوق غزة قبل الأزمة الحالية، ويتم الآن التجهيز للدخول إلى الأسواق المغربية والبحرينية والعراقية والسعودية والعمانية، ونتوقع أن يكون عام 2024 عاماً لانطلاق التصدير فى الشركة، ونتوقع تجاوز رقم المليون دولار.
ويدعمنا فى التصدير تميُّز مستحضراتنا وجودتها، إضافة إلى تنافسية أسعارنا فى ظل تراجع قيمة الجنيه، وهو ما يمكننا من التوسُّع خارجياً، بل ومنافسة المنتجات الأوروبية.
أعلنتم عن استهداف الوصول بعدد العاملين فى الشركة إلى 400 موظف خلال 2024.. هل التحديات الاقتصادية ستحول دون تحقيق ذلك؟
لا نزال نستهدف الوصول بعدد العاملين إلى 400 موظف خلال 2024، ونعتقد أننا سنصل إلى هذا الرقم فى أواخر العام، حيث حققنا تقريباً 65% من هذا الهدف، وسوف يُسْهِم افتتاح المصنع فى أواخر الربع الأول أو بداية الربع الثانى من 2024 فرص عمل فورية، ونتوقع الوصول إلى رقم يتراوح بين 360 و400 موظف فى أواخر العام؛ حيث تستهدف الشركة التوسُّع فى خطوط الإنتاج بعد الحصول على الترخيص المبدئى للمصنع، إضافة إلى التوسُّع فى مجال التصدير، مما سيخلق فرصاً كبيرة فى فرق البيع والتسويق والتصنيع وتوفير فرص عمل رغم التحديات.
ونحن نثق بأن مصر ستتغلب على هذه التحديات، وستعود قوية فى جميع المجالات، وهذه الفترة فرصة لتنمية الصناعات المحلية والتوسُّع فى السوق المحلية والعالمية، كما يمكننا أن نتوقع حصاداً غنياً بعد حدوث الانفراج فى ملفات العملة وقيمة الجنيه، ونثق بقدرة مصر على التغلُّب على هذه التحديات والعودة إلى الاقتصاد القوى واستعادة ثقة المستهلك بالمنتجات المصرية.